نور ونار فوضي المصنفات وشغب الفن مهدي أبراهيم أحمد [email protected] وصوت المسجل المنبعث من حافلة يدلك علي صوت فنان تحمل أغنيته كلمات ركيكة ضحك فيها كل من تأمل طويلا في مفرداتها فصوت المسجل الهادي كان كفيلا بتمييز الصوت ووضوح المفردات وسط تلك الموسيقي الصاخبة التي تتواري الكلمات أحيانا خجلة خلفها ولكن أذن المستمعين جيدا تفضحها فنضحك علي خجلها ونغض الطرف حينا علي عوراتها . والفنان ليس مغمورا ولكنه أحد الشباب الصاعدين الذين تزدحم حوائط العاصمة بصورهم وتجدهم في جل القنوات والفنان الشاب لايجد حرجا في التغني بتلك المفردات الخجولة ويعده عملا فنيا في بلد صار الفن فيه تجارة ونجارة ولاعزاء لعشاق الطرب والفن الجميل الأصيل . أنشئت المصنفات الفنية حماية للفن من التشويه وحماية للمفردة الصادقة قبل اللحن الصاخب للأرتقاء بالفن الي ساحات الطرب الروحي بتشنيف الآذان بالروائع وأتحاف القلوب بالألحان لتتمايل الأجساد وتهتز الرؤؤس بعفوية فتحفظ الكلمات ويرسخ اللحن الجميل عبر الزمن يستحضره الناس عند ما يشدو به الشادي ويتغني به المغني . السأحة الآن تمتلي بالغث من المفردات والسافل من الألفاظ والناس عندما تسمع ذلك تستدعي أول ماتنناقش هئية المصنفات الذي سمحت بذلك الصخب ليمر الي الأسماع والأسواق ويكون في حيز التدوال المباشر ويكون السؤال هل قامت الهئية للأرتقاء بالأسماع والمفردات أم قامت الهئية علي المصادقة علي ذلك بغية التخليص والجباية تمشية للحال ومجابهة للأحوال . والفن قديما تظهر آثاره جلية الآن من حيث جودة المضمون وطهر المفردة وصدق التجربة والتي أفرزت عن شعراء حقيقيون ملكوا زمام القلوب بمفردتهم وأثروا الوجدان من خلال أغانيهم ولكن اليوم تبدل الحال ولبست المفردة ثياب الأبتذال والسقوط في ظل وجود المصنفات الأدبية المعنية بحماية الذوق والمحافظة علي رقي الفن في الألحان والمفردات والغناء . أستغرب بشدة عندما أجد تلك الأغاني الهابطة تأخذ حيز التدوال وفي ظني أن المصنفات قد أصبغت رضاءها عليها وفتحت الباب أمام مايدعون أنفسهم الشعراء في ظل وجود الموسيقي الصاخبة- التي لاتجد للمفردة وقعها وصداها -الي التباري في تأليف الركيك ليشدوا بها الناشئة وتصبح علي كل لسان . نحتاج للأرتقاء بالشعر الغنائي الذي حتما عندما نرتقي به سنضمن البئية الفنية المعافاة التي تتسابق لطرح كل ماهو جديد ومفيد تنشد الكمال وتغني للوطن والحب والجمال تماما كتجارب السابقين الذين لا تزال كلماتهم تشنف الأذان وتطرب لكلماتهم وألحانهم الأفئدة والأبدان لأنهم عبروا عن التجربة بالمفردة الصادقة وعبروا عن الواقع بالصدق والدافع فسمت الكلمات وعاشت التجارب وحفظها الجميع عن ظهر قلب . والعبء يقع علي المصنفات الأدبية كبيرا في المحافظة علي الفن بحماية المفردة من أن خجلها البائن الدال علي أن في الأذواق خللا لابد من تداركه حتي لا يتعثر الفن الجميل وتضيع المعاني السامية المرتكزة عليه فالموسيقي وحدها لاتصنع فنا راقيا في ظل سقوط المفردات وركاكة الأشعار .