[email protected] تعاني الخرطوم منذ أيام من أزمة حادة في مياه الشرب طالت معظم أحياء الولاية وتبدت الأزمة بصورة أكبر في مناطق الصحافة – جبرة –الكلاكلات .. ألخ، وخرج المئات في مظاهرات وتدخلت الشرطة لتفريق جموع المتظاهرين ويتكرر هذا السيناريو في أكثر من منطقة داخل الولاية والعنوان الأبرز - أزمة مياه حادة وغياب شبه تام للمعالجات ، نتابع تصريحات هنا وهناك ووعود ظلت معلقة في الهواء والمشكلة تتفاقم ومعاناة المواطن تتزايد . في بعض أحياء الخرطوم وصل سعر برميل الماء لأكثر من 50 جنيهاً ،والأزمة بكل تفاصيلها شاخصة وبائنة والمعالجة غائبة أو مغيبة ولكن التبريرات موجودة، قيل أن هناك عطل فني في محطة سوبا والخطوط الناقلة فاقدة للصلاحية ... الخ غير أن معاناة مواطني جنوبالخرطوم والكلاكلات علي سبيل المثال لها أيام متطاولة حيث السهر اليومي من أجل المياه . في منطقة الصحافة بجنوبالخرطوم بلغت أزمة المياه مراحلها القصوي وخرجت المظاهرات وتحدث أئمة الجوامع وخرج النساء والأطفال والشيوخ بحثاً عن المياه التي غادرت خطوطهم ومنازلهم. وكان إمام مسجد الصحافة مربع 33 قد طالب الحكومة بالتنحي في حالة عجزها عن مواجهة المشاكل وفي ودنوباوي شن إمام مسجد الأنصارهجوماً عنيفاً علي الحكومة بسبب أزمة المياه والضائقة المعيشية وهكذا تتناسل مشكلة المياه في الخرطوم في ظل غياب المعالجات الجذرية للمشكلة ويبدو غريباً أن تعاني ولاية بها (مقرن النيلين) من ندرة المياه، وأبدي المواطنون في أحياء الصحافات وجبرة الإمتداد تذمرهم من طريقة التعاطي الحكومي مع أزمة المياه وقالوا..هناك عدم إكتراث بمعاناتهم. مشكلة المياه في الخرطوم بحاجة عاجلة إلي معالجة جذرية وتعامل رشيد والبحث عن مخارج وحلول تستند علي العلمية والمنهجية وتبتعد عن النظرة السياسية – الحزبية –والمطالبة بالمياه حق مكفول ولذلك ليس من المصلحة ولا الحكمة التعامل مع هذه المطالب بذات الطريقة القديمة، منذ فترة ليست بالطويلة حفلت صحف الخرطوم بمعلومات عن فساد في هيئة مياه ولاية الخرطوم ودار جدل كثيف في هذا الأمر وكانت القيادات العليا المعنية بالأمر ترس إرشارت تطمئن المواطنيين أن الهيئة أكملت كافة إستعداداتها لمقابلة فصل الصيف وأن هناك محطات جديدة سوف تدخل الخدمة ، وكان المهندس مستشار جودة الله عثمان مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم قال من قبل في تصريحات صحفية أن استعدادات الهيئة للصيف شملت تنفيذ (97) بئر وتوصيل الخطوط الناقلة لبعض المحليات وتأهيل وتوسعة عدد من المحطات وتأمين الإمداد المائي وتوفير الطلمبات..ألخ ورغم ذلك لاتزال المشكلة قائمة والعطش يحاصر الولاية في مقرن النيلين،مشكلة مياه الخرطوم عنوان لأزمة كبيرة وأسئلة كثيرة تبحث عن إجابات.