أليس الصبح بقريب ؟؟ د.محمد الشيخ [email protected] ...فى كل يوم نموت مرتين ..مرة عندما تموت احلامنا على شفاهنا ...ومرة عندما نرى انتكاسات الوطن !!) والوطن يتشظى ..وينحدر نحو الهاوية والجميع يتفرج !!!! والرويبطة يختطفون الوطن ويرهقون المواطن..!!! ...بيت العنكبوت الماثل فى وطنى ان له ان يسقط...اكثر من عشرين عام من الكذب والخداع وتدمير القيم ..و من الانهيار الاقتصادى والتنموى بأنهيار التعليم والصحة..اكثر من عشرين عام فى ظل دولة الاغنياء حديثى الغنى بينما الشعب يرزح تحت خط الفقر والاهمال والوعود الكاذبة ومظاهر التنمية الكاذبة بمشاريع قصد منها الدعاية السياسية والهاء وايهام الناس بأن السودان يشهد طفرة تنموية!!!فبالله عليكم اين اثار هذه التنمية على المواطن السودانى ؟؟؟ واين اثر التنمية فى الواقع الاقتصادى للبلد؟؟ الاسئلة كثيرة والحيرة اكثر.. المشكلة ليست فى انتاج المزيد من البترول ولا فى البحث عن المزيد من الموارد ولكن الاشكال فى نظام الانقاذ الذى يهدر الموارد ويحولها الى مصالحه الشخصية !! وذلك فى غياب النزاهه ومعايير المحاسبة..نعم فمن يحاسب من ؟؟؟مجموعة من اللصوص المتأنقين يديرون البلد ويمارسون سوق نخاسة سياسية بشراء الزمم والمواقف بمال الشعب المغلوب... ويتم تغييب الشرفاء والعلماء ... يمارسون الكذب ونغض العهود والخداع كسياسة ممنهجة ؟؟ فلماذا لا يتحرج هؤلاء من هذه المواقف المخجلة ؟ ولماذا يصمت المجتمع تجاه هذه الخصال التى تورد من يتصف بها موارد الهلاك والنفاق ؟؟..المنافق اذا حدث كذب ..واذا عاهد غدر ..واذا اوتمن خان..واذا خاصم فجر ..!!! ومازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ...... ...فكيف للدولة ان تمارس الكذب كسياسة على الناس وتمتهن الخداع والمناورة..؟؟. اين القيم والشعارات وانها لله... ولا للسلطة ولا للجاه !!! ...ورحم الله اديبناالطيب صالح حين تساءل (هل السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟ ..... نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم " السادة " الجدد لايسمعون ولا يفهمون . يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ . يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة . يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأمن ......أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق..... من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟) ألا رحم الله الرجل...مابال دينك ترضى ان تدنسه ...وان ثوبك مغسول من الدنس !! ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ...ان السفينة لا تجرى على اليبس !! هذا هو الخطأ والخلل فى طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للأمور .. ان المسئول عندما يصل الى الموقع يدع مهنيته واحيانا عقله وقرارة وينقاد للساسة واملاءات النظام ويعشق الصمت ويكون شعاره.. لا تسألوا عن اشياء قد تذهب مصالحكم !! لذا نجدهم يجادلون عن قضايا غير عادلة ويبحثون لها المبررات والاسانيد التى لا تقوى صمودا امام حقائق الواقع ومعايير المنطق السليم .. لذا تتهاوى حججهم قبل ان تغادر شفاههم !!! نعم ان لهذا النظام ان يذهب لأنه فشل قيميا واخلاقيا بممارسته للفساد وحمايته احيانا!!بل ان قيم الشخصية السودانية انهارت فى هذه الحقبة السوداء ... نعم له ان يذهب لأن ماتم تحقيقه فى الجانب التنموى كان صفرا بأمتياز فأنهار القطاع الزراعى تماما واصبح التعليم للقادرين فقط وكذلك الخدمات الصحية...نعم عليهم ان يذهبوا بعد اضاعوا الوطن وفرطوا فى ترابه واشعلوا نيران القبلية والجهوية... واقول للذين يتساءلون عن البديل ..وهؤلاء صنفان فمنهم من هو حادب على الوطن ويخشى من العواقب المحتملة للتغيير والصنف الثانى هم من المخزلين لصالح النظام او يدارون عجزهم عن الفعل الايجابى بمثل هذه التساؤلات !!!! فهذا الصنف الاخير ليس معنيا هنا.. فعلينا ان نسلم ان استمرار هذا النظام يعنى المزيد من الانهيار لأنهم لا يتبعون منهجا اصلاحيا مدروسا..ففى غياب قيم النزاهة والكفاءة والمحاسبة والشفافيه لا يمكن حدوث تغييير حقيقى فلا يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ... الامر الثانى من قال ان البلد خالية من القادرين على ادارته ؟؟ فالشعب غنى بالكثير من ابنائه العلماء والشرفاء والمخلصين ..ولكن لللأسف لم يجدوا الفرصة ولم يوضعوا فى امكانهم المناسبه.. وربما يكون هؤلاء من خارج المنظومة الحزبية...والامر الثالث علينا جميعا وبمختلف مشاربنا الفكرية والحزبية العمل المشترك لتحقيق الهدف المنشود....ولماذا لاتفكر الاجيال الجديدة فى تكوين كيان يعبر عنهم ويسعى لتحقيق رؤاهم وتطلعاتهم ؟؟؟ لذا علينا الانفعال الايجابى بقضايا الوطن وان نتبع القول بالفعل المدروس والممنهج ..وان نوقد الشموع خير لنا من ان نلعن الظلام الف مرة !! المخلصون الاوفياء قادرون على تجاوز كيدهم ومكائدهم لأن الحق منصور ولأن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث فى الارض ... وموعدكم الصبح ..اليس الصبح بقريب ؟؟؟!! د.محمد الشيخ