اليكم الطاهر ساتى [email protected] حرج ... ( بالحاء ولا بالهاء..؟؟) ** ظلت فتاة الليل تحرج أسرتها يومياً، بحيث تخرج فجراً وتمارس نشاطها الفاحش ثم تعود وتطرق الباب بعد منتصف الليل، فينتبه الجيران ويتهامسون فيما بينهم عن هذا السلوك غير الأخلاقي..والأسرة لم تكن ترفض نشاط فتاتها من حيث المبدأ، ولذلك نصحتها ذات يوم وهي تتأهب للخروج: ( ريحتك طلعت في الحلة، حاولي تجي البيت قبل المغرب عشان ماتحرجينا مع الجيران)، فأستوعبت النصح وخرجت، ثم عادت ضحى اليوم التالي، أي قبل المغرب، بلسان حال قائل ( اها، جيتكم قبل المغرب)..هكذا رفعت الحرج عن أسرتها ..!! ** ومع ذلك.. لمجلس صحافتنا نهج هو الأغرب الذي يدير الشأن الصحفي في أرجاء الكرة الأرضية، ولايختلف عن نهج تلك الأسرة وفتاتها كثيراً..كبائر الأمور لاتحرج نهج مجلسنا، بيد أن الصغائر تصيبه بالحياء، بحيث يصدر بياناً يطالب فيه الناشرين برفع الحرج عنه.. فلنقرأ ما يلي : ( تلاحظ أن عدداً من طلبات الترشيح التي تقدم لمجلس الصحافة والخاصة بهيئات التحرير القيادية غير مستوف للمعايير المحددة، وهذا التوجيه لتوفير جهد الصحف ورفعاً للحرج الناتج عن رفض اعتماد المرشحين الذين لاتتوفر فيهم المعايير )، هكذا توجيه الأمين العام للمجلس والناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية..!! ** حسناً، وللمزيد من التعميم : نأمل ألا يرفع الناشرين أسماء غير مستوفية لمعايير العبيد مروح، ويجب الالتزام التام برفع أسماء مستوفية لمعايير العبيد مروح، بحيث لاتسبب الأسماء - غير المستوفية لتلك المعايير- الحرج العميق للأمين العام للمجلس والناطق الرسمي باسم الخارجية، والله الموفق..أها، كدة قصرت مع مجلسنا؟.. طبعا لا.. ويبدوا أن رفضهم لإعتماد الأخ صلاح عووضة لرئاسة تحرير صحيفة الجريدة - قبل شهرين وشوية - سبب حرجاً مؤسفاً للمجلس المؤقر، ولهذا جاءنا البيان التالي ..على كل حال، خير وبركة..صلاح غلطان، ماكان في داعي يحرجكم بالشكل دا.. وفي ذات الوقت عمل خيراَ، بحيث لو لم يترشح لمنصب رئيس تحرير الجريدة، لما عرفنا بأن مجلسنا ( بيتحرج كمان)..نعم كنت أظن بأن مجلسنا لايعرف معنى (الحرج)، فالحمد لله يعرف المعنى، بل وأيضا يحس به أحياناً..( يعني مجلسنا بيحس)..علماً بأن صلاح أعمق تأهيلاً من المروح (بمليون مرة)، ولاينقصه غير النفاق والخوف من الحزب الحاكم، ليتولى منصباً رئاسياً بأي مجلس قومي..!! ** على كل حال، لإضفاء بعض الحرج على نهج وأعمال مجلسنا المؤقر، نتبرع له بالوقائع الآتية..لي زميل اسمه حيدر المكاشفي، يكتب بالصحافة، وآخر اسمه عثمان شبونة، يكتب بالأهرام اليوم، وثالث اسمه زهير السراج..ورابع ..و.. خامس و.. أين هؤلاء؟، ولماذا يحتجبون في خضم هذا الاحداث التي تستدعي كتابة أكثر من زاوية يومياً، وليست زاوية يومية ؟..هل اتصل بهم شمو والعبيد، ولو باب السؤال عن صحتهم وعافيتهم فقط لاغير؟..عسى ولعل يكون أحدهم مريضاً أو على سفر - أو قرفان - فاحتجب..ألا يقتضي حق الزمالة فقط، ناهيك عن حق الرعية على الراعي، بأن يتصل بهم الأمين العام لمجلسهم ويسألهم سؤالاً من شاكلة : (مالك مختفي ؟ إن شاء الله خير)..نعم، فليفعل ذلك، ما لم يكن موقفاً محرجاً ..ولن يفعل، ما لم يتلقى أمراً من الحزب الحاكم و (أجهزته)..!! ** فلندع أولئك، ونقرأ الخبر التالي..(حرمت أزمة الورق الطاحنة التي تعاني منها البلاد خمس صحف عن الصدور، وعلمت الوان ان الصحف التي تتم طباعتها بالمطابع الدولية لم تصدر بالأمس بسبب انعدام الورق الذي بات مهددا لصناعة الصحافة بالبلاد)، هكذا الخبر وواقع الحال..احتجبت صحفاً وأخرى تقزمت صفحاتها بحيث تمضي نحو الاحتجاب، بسبب أزمة الورق.. فهل خبراً كهذا يسبب الحرج للأمين العام لمجلس الصحافة والناطق الرسمي باسم الخارجية، بحيث يخاطب وزارة المالية وبنك السودان : ( ياخ ارفعوا مني الحرج وافتحوا اعتماد لاستيراد ورق الجرائد ).. بالله عليكم أيهما أوقع حرجاً، إن كنتم تشعرون : رفض اسم زميل لرئاسة تحريرإصدارة أم احتجاب الصحف وتقزمها، وكذلك احتجاب الصحفيين بأمر السلطات المختصة، أو كما يسميها العبيد وشمو وتيتاوي؟.. وبالمناسبة، أين مكمن الحرج الحقيقي، إن كان بالنفس بعض الحياء : رجل يلوي عنق الدستور وقانون الخدمة بجمع منصبين في الدولة كما المروح، أم ترشح صلاح عووضة لرئاسة تحرير ؟..صدقاً لم تعد الأشياء هي الأشياء في بلادي، بما فيها الحرج، أي لم نعد نعرف إن كانت تلك المفردة ( بالحاء أم بالهاء )..فالأصح هو أن نرفع (الهرج ) عن نهج المجلس، وليس الحرج ..!!