[email protected] بعد ان انقسم السودان الان تدور دورة جديدة , حرب جديدة بين دولتين فى نزاع مرير سقط خلالها المئات من القتلى بين الجانين فى منطقة هجليج الغنية بالنفط , وحتى هذه اللحظة نزيف الدم لم يتوقف فهل هذا لعنه النفط ام ان لغة الحرب هى التى تفهم..! الان وبعد ان انفصل الجنوب لا زالت هناك قضايا عالقة لم تحل وموضوع ترسيم الحدود , والخلاف بين الدولتين حول تبعيه بعض المناطق الحدودية فالحوار يبدو لم يحل الخلاف , وطاولات التفاوض والجولات المتعددة فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا تحت رعاية ثابو امبيكى الوسيط الافريقي , فاختار الدولتان الحوار عبر فهوة البندقية اى حوار الرصاص وحرق كل ما هو اخضر فى طريق الامن , والاستقرار والجوار الحسن بين الدولتين ضاربين بعرض الحائط مصالح سكان الحدود المهمشين الذين يتخذون من التحرك بين حدود الدولتين وسيلة وسبيل لكسب العيش وامتداد للتواصل الاجتماعى والثقافى . ان الوطن تمزق والحرب لا تتوقف فما العلة . العلة هى ان القضايا لا تنفصل عن بعضها البعض كان يجب على القائمين على الامر فى الدولتين حل كافة القضايا جملة واحدة بعيداً عن سياسة الاستقطاب وتقطيع الاطراف وضرب الخصوم لاضعافهم ومن ثم الانقضاض عليهم وتطويعهم فالان اين يقف السودان وكيف حالة وما الفائدة التى خرج بها شعب السودان من الانفصال هل حلت كافة قضاياه هل الكل ينعم بالامن والرخاء والعيش الكريم , الصورة تبدو واضحة امام شعب السودان . ان تكتيكات السياسة والاعيبها يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن مصالح المواطنين فما الفائدة من موت المئات من سكان هجليج وتشريد عشرات الالاف من مساكنهم هرباً من جحيم الحرب باحثين عن حياة جديدة ويداهمهم سؤال المستقبل كيف يكون فى ظل الصراع الدائر بعد ان فقدوا كل ما يملكون خلفهم ثم تدمير البنى التحتية ولاننسى الالاف الذين سقطوا فى حرب الجنوب ودارفور والان جنوب كردفان والنيل الازرق كل هذه الارواح البريئة الم تكفى لايقاف الحرب . الافضل على الدولتين الجارتين بل الواجب الحتمى هو العودة الى طاولة الحوار لحل كافة القضايا العالقة باسرع ما يمكن لتجنيب سكان البلدين ويلات الحرب والدمار وان لا يتمترسوا خلف حجم التنازلات والمكاسب لان ذلك من شانه اطالة امد الصراع وتعطيل مصالح المواطنين والتضييق عليهم .