بالمنطق سوف تشرق الشمس ..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * صديقى الشّاعر (الرّقيق) ال(ضخم) سعد الدّين إبراهيم كان قد طلب مني تخصيص كلمتي ليوم الجمعة من كل إسبوع بما يتماشى مع سياسة الصحيفة لليوم هذا .. *كان ذلك إبان توليه منصب رئاسة تحرير " الجريدة " .. * أيّ كلمة تكون ذات صلة بالأطفال، والطّفولة، و"الطّفوليات".. * و"الطفوليات" هي نقيض "الطُّفيليات" التي تسلّقت أسوار حصوننا السّياسية والأخلاقيّة والاجتماعيّة لتعيث في (براءة) شعبنا - في المجالات هذه- فساداً. * فكان من نتاج ذلك - أيضاً - أنّ طفولة زماننا هذا لم تعد مثل طفولة زماننا ذاك.. * وربما للسبب هذا تجتهد صحيفتنا هذه في العمل على (تحصين!!) أطفال اليوم من (الحصبات!!) الإجتماعيّة و(الجدريات!!) السياسيّة، و(الحُمّيات!!) الأخلاقيّة التي تتسبب فيها (سخونة!!) بعض الذي يُشاهد دون أن يصاحبه التّحذير إيّاه الذي كان مألوفاً لأبناء جيلي وجيل صديقي سعد الدّين .. * التّحذير الذي تقول كلماته : (ممنوع لأقل من "16" عاماً).. * وفي رواية أخرى ؛ (18) عاماً.. * أمّا الذي جعل جيلي خلاف جيل سعد الدّين فهو أنّ الأخير هذا اعترف بعظمة لسانه أنّ إحدى قصائده تغنّت بها المطربة الرّاحلة منى الخير.. * وبعد أن انتبه لفداحة الاعتراف (العمري) هذا حاول سعد الدّين تدارك الأمر دون جدوى.. *فقد قال إنّه حين كتب القصيدة تلك كان في (الرّوضة!!).. * ولما اختشى (شوية) قال إنّه كان في (عمر الزّهور).. * وبما أنّه لم تكن هناك رياض أطفال في ذيّاك الزّمان، فربما يكون شاعرنا قد صاغ كلمات الأغنية في (الرّوضة الشّريفة) سيما وأنّها تحض على (بر الوالدين).. * أو تحرياً للدّقة؛ لم تكن هناك رياض أطفال في (الأقاليم) حيث كان أمثالنا - أنا وسعد الدّين- يتنقلون مع آبائهم من مدينة إلى أخرى.. * وشمالنا النُّوبي تحديداً لم تكن فيه (خيارات) تعليمية للصغار سوى الخلاوى.. * أما حلفاالجديدة فقد كان في مدارسها – آنذاك- متسع للتعليم والغذاء معاً.. * وقد يعجب أطفال زماننا هذا – وصبيانه – من أقراننا الغذاء مع التّعليم وهم الذين (تفرغ!!) زميلنا الطّاهر ساتي للتنبيه إلى ما يعانيه الكثيرون منه من (جوع!!) في المدارس.. * فقد كانت تُصرف لنا – بانتظام – إعانات غذائيّة متمثلة في اللّبن المجفف، والسّاردين، والجبن الرّومي، والبسكويت المالح.. * ثم لم يكن أولياء أمورنا يُطالبون بدفع رسوم كتب، أو إجلاس، أو ترفيه، أو امتحان. * كان هذا في زمان لم يكن (يزايد!!) فيه الحاكمون باسم الدّين، ولا (يتاجرون) بشعاراته، ولا يهتفون صباح مساء :(هي لله، هي لله). * كانت (الضّمائر!!) تتسق - بالفطرة - مع (قيم!!) الإسلام العُليا . . * فهل كان يريد مني سعد الدّين أن (أُمغِّص) جيل اليوم - من اليافعين والبالغين- بما كان عليه جيل الأمس؟!!. * أم أن أُثبت لهم خطل عبارة (القادم أحلى!!) – التّلفزيونيّة الشهيرة – بما أنّ الماضي هو الذي كان أحلى؟!!. * أم تُراه يريد ل(الجريدة) أن تكون بمثابة (شمعة) تفاؤل في (دهمة) اليأس الذي يلف (المكان) و(الزّمان)؟!. * فلنكن نحن - إذن- ذاك البصيص من الضُّوء الذي يلوح في نهاية النّفق المظلم كما يقول الحالمون – أو المتفائلون– من الرّوائيين. * وواحدة من أشهر عبارات التّفاؤل الرّوائي هذه هي التي قالها الكاتب القصصي العالمي "أرنست همنغواي": (سوف تشرق الشّمس).. * ولكن همنغواي هذا استبطأ الشّروق الذي بشر به فأطفأ (سراج روحه!!) الذي كان يستهدي ببصيص نوره محبوه .. * لقد انتحر ......... * و(الظّلام) حين يتطاول لأكثر من (عقدين!!) من الزمان قد يدعو إلى اليأس ( القاتل !!).. * ولكنّا لن نيأس أبداً بما أن خالقنا يقول في كتابه الكريم: (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).. * إذن فلنردد جميعاً : سوف تشرق الشمس . الجريدة