من دفتر اعتصام المناصير حكاية اهل الدامر ورجل اسمه عبد الباسط الرشيد طه الافندي [email protected] انقضي اعتصام المناصير بالدامر بعد ان تجاوز المائة يوم وادخل المناصير ادبا جديدا بمواقفهم المشرفة ونضالهم السلمي رفضا للظلم والاذلال وسجلوا ملحمة نضالية باحرف من نور تضاف الي سجلات تاريخهم الناصع البياض ملتزمين طيلة فترة الاعتصام الطويلة بما سبق واعلنوه من انهم قادمون للاعتصام حتي يسمعوا صوتهم اهل السودان كافة وان حضورهم للاعتصام في مدينة الدامر ليس استفزازا لاحد او لغرض آخر وانما عرض قضيتهم للشعب السوداني الكريم والراي العام حتي يعلم الظلم الذي عاناه المناصير وظلوا كل هذه الفترة يراهنون علي صمودهم وترابطهم وقوتهم لتحقيق مطالبهم ويقهرون الصعاب التي واجهتهم بما فيها عوامل الطبيعة في ليالي الشتاء الباردة يفترشون الارض ويلتحفون السماء بينهم شيوخ وكهول لم يمنعهم عامل السن ولا وهن العظم ولا شدة البرد من المشاركة والحضور وبينهم طلاب تركوا مقاعد الدراسة وشباب تجاهلوا المستقبل واظهروا تحديا واضحا للوصول وتحقيق الهدف المنشود ؛ لم يمنعهم وضع الاعتصام من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فكانت حالة من التضامن والتماسك الفريدة بين المجموعات المختلفة وسرعان ما كيفوا انفسهم وحياتهم مع الوضع الجديد بعد ان استقر بهم الحال بالميدان الواقع شرق امانة حكومة ولاية نهر النيل حتي شهد لهم صحفي في وكالة رويترز قائلآ : (ان الاعتصام السلمي للمناصير يؤكد الترابط الاجتماعي القوي لهذه القبيلة وتمسكهم اللا محدود بارض اجدادهم وتراثهم وان لديهم منظومة قوية تتكون من جميع الفئات العمرية من طلاب وموظفين وشيوخ وحتي كهول تعمل علي تحقيق هدف واحد هو الاستيطان حول بحيرة السد وان الحكومة السودانية اذا استطاعت التخلص من هذه القبيلة الصلبة بتفاهم افرادها وايضا حبهم للوطن الاكبر مع ظلم الدولة لهم لانهم الي الآن لم يقومو بتدويل قضيتهم - مع اعتراف الدولة بعدالتها - تستطيع الحكومة ان تحكم السودان الشمالي الي امد بعيد اذا تخلصت من هؤلاء النادرون) انتهي . ان اعتصام المناصير الذي حدث ما كان له ان يلاقي كل هذا النجاح لولا وقفة اهل مدينة الدامر العريقة وحسن استقبالهم التي كان لها الاثر الكبير والدعم الكامل وقد كانوا الحائط الذي (اتكي) المناصير عليه واسندوا ظهورهم وهم يواجهون الحكومة ؛ استقبلوهم بكرم حاتمي اصيل وترحاب كانهم علي موعد مع اعتصامهم ؛ كل اهل الدامر بلا فرز احسنوا استقبال وضيافة المناصير شيبا وشباب نساءا ورجالا حتي الاطفال هتفوا معهم وحفظوا هتافهم اينما ذهب المناصير وجدوا الدعم والتشجيع من الجميع في الاسواق والمواصلات في المساجد والمنازل ومن الاشياء التي كانت توضح التعاطف القوي من قبل جماهير الدامر العريقة وفئاتها اصحاب الركشات والمتاجر الذين كانوا يصرون علي عدم الدفع وبائعات الشاي اللائي شاركن بالزغاريد وبث الحماس في نفوس المعتصمين اما الرجل الكريم الشهم النبيل عبد الباسط صاحب المنزل الذي يقع شرق الميدان له آلاف الحكايا والقصص فقد فتح صدره وقلبه للمناصير قبل ان يفتح داره تراه في منزله الذي تركه لهم كانه الضيف وهم اصحاب المنزل يتحرك داخلا وخارجا يتفقد الحال والاحوال بكل هدوء يستأذن في كل الاحوال اخجل المناصير بكرمه ورعايته وعطفه وتركهم في حيرة من امرهم كيف يردون له هذا الجميل والمعروف لانهم مهما فعلوا لن يستطيعوا لكن عزاءهم سيبقي عبد الباسط ومدينة الدامر العريقة واهلها عنوانا للنبل والكرم والشهامة في ذاكرة المناصير الي الابد .