سطور صريحة .. الأحمدي فرح [email protected] نزيف فلذات الأكباد .. !! الأطفال هم أمل أي أمة ترغب في النهوض بنفسها وأن تجعل لاسمها ذكرا ً وصيتا ً طيبا ً بين الأمم والشعوب ؛ لذلك فالأمم والشعوب المتحضرة دائما ً ما تجعل شريحة الأطفال على رأس قائمة أولوياتها لأن هؤلاء الأطفال هم جزء من الحاضر وعماد مستقبل الأمة .. فمن غير المستغرب أن دولة مثل اليابان خرجت من الحرب العالمية مدمرة وفي الوقت نفسه لا تمتلك أي موارد طبيعية يمكن أن تعتمد عليها في الصناعة باتت اليوم في عداد الدول الصناعية التي لا يشق لها غبار ودوت سمعتها الآفاق في مجال التطور التكنولوجي والنظام في شتى مناحي الحياة .. فهي اعتمدت على بناء الأطفال فعند انتهاء الحرب العالمية ووجدوا أنفسهم مدمرين ؛ لم يقعدهم اليأس والإحباط بل وجهوا نظرهم الي الطفل ووعدوهم بالمستقبل المشرق .. واغدقوا عليهم بالاهتمام والتنشئة السليمة .. وبرغم عدم امتلاك اليابان لموارد إقتصادية وحتى المواد الخام من نفط ومعادن وغيرها من المواد تستورده من الخارج .. إلا أنها نجحت في تحقيق طفرة صناعية هائلة ويعود السر في ذلك أنها اعتمدت على الموارد البشريه واصبحت تهتم بالمورد البشري وجعلته يصنع وينتج السيارات والكمبيوترات والاجهزه الكهربائية .. وهذا هو التوجه السليم لأي دولة ترغب في النهوض بشعبها .. وبينما كنت اتذكر حلقة تلفيزونية عن التطور الهائل لليابان للداعية السعودي أحمد الشقيري عرض فيها تطور مذهل لليابان ونظام منقطع النظير فالكل يلتزم بالقانون صغارا ً وكبارا ً مسؤولين ورعية .. قرأت خبرا ً بصحيفة (آخر لحظة) كشفت فيه وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن وجود (319) ألف تلميذ بالولاية يعانون من أمراض سوء التغذية والاضطرابات النفسية، بجانب أمراض العيون والأسنان، وقالت الوزارة إنه وفقاً للمسوحات التي تمت بمدارس الولاية فإن «13%» من هؤلاء التلاميذ في حاجة ماسة لتحويلهم للمستشفيات والمراكز الصحية لتلقي العلاج !!! وهذه الأخبار تدق ناقوس الخطر بالفعل لإنقاذ مستقبل البلاد فهذا (نزيف!) حقيقي لأهم موارد البلاد وهو عماد الموارد البشرية كما جاء بالخبر أن الوزير أوضح أنه تم علاج (127) تلميذاً من مرضى البلهارسيا،فيما لا يزال هناك سبعة آلاف تلميذ في حاجة لإعادة كشف النظر، معلناً عن رصد (800) مليون جنيه لإنفاذ هذا البرنامج .. وهذا أمل يجب أن نتمسك به لتقويم مسار المستقبل وعلى كافة الجهات ذات الصلة أن تتابع الأمر كما أنه يجب على المؤسسات الإعلامية أن تركز الضوء على هذا الجانب لكي يتم وقف نزيف فلذات أكبادنا وإنقاذ الصحة النفسية والجسدية للطلاب الأمر مهم جدا ً ويستحق حملة شاملة وجادة للالتفات للوضع بالتضامن بين وزارة الصحة والشخصيات العامة والمؤسسات الإعلامية والصحف لكي يتم إنقاذ عماد مستقبل هذه البلاد ووقف نزيف أهم مواردنا وهم فلذات الأكباد .. نقلا عن - السوداني -