[email protected] الاعتراف الذي جاء على لسان الدكتور إسماعيل حسين فضل رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي بالبرلمان بتحمل حزبه مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من أزمات جاء متأخراً كما إنه جاء من نصف الحركة الإسلامية الذي أصبح خارج السلطة ومكاسبها المادية المباشرة لكن النصف الآخر من الحركة الذي لا زال يمسك بتلابيب السلطة لم يعترف ولن يعترف بهذه الأزمات التي لا حصر لها إذ أن السلطة تعمي. كلمات اعتراف الدكتور إسماعيل تقول " لو كنا نعلم أننا سنصل لهذه الدرجة من الأزمة، لما أنجزنا الانقلاب، وكان لنا أن تجلس الحركة الإسلامية فى مقاعد المعارضة". هو الآن وحزبه في صفوف المعارضة .وهذا الاعتراف كان سيجد وقعاً لدى شعبنا لو تم بصدق وتجرد من قيادة المؤتمر الشعبي كلها فعلى قيادة هذا الحزب أن تجلس وتعترف أمام الشعب السوداني بكل ما جرى وأن يقدم الحزب ككل اعتذاره العلني والاعتذار بالكلمات وحدها لا يكفي بل يجب إتباع طريقة لجنة القس دزموند توتو بجنوب أفريقيا للحقيقة والمصالحة حيث تم تقديم من أجرموا للمحاكم والصفح فقط عن الأخطاء غير الجنائية. عندنا هنا في السودان ارتكبت جرائم في السنوات العشر الأولى حين كان هذا الشق من الحركة الإسلامية شريكاً في الحكم بل هو من ساهم بالقسط الأوفر في تدبير الانقلاب نفسه والجرائم لا زالت ترتكب لكن على المؤتمر الشعبي أن يقر بجرائم الحكم الأولى. هنالك دم أهدر وبيوت أشباح ومواطنون عذبوا وأحزاب حلت ودور صحف أغلقت وصحفيون وعاملون شردوا فيما يعرف بالصالح العام ودور صودرت وفساد انتشر باعتراف رئيس المؤتمر الشعبي نفسه حين كان هو في الحكم فهل يكفي الاعتذار الشفهي من رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي في البرلمان؟ لا هذا الاعتذار الطرفي لا يكفي و يجب ضربه في التنك.