٭ ظلت جماهير الشعب السوداني وعلى مدى عقدين ويزيد من الزمان تتململ من سياسات الإنقاذ في المجال السياسي والاقتصادي.. والتململ فرضته اسقاطات السياسات الاقتصادية التي ادت الى رفع الدعم عن ضروريات الحياة.. الدواء والخبز والكهرباء والمياه والتعليم وتحولت حياة غالبية الشعب الى حياة دون خط الفقر.. بشهادة احصاءات مركز الدراسات الاستراتيجية. ٭ الواقع الذي نعيشه يؤكد حالة الخلخلة والتفكك والتسيب والانفلات التي فتكت بالسلام الاجتماعي. ٭ تململت الجماهير من الكيفية التي تنفذ بها الحكم الفيدرالي الذي كان حلمها في تقصير الظل الاداري وتفجير الطاقات المحلية وتمكينها من ادارة شؤونها بنفسها... تنفيذه بتلك الصورة التي افقدتها حتى الخدمات اليسيرة التي كانت تحصل عليها في المركز الصحي او الشفخانة او البئر او المدرسة وتحول الحلم الى ست وعشرين ولاية مع مئات الوزراء والمعتمدين والعربات والهواتف النقالة والى عشرات الولاة والمستشارين. ٭ سنوات حكم الانقاذ عاشتها جماهير الشعب السوداني تحت خط الفقر وظلت الغالبية الساحقة تشهد اختلال التوازن الطبقي وتراقب صعود القلة وانسحاق الغالبية ،لان سياسات التحرير استطاعت ان توفر كل شيء في الاسواق والبقالات للقادرين على الشراء ولكنها فشلت تماماً في ان تلجم جموح الاسعار.. أسعار الضروريات وتوفر للانسان السوداني قوته ودواءه وتعليمه وسكنه بالسعر الذي يستطيعه. ٭ تململت الجماهير ولم تستطع تحمل العسر وضيق العيش وهي تسمع وتتابع مشاكسات الشريكين بعد اتفاقية السلام وتتابع تصريحات ونقنقات اهل الشرق.. واهل ابوجا التي آخر اخبارها تقول ان مناوي اختفى.. وحيرة اصحاب اتفاق القاهرة واخيراً ما يدور من امر التراشق حول ترسيم الحدود وأبيي والاستفتاء... ركنت الجماهير التي هدها اللهث وراء لقمة العيش المغموسة «حنظلا».. ركنت الى الاحتجاج السلبي «النكتة» والنقنقة والتمسك بحبال الامل في ان يتغير الحال وآلية الانقاذ الاعلامية تحول الفقر رخاء والعوز وفرة والبكاء ضحكا واليأس رضا واحتمالاً وقد قالها الرئيس اكثر من مرة ان الشعب السوداني احتمل من الانقاذ ما لم يحتمله في حياته رضاء وتجاوباً. ٭ الحقيقة فعلاً احتمل الشعب ما لم يحتمله طوال حياته السياسية ولكن لم يكن ذلك رضاء، وتجاوباً.. بل كان نتيجة لبلوغ الالم حد عجز المريض من اطلاق الأنين.. والمريض الفرد عندما يصل الى هذا الحد يكون على مشارف الموت.. ولكن الشعوب لا تموت وعندما تعجز عن اصدار الأنين تطلقها صرخات داوية.. صرخات داوية.. هذا مع تحياتي وشكري