إن المضايقات التي تعرض لها الأستاذ الصحفي فيصل محمد صالح، من قبل جهاز أمن النظام، والتي إنتهت بإعتقاله، بحجة مداخلته في قناة الجزيرة، تعطي دلالة واضحة، أن روح الإقصاء والتهميش ما زالت متأصلة في عقل النظام، هذا إذا كان له ثمة عقل! يجعله يحترم حقوق الإنسان الإساسية، ومنها حق الرأي والتعبير الذي كفلته كل النظم والدساتير والقوانين. لذلك تدين الجبهة الوطنية العريضة هذا الإنتهاك الفاضح، والتعدي الصارخ على حقوق المواطنين، لاسيما الصحفيين الذين يعبرون عن ضمير شعبهم وتطلعاته، لفجر الحرية والديمقراطية، الذي يحل فيه السلام الذي يتوق إليه الشعب السوداني، في مدنه وقراه، منذ مجيء هذا النظام في عام 30/06/1989 الذي أدخل البلاد في حروب متناسلة، بسبب سياساته غير العقلانية، التي دمرت المشتركات الوطنية، لإنتهاجها سياسة فرق تسد، بسبب عجزهم عن تحمل المسؤولية الوطنية على النحو الذي يحافظ على وحدة البلد ويصون سيادتها، ويلبي رغبات شعبها، ونتيجة عجزهم هذا كان خوفهم الدائم من الصحافة الحرة والصحفيين الشرفاء، ولعل حادثة الاستاذ الصحفي فيصل محمد صالح ليست، الاولى من نوعها فقد سبقتها حوادث عديدة مماثلة لها، التي لم ولن تزيد الوطنيين إلا أصراراً وعزماً للسير في طريق النضال من أجل الحرية والإنعتاق من أغلال الدكتاتورية والإستبداد وحكم الفرد. كما ان اعتقاله، سيزيد القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني يقيناً، بأن لا بديل أمامها إن أرادت الخروج من الدائرة الشريرة هذه ، سوى النضال سبيلاً للخلاص من نظام الإنقاذ الشرير. لذا تدعوا الجبهة الوطنية العريضة، كل القوى الوطنية السودانية، لإدانة إعتقال الأستاذ فيصل محمد صالح، بتصعيد حركة نضالها، كما تناشد كل أحرار العالم بالوقوف الى جانب الشعب السوداني، لإستعادة الحرية الديمقراطية، لبناء دولته المدنية الديمقراطية، القائمة على المشاركة السياسية العادلة لكل مكونات الشعب السوداني، دولة تحمي حقوقه، وتحقق تطلعاته المشروعة. عاش الوطن، وعاش الشعب، وعاش الشرفاء، أحراراً بلا خوف أو قيود! والخزي والعار لكل أعداء الحرية ومنتهكي حقوق الإنسان. الجبهة الوطنية العريضة