ذهلت كما غيري من كيفية تعاطي الشارع السوداني مع احداث هجليج. لقد كان الشارع السوداني كعادته يفكر بعقلية القطيع ويمارس ثقافة التفكير الجمعي ليحدد تفاصيل الفرح والانتصار وفق ما تري أجهزة الدوله الرسمية. ان النظام الحاكم افلح في تغبيش الوعي العام، وخداع الشارع بإعلامه الذي يصرف عليه مليارات الجنيهات لكي يجمل صورته القبيحه، وعبر هذه المليارات المهدرة للتزييف استطاع النظام ان يقنع الشارع السوداني انه منتصر في معركة الكرامة. والحقيقه الذي يعلمها هذا الشعب جيداً ان هذه الحرب لم تك باسمه ولم تك من اجله ابداً. نعم انها لم تك حربنا بل كانت حربهم انه لم يك بترولنا ولكنه كان بترولهم هو السبب. كان النظام يدافع عن البترول في باطن الارض ولا يعنيه كثيرا الارض كقيمه في حد ذاتها. وذات النظام هو الذي فرط في اراضي الوطن في حلايب والفشقه وشلاتين وشمال ارقين. وكانت وما زالت أرجاء من الوطن تقبع تحت الاحتلال الاثيوبي والمصري. ولم تحرك الحكومه ساكنا ولم تقل انها تنوي تحرير بقية المناظق المحتلة. لأن هذا النظام ليس لديه مصالح في ارض لا بترول بها، لذلك هاج النظام وماج من اجل بتروله، وصمت واستكان عندما احتلت حلايب والفشقة. وتخاذل النظام امر طبيعي جدا ولا جديد به، ولكن الكيفية التي تعاطي بها الشارع مع احداث خجليج كانت محبطة، واثبتت اننا كشعب ما زلنا نفكر بعقلية القطيع او نعطل عقولنا كما يقرر لنا اعلام النظام. ثم نفرح لفرح النظام ونغضب لغضب النظام ولكن هذا لا يعني انه ليس هنالك من هم في تمام الوعي وسط هذا الشارع ولم يخدعوا بما حدث ان من هذا الشعب من يتقد وعياً ويدرك تفاصيل الاحداث بشكلها الحقيقي والغائب عن الشارع العام البسيط وعندما جاء صوتهم بين ضجيج المعركه قالوا عنهم انهم خونه ومارقين وعملاء وفي حقيقة الامر ان الخونه هم من يصنعون الحروب ليعيشوا من خيرها وان الخونه هم من اغتصبوا هذه البلاد ليلا والخونة هم من افلحو في تجويع شعبهم وتعذيبه وتشريده وقتله اما نحن فما زلنا نقول اننا ضد الحرب الخارجية واننا لن نحارب مع هذا النظام واننا نعرف تماما ان عدونا الاول هو هذا النظام ان الحرب الحقيقية بالنسبة لي هي الحرب الذي يجب ان تكون ضد النظام وكما اعلنا من قبل اننا مع الكفاح المسلح ونبارك الطريق الذي يسلكه الرفاق في كاودا ونرجو ان تنضم المعارضه تحت لواء النضال المسلح حتي يتم تحرير هذا الوطن بكامله من هذه العصابة سوف يوصفوننا اليوم بالمرتزقة والعملاء تماما كما وصف القذافي الثوار في ليبيا وعندما ننتصر وتعود البلاد الي شعبها ويحاكم القتلة والمجرمين حينها سوف يعلم الشعب انه كان يفكر بعقلة القطيع وسيعلم اننا نناضل من اجله ونحارب من اجل الشوارع التي لا تخون وسوف نحارب النظام بالرصاص والكلمه بالمنظق والمدفع الي ان ينبلج فجر الخلاص.