اولا الحمد لله الذي لطف الاجواء بعض الشئ وازال شبه الحرب وان كان مؤقتا واعاد هجليج الي تراب الوطن .. والشكر لعقلاء الحركة الشعبية الذين استجابوا لصوت الحكمة بسحب قواتهم من المنطقة .. ونقول لهم ان كان لكم حق في هجليج او (فانطاو) فان العدالة سينصفكم بعد زوال هذا النظام الفاسد فانتظروا ولا تستعجلوا .. كما نطالب جيراننا الاثيوبيين والمصريين ان يحزو حزو الاخوة الجنوبيين وينسحبوا من كل من الفشقة وحلايب لاستدامة الامن والسلام بين الشعوب .. لان المطالبة بالانسحاب من ترابنا هو الحل الوحيد الذي تبقي لنا بعد ان اثبت لنا جيشنا وحكومتنا بانهما غير قادرين علي استرداد اراضينا المسلوبة بالقتال .. ولذلك نطالب الاممالمتحدة بالضغط علي هذه الدول ومطالبتها بالانسحاب من كل هذه الاراضي السودانية كما فعلت مع دولة جنوب السودان بمطالبتها بالانسحاب من هجليج. نعم ان عودة هجليج وبهذه الطريقة المسالمة هو عمل ايجابي يستوجب الاشادة به ولكنني بصراحة اصبت بالصدمة الكبيرة عندما شاهدت مجموعات من الناس يصرخون ويهتفون في شوارع العاصمة زاعمون بانهم فرحون لاستعادة مدينة هجليج .. ناسين بان من فرط فيها وتركها عرضتا للاحتلال هو نظام المؤتمر الوطني .. وناسين بان ما كان للجيش ان يهرب منها ويتركها عرضتا للاحتلا ثم عجز من استردادها لاكثر من عشرة ايام بالرغم من تواضع قوة "العدو" .. وناسين بان سبب احتلالها هو فشل الحكومة التي ضعف بسببها المؤسسة العسكرية فاصبحت عرضتا للهزائم والهروب من ساحات المعارك .. فلماذا هذا الفرح اخوتي ولماذا هذه المبالغة الزائدة في الفرح .. هجليج لم يتم تحريرها من الانجليز او الطليان او الفرنسيين .. هجليج فقط تم استردادها من الجيش الشعبي هذا الجيش الذي لم يبلغ عمره عاما واحدا .. بل ان الحقائق يقول بان لا يد للحكومة ولا الجيش في استردادها (الجيش هرب منها وتركها معزولة عندما حمية عليهم الوطيس) ولم يدخلها جيشنا مرة اخري الا بعد ان اعلن دولة جنوب السودان سحب قواتها منها استجابة لطلب الاممالمتحدة .. لياتي بعدها جيشنا ويتزين بالنصر الكاذب .. وان كانوا قادرين علي استردادها بالقوة كما يزعمون فلماذا تاخروا من استردادها لاكثر من اسبوعين؟ هذا هو كذبة ابريل التي اتت متاخرة بعض الشئ .. ولكن فالحمد لله بعودتها اي كان! .. ولكن ما اثار حفيظتي وازعجني اكثر هو المبالغة الزائدة في الاحتفال الذي اظهره البعض في الشوارع .. فلماذا كل هذا الفرح؟ هل هذا الحدث يستحق كل هذا الصراخ ؟ هذه الفرحة المبالغة فيه هل هي لاهمية هجليج ام لاهمية الحدث نفسه؟ وهل نحن شعب سطحي الي هذه الدرجة التي يستخدمنا فيه نظام المؤتمر الوطني كادوات للرقيص اينما شاء وكيف ما شاء؟ وددت لو انني رايت هذا الشعب الذي يرقص ويفرح اليوم ويملئ الافق صراخا وزغارييد فرحا لاسترداد هجليج واحتفائا بالقوات المسلحة وددت لو رايته ثائرا علي هذا النظام المستبد الفاشل عندما فرط هذا النظام في تراب هجليج قبل عشرة ايام .. ولكن كالعادة فلا حيات لمن تنادي .. كما ان الانقاذيين محظوظين .. كل ما يشتد عليهم الزنقة ياتيهم الفرج من حيث لا يحتسبون .. وكعادتهم التي عودونا اليها بقدرتهم الفائقة التي يجعلون بها من الفسيخ شربات استطاعوا هذه المرة ايضا ان يظهروا انفسهم كابطال من هذا النصر الزائف .. ولكن نقول لهم لا تستطعوا ان توهموا الناس بهذا النصر الزائف مهما فعلتم وكفاكم استخفاف بعقول الناس فانكم لم تفعلوا شيئا يستحق الفرح .. وانكم لم تضيفوا شبرا جديدا الي تراب هذا الوطن حتي تخرجوا الناس للفرح والمرح والتحليل والتكبير بل انكم فقط اعدتم ما فرطتم فيه من ارض (لا بل اعيد اليكم) .. وحتي لا يجد التكفيريين فينا فرصة لوصفنا بالارتزاق والخونة نقول لهم ولزمرة الانقاذيين ان اردتم لنا ان نفرح ونحلل ونكبر معكم .. فاعيدوا لنا كل ترابنا الذي فرتطم فيه (الفشقة - حلايب) حتي نتقدم الصفوف ونفرح ونهتف معكم بالنصر والا فستظلون في نظرنا انتم الخونة .. وستظل هذه البشائر الفارغة في نظرنا مجرد محاولة يائسة لكسب ود الشعب والظفر بشئ من الثقه ليس لا .. وبلعبكم علي وتر الوطنية مرة اخري يبدوا بانكم نجحتم الي حد ما بكسب بعد القلوب ورفعتم من اسهمكم المنهارة ولكن هل سيدوم هذه اللعبة.