صدى الحل ليس عند أهل الإنقاذ وحدهم!! أمال عباس ü جماهير الشعب السوداني مازالت تتململ من سياسات الانقاذ في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتململ الاكبر ناتج من اسقاطات السياسات الاقتصادية التي أدت الى رفع الدعم عن ضروريات الحياة.. الدواء والخبز والكهرباء والمياه والتعليم والآن تلوح برفعه عن المحروقات.. وخلال العقدين الماضيين تحولت غالبية الشعب الى فقراء بشهادة احصاءات مركز الدراسات الاستراتيجية. ü الواقع الذي نعيشه يؤكد حالة الخلخلة والتفكك والانفلات والتسيب التي فتكت بالسلام الاجتماعي في عموميته. ü تململت الجماهير من الطريقة التي نفذ بها الحكم الفيدرالي الذي كان حلمها في تقصير الظل الاداري وتفجير الطاقات المحلية وتمكينها من ادارة شؤونها بنفسها.. تنفيذه بتلك الصورة التي افقدتها حتى الخدمات اليسيرة التي كانت تحصل عليها.. وتحول الحلم الى ست وعشرين ولاية قبل الانفصال المشؤوم والى مئات الوزراء والمستشارين والمعتمدين.. والعربات والهواتف السيارة بالاضافة الى الولاة ونواب الولاة.. ü سنوات حكم الانقاذ الماضية عاشتها جماهير الشعب السوداني تحت خط الفقر.. مع تراجع المد القومي وتصاعد النعرات القبلية والعنصرية.. كل ذلك تم وسط عجز الحكومة التي كانت تتحمل تكاليف الحرب في الجنوب وتوسعت في عهدها وشملت مناطق الشرق والغرب وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق.. وحتى بعد اتفاقية السلام التي يدور حولها هذه الايام حديثاً متشعباً يندرج تحت مقولة اتقلبوا على بعضهم يتلاومون.. واندلعت الحرب من جديد وأعضاء المؤتمر الوطني في المجلس الوطني يصدرون قانون رد العدوان.. ومجلس الأمن ومجلس الأمن والسلام الافريقي يتدخلان.. ومهددات سيادة الوطن تستعد للاطلالة بهيبتها غير البهية. ü وظلت الغالبية الساحقة تشهد اختلال التوازن الطبقي وتراقب صعود القلة وانسحاق الغالبية لأن سياسات التحرير استطاعت ان توفر كل شيء في الاسواق والبقالات للقادرين على الشراء ولكنها فشلت تماماً في ان تلجم جموح الاسعار المجنونة.. أسعار الضروريات وتوفر للانسان السوداني قوته ودواءه وتعليمه وسكنه بالسعر الذي يستطيعه. ü تململت الجماهير ولم تستطع تحمل العسر وضيق العيش وهى تتابع بذخ الصرف الحكومي والاعتداء على المال العام مع كل تقرير للمراجع العام وبذخ الحزب الحاكم.. اختارت الجماهير التي هدها اللهث وراء لقمة العيش المغموسة حنظلاً الاحتجاج السلبي (النكته) و(النقنقة) والتمسك بحبال الأمل على ان يتغير الحال.. بعد نيفاشا وبعد حكومة الوحدة الوطنية وحكومة القاعدة العريضة.. ولكن الحال في حاله وآلية الانقاذ (الاعلامية تحول الفقر الى رخاء والعوز الى وفرة والبكاء الى ضحك واليأس الى رضاء). ü كل الذي سلف حقيقة ولكن الشيء المحير هو ذلك الاحتفاء والهمس الشامت اللذان يغشيان مجالس المتعلمين وهم يناقشون ما يدور بشأن السودان في المحافل الاقليمية والدولية في الايقاد وفي مجلس السلام الافريقي وفي مجلس الأمن.. وما يدور عن مأساة السودان وبشاعة الحرب مع الحركة الشعبية ومع حركات دارفور التي لم توقع على اتفاقية الدوحة.. يتهامسون كأن الأممالمتحدة وامريكا تملكان كبداً رطباً. ü المحير والمؤسف هو الى متى يظل المتعلمون عندنا ينظرون الى مشاكل السودان بعيون الآخرين؟.. هذا التساؤل هو معضلة المرحلة.. الحال لا يعجب والانقاذ مسؤولة عن كل هذا.. لكن الحل يجب الا يكون عند الآخرين ولا من خلال رؤيتهم.. ولا عند أهل الانقاذ.. الحل عند أهل السودان مجتمعين- كيف؟؟ هذا هو التحدي أمام كل وطني غيور متجرد.. هذا مع تحياتي وشكري