م.مهدي إبراهيم أحمد [email protected] وأحد الأئمة المعروفين ينادي علي الملأ ومن شرفة المنبر بأغلاق نادي الفنانين وتحويله الي مسجد ودعوة الأمام لم تكن الأولي بل كانت بصراحتها تلك في المقدمة علي أن معظم الأخريات كانت تنادي بالضبط والتنظيم الذي يؤدي الي ماتقتضيه ويقصده الفن المباح. والشغب الفني الذي أقصده أنما يندرج تحت نطاق الغناء والطرب الذي صار مقصد كل من هب ودب وساحة يلجها كل عاطل عن الموهبة ومتأخر عن قطار الأبداع والفن السوقي يجعل من الجميع شركاء في الجريمة وكل له كفل منها فالصحافة لها كفل الترويج الزائف ذو المنفعة المشتركة والأتحاد ينقصه التأهيل وتعوزه الرقابة والجمهور له كفل الأستماع والحضورالحاشد والأسماء الفنية تنطلق بفعل هولاءتارة بالألقاب المفخمة و تارة بالكنية المخملية –وقريبا أختلف فيها فنان كبير مع آخر صغير والفنان الكبير يري أن الفنان الشاب قد تعدي علي أغانيه وعلي لقبه الجماهيري- ثم تجد لها مواطئ الأقدام ونسمع كل يوم بفنان ومنطقته حتي كدنا أن نري كل مناطق السودان بقراه ومدنه وحلاله وحواريه تمشي بأقدام هولاء وتشتهر زورا عبر حناجرهم المتواضعة . كنا نعرف الي وقت قريب بأسماء معينه ولجت المجال الفني شعرا وغناء وألحانا ولايزال الجميع الي يومنا هذا وبالرغم من تغير الأجيال والأزمان يحفظون لحنها ويتبارون في ترديدها مع الفنان والتجربة الحقيقية للشاعر تجعل الفنان صادقا ومعبرا في أخراجها للجمهور والكلمات الخالدة تكتب لصاحبها الخلود في زاكرة المستمعين ولاغرو فالناس تحفظ الأشعار وتعيش مع الألحان وتتمايل طربا مع الفنان ولكن اليوم فالأشعار سوقية لاتتجاوز عتبة المسرح في حفظها وتغلب علي شعرها الركيك صخابة اللحن بموسيقاه المزعجة التي تغطي علي اللفظ السوقي والكلمات الهابطة ذات الأيحاءات العاهرة والسودانيون بطبعهم يتمايلون رقصا مع الموسيقي علي غير سابق مثال كما عبر عن ذلك أبن خلدون في مقدمته والفنان يصيبه الغرور وتتسابق الصحف سامحها الله عليه تفتيشا وتنقيبا عن صاحب أشعاره وتكيل له من الألقاب التي أن وجدها أصحابها الحقيقيون لصاروا ملوكا متوجين للفن الشامل علي السودان وبقدر التحفيز يكون البذل والعطاء ولكن أبحثوا في الصحف التي تغمط الناس حقوقهم و التي تصير الهر أسدا وتصير الجربوع فهدا .في ساحة أنعدم فيها التنظيم الجيد والقانون الذي يهدف لتطوير الفن وأكتشاف المواهب والأمام من علي المنبر الشريف يطالب بتحويل اتحاد الفنانين الي مسجد تقام عليه الصلوات بدلا عن ذلك الشغب والفوضي الخلاقة وأجازة الأصوات في سهولتها وتعدد منابرها والشهادات المجروحة التي يطلقها النقاد وتلتقطها الصحافة في التبشير ببزوغ النجوم وتشبيهاتهم أغرت الكثيرين بالدخول الي عالم الغناء وحمل لقب الفنان بل ووصل التلميع بمن لم يتجاوز عمرهم في ساحة الغناء شهورا الي حمل الألقاب الضخمة التي بذل فيها الفنانين الكبار سنينا طوال في الوصول اليها وأرتقائها عبر التنافس في تقديم الجديد ولم يقاربوها بعد ولكنها اليوم متاحة عبر الأعلام الكاذب والمداهن الذي يجعل الكبار أقزاما والأقزام عمالقة في عالم تزييف الحقائق وأنعدام الوازع وسيادة قانون الرزق المشترك ،فماذا تننظرون من اأئمة المساجد سوي الدعوة الي الغاء الغناء وتحويله مقره الي مسجد . شغب فني تلمسه واضحا في فوضي الأعلان عنه وعن أولئك أصحاب الطرب في غير موضعه التي تجدها في الشوارع والجدران ومحلات القمامة وعندما تجد مثل تلك الملصقات علي تلك المحال يهون عليك الأستماع لهوان صاحبها الذي ينشد السوق ولاينشد الذوق وينشد الربح السخي ولاينشد الجمهور الوفي والقنوات في أنتشارها صارت توازي أنتشار الفنانين فلماذا لايكون الأعلان عبرها والأطلاله عبرها للجمهور بدلا من ذلك الأعلان الذي يذهب بجمال المدن ونظافة مرافقها . والناس عادة تلجأ الي القديم ولكن في بلادنا فللقديم مكانة مقدسة والرجوع اليه يبقي لازما وخاصة في مجال الفن وهم في ذلك محقون بعد أن عقمت حواء السودان من أن تنجب الشعراء أصحاب التجارب الحقيقية التي يعكسها الفنانون دررا و تجعل جمهورهم يعيشها لفظا ولحنا وحتي الموجودة الآن هي محاولات خجولة تستحي أمام لحنها فكيف بمن يسمعها ويتذوقها والأمم من حولنا تتطور موسيقاها وشعرها مع الأيام الي الأمام الا في السودان فالصورة مقلوبة فلقد أستبدل القديم بألالفاظ السوقية التي تجاري الشارع سقوطا وسفالة والألحان الصاخبة التي صارت تمتلك زمام الأطراب غصبا والأعلام يفرضهم جبرا لتشنيف الآذان وتمايل الأبدان. وأتحاد المهن الموسيقية يقع عليه العبء كبيرا في التنظيم عبر الأجازة القاسية التي تمنح بعد سنين وسنوات ونقد وأنتقاد والرقابة المستمرة فسمعة منتسبيه من سمعته وكل من أصطلح عليه فنانا يتبع له وصراعات الكبار صارت مادة دسمة للصحف الفنية تزيد في أوراها وتباعد بين زمالتهم وعلاقاتهم ورحلات منتسبيه من الفنانات الي الخارج تعتورها الشكوك والريب والجو يزدحم بالأشاعات والتحليلات حول مشروعية الغناء والسفر وسفرهن يكسر قرار الأتحاد القاضي بالمنع والانتهاء والضعف ينتاب الاتحاد وقراره الهزيل ،ولجوء الفنانين الي المحاكم لوقف تريد أغانيهم بواسطة غيرهم حماية من تشويهها تصبح هي السائدة ومحكمة الملكية تحتشد أضابيرها بالبلاغات والتسويات والغرامات وأيضا ظاهرة لجؤ الشاعر للمحاكم لوقف ترديد أشعاره بواسطة الفنان صارت من المسلمات في مجتمع صار ينشد( الفن السوقي ) التي غايه الربح وليس الأطراب . والأتحاد يبدأ خطواته في منع أغاني الغير من أن تردد بصوت منسوبيه ولكن الرقابة لاتأخذ مجراها والأغاني الهابطة يرددها منسوبيه ولو كانت من أغاني الضد التي لا يتغني بها الأ من علي شاكلتها بصوتها ولكن فناني غفلة الزمان من الجنسين لايجدون حرجا في الشدو بها والتغني بها ولو أدي لك لتغيير النبرات والتشبه بالأصوات في شغب فني واضح وفاضح والأمام في منبره له الحق في المطالبة بتحويل نادي الفنانين الي مسجد يحافظ علي الأخلاق من أن تنجرف مع تيار هولاء .