تحرير الذات ........من الخرافات والزيف في العصر الجاهلي الوطني محمد ادم الحاج يوسف [email protected] استولي النظام الجاهلي الوطني او ما يعرف ب((الجبهة الاسلامية )) في السودان علي مقاليد الحكم في العام 1989 بقوة الدبابة وفوهة البندقية وتوكله في مشروعه علي الشيطان وتبنيه وطرحهه لمشروع (الاسلام الحضاري) وكأن الاسلام ذات شقين حضاري ورجعي , وبأسم المشروع الحضاري مارس النظام ابشع انواع الإنتهاكات بحق الشعب السوداني بدون وازع ديني أو اخلاقي , وإستخدام الدين الحنيف كمطية لتحقيق اهدافهم وإسباغ القداسة في عملية التطهير الممارس ضد الشعب السوداني , وإدعائه بمعرفة اصحاب اليميين واصحاب الشمال عبر اقوالهم المضللة (إنبعاث ريحة المسك من اؤلئك المدعوين بالمجاهدين الذين قتلوا في حروبهم المشؤومة , وزواجهم بحور العين .....الخ والحال في السودان يغني عن السؤال , تردئ في الصحة والتعليم ,وإنتشار الفساد والظلم والمحسوبية ,توسع دائرة الفقر والجهل والأمية, ومحاربة الجميع بدافع إثبات عروبة السودان دون الالتفاف الي العناصر غير العربية التي تشكل قوام الاطراف (غرب,شرق,جبال النوبة,النيل الازرق) وبالتالي حتي التاريخ لم يذكر بوجود مملكة تسمي مملكة العرب في السودان ودخولهم اليها لممارسة التجارة ونشر الاسلام . بعد فترة سبات في العصر الجاهلي الوطني وكما هو الحال دائما في كل مراحل التحول الاجتماعي التاريخية لإستكشاف رؤية جديدة ظهرت فرق وجماعات ثائرة كالعاصفة المدمرة تطالب بحقوق كفلها الاديان السماوية من حرية,وسلام,عدالة , وبدأ التحول تدريجيا ولكنه مستمر ومتواصل ,بل لم يكن التحول من العصر الجاهلي الوطني بسياساته الخرقاء والرعناء سهلا ,بل صراعا طاحنا ومعارك مع قوي الهامش (تحرر الذات) وإتهام القوي الثورية بالكفر والزندقة وأحكاما بالقتل والتعذيب والحرمان , وكذا إتهامها لتلك القوي بالعمالة والخيانة علي ان الدين مستهدف وتارة علي ان العروبة مستهدفة ,لذا يبدو واضحا ان النظام الجاهلي الوطني في السودان حين يفقد الحيلة والوسيلة وحين يفتقر الي رؤية عملية صحيحة فإنه يبحث عن السلوي والعزاء ليتعالي عن الواقع المأزوم ومن ثم يرتد الي مبررات وتفسيرات غريبة عن الواقع ليلتمس عندها الخلاص او السكينة ,فحاولت قوي جاهلية الوطني ان توقف التاريخ عندها مثلما يحلو لكثيرين الظن ان التاريخ قد توقف عندهم وإنتهي بعد ان قالوا كلمتهم . لذا فإن العالم يتحرك امامنا والواقع يتغير وقضايا الحياة تزداد إلحاحا ولا بد من رصد الواقع وإستقراء احداثه وفهمها في ضوء نور كاشف جديد لمعرفة طبيعة المجتمع والانسان , وإدراك عقولنا ان الحقيقة اكبر من حصرها في نظامهم المشوه , وكذا وعينا بأن ما قدمه الثورات في العالم عظيم ومبدع ورائع ولكن يمكن ان نثور روعا وإبداعا ,لتحطيم سلطة الوصاية وتحرير إسترقاق الإنسان إقتصاديا وسياسيا وفكريا , وغرس مفاهيم وقيم جديدة تراعي أنسانية الأنسان في السودان ,اذن الواقع الماثل امامنا يفرض تحديات جسام ولا بد من المواجهة وتحرير العقل من غربته والانكفاء فيه لنتعايش مع الاخرين وفقا لقوله تعالي ((يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير)) ولنعمل بمبدا (انا افكر اذن انا موجود): _يلزمنا التخلي عن التقديس الاعمي والاجلال الخانق لكتب وأقوال أهل النظام . _ان الخلاص رهن بوعينا بذاتنا بكل نقائصها وتناقضاتنا وليس بستر عيوبنا. _إننا كشعب سوداني نعاني حقا ولكن يجب ان ندرك معاناتنا (أخطر ما يتهدد المريض ان ينكر مرضه وراء أوهام وإدعاءات كاذبة). _التحرر من اأغلال التبعية والتبعية علي النحو الذي شل فكرنا وواد إرادتنا وقدراتنا الإبداعية , فتعطلت ملكاته وعشنا أسري لعبارات موروثة تحمل هالة من القداسة . _القدرة علي رصد عناصر أزمتنا وتحليلها وبيان تسلسل أحداثها التاريخية والكشف عن جذور المعاناة ومنشأ اوجاع الحياة ومواجهته بجراءة وحرية. اذن زبدة القول إننا إذا لم نحرر مخيلتنا لمعرفة سبيلنا للخلاص ونعرف طريقنا للتقدم وإلا سنظل كما نحن نضرب في عماء... E_mail: [email protected]