[email protected] نام القادة العرب ملئ جفونهم عن طارد و مطرود هجليج بينما سهر السودانييون جراها و ابتهجوا .. لم توقظهم دوي الدانات و طنين الحشرات .. لم يبرق أي من القادة القائد البشير مواسيا باحتلال و لا مهنئا بنصر .. و يبقى السؤال: لماذا يتجاهله العرب؟ لماذا ينبذونه؟ لماذا يزور و يزور و يزور و لا يُزار؟ تجاهلوه مرة حين توج نفسه بعد الإنتخابات المخجوجة أدروبيا .. كان الحضور الرئاسي حينها من وزن الريشة بمقياس المال و التأثير .. كان هناك رؤساء تشاد .. موريتانيا .. ارتريا و جيبوتي .. لكنا لم نرى عقالا و لا طربوشا .. ثم كان اليوم موقف القادة العرب اللا مبالي من استرداد هجليج .. أتراهم سمعوا أصلا بالأمر؟ أم أدركوا أنها كانت معركة في غير معترك لا يستحق كل هذه الضجة ؟ أم أن الشأن إفريقي قح لا يخص العرب من قريب أو بعيد؟ .. أم أنهم رهن الريموت كنترول الأميركي؟ لم يكن منهم حتى ما برعوا فيه .. الإدانة .. الشجب و الاستنكار .. ليكن كيفما كان .. فقد وقع التجاهل ثقيلا على البشير و أركانه .. فبعدما أرخى المشير أذناه طويلا علهما تلتقطان ثناء من هنا و تبريكات من هناك .. لكنهما آبتا خائبتين إلا من كلمة (عواليق) التي رماه بها أركان حرب جيش جنوب السودان في هجمة مرتدة على قاذوفة البشير الحشرية و لسان حال الشاتم يقول البادئ أظلم .. آن لنا أن نراجع هويتنا و توجهنا سواء كان إقليميا أو ثقافيا .. آن لنا أن نرمي وراء ظهورنا تلك التبعية التي لم تجر علينا غير الذيلية شيئ .. و لتكن المبادلة الثقافية مع الآخر بالمثل مبدأ لا نحيد عنه. لله درك السر قدور فأنت لم تقل أنا عربي أنا سوداني .. و لو قلتها لانكسر الوزن و انكفأ المعنى الشامخ و لجاء الطعم مسيخا مشوها لا يتغلغل في الوجدان .. لكن الإنتماء الإفريقي رفرف بجناحيه حاملا الكاشف يصدح لنبقى في انتشاء تتناقله الأجيال بفخر أن .. أنا افريقي أنا سوداني .. بتنا على المستوى الرسمي مذبذبين .. بين إفريقيتنا التي نأباها و نحاول جهدنا بوضع طلاء يستر سمرتنا و نسعى لإجتثاثها و لو بالإبادة و قد حمل لواء ذلك الخبيث (الطيب) مصطفى .. حسين خوجلي .. عبدالرحيم حمدي و لم يكن حسن مكي مجرد مشاهد من منازلهم .. و بين عروبتنا التي يراها العرب أمرا لا نستحقه .. ما الذي أفدناه من تبعيتنا للعرب؟ و بالمقابل ما الذي فوتناه على أنفسنا من تنكرنا الإفريقي؟ تشاتم صبي و حمار فقال الصبي للحمار: يا حمار! فرد الحمار قائلا: يا عربي!