جدل واقعي محمد محمود الصبحي سوبا الاراضي .. الازالة والدموع ..!! المأساة التي يعيشها الناس في منطقة سوبا الاراضي تحكي عن الهزيمة الانسانية التي نعيشها بكل تفاصيلها المذرية وتؤكد بما لايدع مجالا للشك اننا نعيش في عهد الزيف الاجتماعي والانساني وكل التوهم الذي ظللنا نردده باننا السودانيين اهل الكرامة والمروءة والشهامة مجرد تبجح ظل عارياً لم تستره افاعيلنا الموبؤة بداء العصر وزيف الحاضر المشوه ببانوراما ( الذات ) البغيضة , حقيقة وا اسفاي وا مأساتي وا زلي في وطن تنتهك فيه كرامة الفرد بقوانين الازلال وادوات التسلط التي احنت هامات الناس في بلدي وقتلت الروح الوطنية داخلهم وهم يعاملون كالقطيع يساق حسب هوى رزالة المسؤولين وحماقاتهم لتحقيق مصلحة ما, حقيقة ما يحدث بسوبا الاراضي هذه الايام من ازلال عفوا اقصد ( ازالة ) بطريقة بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف بل حتى عن الاعراف والتقاليد هذا الازلال محميا بالقانون ولاتملك حيالة سوى الخنوع والاستسلام والتسليم بقضاء وقدر ( الحكومة ) لان الله لايرضى لعباده هذا , لطفا عزيزي القارئ اعرف ان مقلتيك قد جفت من الدموع التي ظللت تزرفها زهاء عشرون عاماً ونيف لكن اليوم ايضاً يحق لك البكاء تضامناً مع اهالي سوبا الاراضي تضامناً مع الشيوخ والاطفال الرضع والنساء , فتفاصيل ماحصل من ازلال تمثل في اخطار المواطن بالازالة في ظرف يومين وان لم تتمكن من ذلك يكسر المنزل بالجرافات كتلك التي نراها في قناة الجزيرة التي تستخدمها اسرائيل ضد منازل الفلسطينين للتوسع في سياسة الاستيطان , بعدها تظل انت وابناءك في العراء لايستر النساء من اعين الطفيلين الا احساس المأساة , وتظل على هذه الحالة الى ان تاتي العربة لترحيلك الى اين الله يعلم وهي تقذف بك اقصى امدرمان بمنطقة الفتح وهنا تزداد المأساة تجد نفسك في صحراء تنعدم فيها الحياة ويلهب وجهك هجير الشمس في انتظار المهندس الذي يتفنن في عذاب الخلق وياتي بعد طول انتظار ويحدد لك المساحة خاصتك ويذهب وتظل انت وابناءك وزوجتك في العراء تتوسدون الرمضاء لايغيكم عن اشعة الشمس الحارقة سوى الصبر وبعض اليقين والخريف على الابواب والفقر يحيط بك ولاتقوى على تكاليف البنيان وكل ماتستطيع فعلة ( راكوبة ) من الحصير وبعض الادوات البالية هذا اضافة الى ان منطقة الفتح تفتقر للحد الادنى من ضروريات الحياة لامياة لامدارس لا مراكز صحية ولا .... ولا .... ولا.... هذا الواقع المرير الذي يعيشه الناس هناك يؤكد ان حكومتنا لايهمها المواطن كيف وهي تمارس سياسة الازلال ضده وتتسبب في ماساته وفقره وتجعله صادقا يتمنى الموت هذه المأساة نضعها امام السيد الرئيس عمر حسن البشير متجاوزين والي ولاية الخرطوم ووزارة التخطيط العمراني لانهم يعلمون بالذي يحصل هذا ان لم يكونوا هم من اعطوا الاوامر بالتخلص من هؤلاء الضعفاء , سيدي الرئيس هل ترضى للذين ناصروك هذا الهوان , فهم في انتظار ان تنصرهم وتحاسب كل المتورطين في عملية الازلال الوطني لاهل سوبا الاراضي فهل يجد هذا النداء الانساني ياترى الاستجابة وهذا ما ستبينه مقبلات الايام ولاعزاء للقاطنين بصحراء الفتح سوى الصبر المُر ..!!