خلوها مستورة طارق عبد الهادي [email protected]\ هذه الضجة عن الواقي الذكري او العازل من موانع الحمل الشهيرة اللولب الذي تستخدمه النساء عند ذهابهن لاختصاصي واستشاري النساء والتوليد مثل دكتور عشميق ودكتور سعد الفاضل وهذه ليست دعاية لهما فهما في طب النساء والولادة عَلم على رأسه نار كما يقولون ، ومن موانع الحمل التي يشتريها المواطن بنفسه من الصيدليات حبوب منع الحمل contraceptive pills) ) والواقي الذكري ((condom وكلاهما الواقي الذكري وحبوب منع الحمل تباعان في صيدليات مكة والمدينة والقاهرة وجاكرتا والرباط وأبوجا، يريد أهل السودان ان يجعلوا منهما قضية ، معركة في غير معترك نشبت في البرلمان أبطالها دكتورة سعاد الفاتح و دفع الله حسب الرسول، نسيا ببساطة ان الواقي الذكري مثله مثل سكين المطبخ قد تستخدمها في تقطيع الطماطم واللحوم او تستخدمها في قتل إنسان فتنالك عقوبة الإعدام، إذ لا يمكن منع استخدام السكين بحجة ان فردا او مجموعة استخدمتها في القتل ، يحضرني هنا كاريكاتير طريف مطلع التسعينات من صحيفة مصرية وكان وزير الداخلية حينها عبد الحليم موسى حرم على المواطنين هناك حمل المدية او السكين في مكان عام بحجة ان الإرهابيين في زعمه يستخدمونها فكان الكاريكاتير في شكل منظر ديك هرب من صاحبه ويجري من خلفه صاحبه وهو يشهر سكينا والديك ملتفتا له قائلا : والله لأكلملك عبد الحليم موسى يا إرهابي!. ، نعود الى البرلمان لقد مضى العضوان الى المزايدة وتحدثت د سعاد الفاتح ان تنظيم الأسرة المقصود منه تجفيف النسل وهو أمر غير صحيح يستند فقط على نظرية المؤامرة المعششة في العقول و حديثها مشابه لما قاله قبل سنوات قليلة الداعية صادق عبد الله عبد الماجد مرشد الإخوان المسلمين السابق في السودان من ان تطعيمات الأطفال تقوم بها الصهيونية والماسمونية لإبادة المسلمين! هل هذا حديث عقل وهو حديث غير صحيح فالشيخ الصادق نفسه وهو الثمانيني الذي يقترب من التسعين في عمره المديد ان شاء الله ربما سمع او رأى عن الجدري وكيف كان يبيد الناس في السودان عند حضور المهدية وكان سبب الوفاة الرئيسي حينها ولم توقفه إلا التطعيمات بعد فضل الله ، المزايدة مضرة وينبغي ان لا تقول الدكتورة بعد هذا العمر الطويل وهي حبوبه الآن (ان شاء الله أنجب عشرين) وهي لم تنجب ذلك فعلا فلماذا المزايدة ان كانت من مخالفة من طالب او طالبة فهناك القانون ولا يمكن ان نقول مثلا بما ان احدهم ارتكب جريمة وكان يركب سيارة مظللة نمنع التظليل للسيارات في جو السودان الحار والمسرطن بأشعته البنفسجية المباشرة للشمس ومع ذلك التظليل ممنوع من هكذا نهج وتفكير. بعد ربع قرن من الحكم يشغل إسلاميو السودان الناس بهذه السفاسف تاركين أمهات القضايا من فساد ومن ما ينفع الناس، نظرائهم في تركيا حزب العدالة والتنمية حين استلم الحكم وجدوا اغلب الفنادق خمس وسبع نجوم تباع فيها الخمور وكل ما يخطر على البال! ، كل الذي فعلوه انشئوا فنادق جديدة بذات الجودة و عدد النجوم وخالية من الخمور وانشئوا شواطئ غير مختلطة وبقيت الفنادق والشواطئ المختلطة على حالها فلم يصطدموا مع مجتمعهم وإسلاميو السودان وجدوا شعبا متدينا بطبيعته ومسالما ويزايدون عليه ، لذلك انظر فقط أين وصلت تركيا وحزبها وما أنجز في عشر سنين وأين تجربة الحزب الفطيرة في السودان لربع قرن حينها ستعرف الفرق.