سدرة الأمل الصادق المهدي الشريف [email protected] بريد إلكترونيالرسالة غرائب القصص عن الأمل كثيرة.. وكلّ قصة تفتح باباً مختلفاً من أبواب الأمل لم يكن مطروقاً من قبل. والأملُ هو ذاك الشعور الذي يحاول اليائس الأكبر – إالذي أبلس من رحمة الله - ان يُبلس منه عباد الله. ومما يُروى في سفر التكوين أنّ الملائكة قالت لله تعالى عندما أخبرهم بأنّه سيخلق بشراً وستكون الأرضُ مستقرهم.. قالوا له: (إنّ الارض لن تسعهم)، قال عزّ وجل (إنّي جاعلٌ موتاً)، قالوا (إذن لن يهنأ لهم عيش)، قال تعالى (إنّي جاعلٌ أملاً). فالأمل هو العصا السحرية التي يمسك بها الإنسان.. يتحسسُ بها الطريق الى المستقبل.. ذلك المستقبل الغيب. ومن أجمل تلك القصص.. قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع سراقة بن مالك.. الذي كان (صيّاد جوائز).. ركب فرسه ليلحق بالنبي الأكرم عندما أعلنت قريش عن جائزة لمن ياتي به. فرسُ سراقة غرست في الرمل أكثر من مرةٍ وهو يحاول اللحاق بالركب النبوي.. وحينما دنى من خير البشر.قال له :( كيف بك ياسُراقة إذ تسوَّرت سُواري كسرى؟؟).. قال سراقة: (كسرى الشاه؟؟).. قال النبيُّ:(نعم).. فانصرف سراقة عنه.. ونسي جائزة قريش. وفي التاريخ أنّه لمّا فُتحت المدائن في عهد عمر بن الخطاب، ألبس سُراقة سواري كسرى.. كما وعده الرسولُ تماماً. لولا الأمل لما رجع سراقة.. فجائزة قريش كانت أقرب إليه من جائزة تحتاجُ الى معجزة.. فكيف برجلٍ يصطادُ الجوائز أن يُصدِّق رجلاً آخراً مطرودٌ من قومه.. لا يقوى حتى على البقاء بينهم.. ثمّ يعده ذلك الرجل بانّه سوف يفتح بلاد الفُرس.. بل ويمنحه سواري كسرى!!!.. تلك معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم. ولكنّ الشاهد هُنا هو الأمل عشعش في قلب سُراقة.. فانتظر على أمل.. حتى قويت الدعوة وأكتمل نصر اللهِ والفتح.. ثمّ انتهي عهد النبوة.. وجآء عهد الصديق أبو بكر وانتهى.. وجآء بعده الفاروق.. والأملُ في القلب باقٍ. وقصص الأمل لا تنتهي.. ليس في تاريخ البشر فقط.. بل في تاريخ الأمم والشعوب تفتح نوافذ الأمل من بعيد.. صحيحٌ أنّ الطرقات تكونُ ملأى بأشواك الإحباط.. لكنّ الضوء الذي يلوح في نهاية النفق المظلم يدفعُ الأملَ الى القلوب.. ثمّ يدفعه القلبُ الى بقية الجسد المثخن بالجراح. وهل هنالك قصة أعظم من قصة الشعب الياباني الذي لامس بعد الحرب العالمية الثانية الى حضيض الشعوب.. ذلك الشعب الذي تدمرت بنياته تماماً في الحرب العالمية الثانية. نجحت القنبلة النووية في تدمير المدائن والقى.. ولم تنجح في تدمير روحه.. فنهض بعد ذلك كما تنهض العنقاء من رمادها. لم يحكم العالم بالسلاح ولا بالقوة الدبلوماسية داخل المنظمات الدولية.. ولا بهيئات المخبارات.. بل بالإقتصاد. لا أعتقد أنّ هذا الحال.. هو سدرة منتهى السودان!!. وحينما مات الإمبراطور الياباني هيرو هيتو.. ركب كلّ رؤوساء العالم طائراتهم لحضور تشييعه.. وقال المذيع الياباني وقتها (هؤلاء الرؤساء لم يأتوا هُنا حزناً على الإمبراطور.. إنّهم يأتون إعترافاً بالقوة الإقتصادية لليابان). الردود