لالوبنا ... ولاتمر الناس... منتصر نابلسي [email protected] اذا ساقتك اقدارك الى ركوب البحر.... وانت ترنوا للسفر خارج الوطن لحج اوعمرة او تأشيرة عمل او خلاقه... قد ياخذك التفاؤل بالرحلة البحرية الساحرة التى ستمتد بك من ميناء سوااكن الى ميناء جدة .... اما انا فهكذا كانت رحلتى بدون زيادة او نفصان حقيقة بدون كذب اوبهتان ...وان شئت فقل شق الديار علم وكانت الفاتورة باهظة الثمن. عبر التقصير والفوضى وعبر الاهمال والاحتقار والاستهتار لقبيلة بنى الانسان المغضوب عليها فى كل المساحات التى يجب ان يكرم فيها داخل الوطن الغالى لتحسسه بشئ من انسانيته التى كثيرا ما تسقط سهوا او عمدا......لماذا لست ادرى ؟؟؟ الحر القائظ يلفح الوجوه المرهفة... ملوحة الارض تطغى على الجو فيزيد كتمة المكان المكتظ بكميات كبيرة من اهل قبيلة بنى سودان .... صناديق جباية المال وصفوفها المعتادة رسوم ميناء رسوم مغادرة رسوم....الخ لماذا لست ادرى ؟؟؟ ياليت الامر يقف عند هذا الحد فبينما الناس بين الدهشة والحيرة والاستسلام ...والخوف.... والحيرة ....وهم يغادرون من صف جباية الى اخر وسط اصوات قد انهكها التعب وهدها العطش واذاها الجوع.......... والخدمات البسيطة جدا لبنى قبيلة بنى الانسان لاوجود لها .... وقد تأتيك الاجابة بكل صلف من صاحب الكافتريا العجبو عاجبو والماعاجبو......يقع البحر.... سكت الجميع والسكوت علامة..... يفاجؤنا اهل التوكيلات .... البسمع اسمو يحضر لاستلام ورفة الحجز. سألته والمابسمع اجابنى : المابسمع يتخارج او ينتظر الباخرة الجاية بعد ثلاثة ايام .... ثم بدا الهلع يزداد والاصوات تعلوا والضجيج بدأ يملا الفراغ او ماتبقى من فراغ ....وسط رائحة العرق .... وتنهد الانفاس.... ازدحم البشر فتداخل البعض فى الاخر اصوات النساء وصرخات الشيوخ وبكاء الاطفال ...... وتخرج اوراق الحجوزات من تحت طاولة الموظف المسئول العاجبوا عاجبوا والماعاجبوا ب ويتم بكل بساطة تفعيل السوق السوداء ويدون رحمة او شفقة .... لا رقيب ولاحسيب فكل شىء مباح الحلال حلال والحرام حلال. سألت احدهم لماذا تقطع التذكرة ويتم الحجز فى الوكالة ثم يطالبون الناس بالحجز مجددا اجابنى : طبعا الباخرة المصرية رفضت ان تحمل اكثر من الحمولة المقررة لها. بعد جهد جهيد ركب نصف بنى انسان وتم اغلاق ابواب الباخرة فى وجه النصف الاخر وسط احتجاجات .... البعض منهم ركب الابناء ولم يتمكن الاب من الركوب ...والبعض ركب الزوج والمرأة والابناء مازالوا فى ارض الميناء... وهكذا ظلت الباخرة فى مكانها الى اليوم التالي حتى تدخلت السلطات وحلّت الاشكال.... ولكن الى متى تنتظر ميناء سواكن ركب التطور بصورة اكثر شمولا وتركيزا وفاعلية.... وخاصة عند ميناء المغادرة .... والى متى تظل التوكبلات مطلوقة اليد فى اتخاذ القرارات التى تتعلق بسلامة المواطن وامانه وامنه.... والى متى تترك بدون شروط اوتقييد او ردع حتى لا تتلاعب بالمواطن المغلوب على امره .....والى متى نستعبن بالبواخر الاجنبية الرخيصة ؟؟؟ والغير مؤهلة لتقل التاس هذا اضافة الى خدماتها الرديئة جدا وغير المسؤولة. متى ترى النور بواخر سودانية .... هل سيأتى اليوم الذى نقول فيه لالوبنا ولا تمر الناس .