بالمنطق عسكر الليل ..!!! صلاح الدين عووضة *ثمّة سمّة تبدو مشتركة بين كثير من العسكريين الذين تكون وسيلة وصولهم إلى السلطة هي الدبابات.. *ثم تكون وسيلة حفاظهم على السلطة هذه هي الدبابات نفسها.. *سمة خلاصتها أن أداءهم العسكري يكون مضحكاً ومزرياً ومخجلاً حين تواجههم تحديات خارجية.. *ويكون حاسماً وناجزاً و(عنيفاً!!) - الأداء هذا - عند مواجهة تحدياتٍ داخلية .. *ففي العام (76) - مثلا - انهارت الخطط العسكرية لنظام عبد الناصر (العسكري!!) في ساعاتٍ ست فقط أضحت البلاد بعدها تحت رحمة إسرائيل.. *والشيء ذاته حدث لنظام البعث الأسدي (العسكري !!) الذي ما زالت أجزاء كبيرة من أراضي بلاده في قبضة الاحتلال الإسرائيلي هذا .. *ونظام القذافي (العسكري !!) كان قد لعق جراحه بعد مغامرة عسكرية مع دولة تشاد المجاورة ذات الإمكانيات المتواضعة جدا ً- في ذلك الوقت - قياساً إلى إمكانيات العقيد .. *وطائرة جاءت من أقاصي الحدود لتضرب مبنى الإذاعة السودانية فعجز نظام نميري (العسكري !!) عن رصدها - دعك من التصدي لها - وهو الذي كانت أجهزته الأمنية ترصد دبيب النمل في بيوت المعارضين.. *والنظام (العسكري !!) لديكتاتور الأرجنتين - ليوبولدو - انهار عقب فضيحة الفوكلاند العكسرية.. . *وحاكم باكستان (العسكري !!) - برويز مشرف - الذي استأسد على من أطاح بهم من المدنيين أصبح حملاً وديعاً أمام الهند عند حدوث أزمة كشمير.. *ونظام صدام حسين (العسكري !!) كان هو الذي انتحر عند أسوار بغداد وليس (العلوج!!) .. *فلماذا هم هكذا ؛ العسكريون الذين تحملهم الدبابات إلى كراسي الحكم؟!.. * ثم تظل دباباتهم هذه هي الحارسة لحكمهم؟! .. *لماذا يفتقرون إلى أبسط العبقريات العسكرية عند المواجهات الخارجية وهم الذين لا تعوزهم عبقرية التخطيط الداخلي للاستيلاء على السلطة ؟! .. *لماذا ينجحون في سحق أي تحدٍ داخلي، ويسحقهم أي تحدٍ خارجيّ ؟! .. *لماذا تكون دباباتهم سريعة الوصول إلى (حدود) قصور الرئاسة، بطيئة الوصول إلى (حدود) الوطن؟! .. *لماذا يُزعجهم حشد أعزل من جهة الداخل بأكثر مما يُزعجهم حشد مُدرّع من جهة الخارج؟! .. *لماذا يستعرضون قوّتهم العسكرية أمام شعوبهم ويضنّون بها على الأعداء؟! .. *لماذا هم هكذا ؟!..... * ربما تكمن الإجابة على التساؤل الملحاح هذا في عتمة (الليل!!) الذي تستغله العسكريتاريا للوصول إلى السلطة .. *فمن يقفز إلى السلطة عبر وسائل (غيرشرعية!!) يضحى - لا شعورياً - عدواً لكل ماهو ( شرعي!!) .. * فنجاح الشرعية التي تعمل في وضح ( النهار!!) يعني - تلقائياً - محاسبة اللاشرعية التي عملت في جنح ( الظلام!!) .. *وللسبب هذا يكون (اللاشرعيون) هؤلاء عنيفين جداً إزاء أيما حراك شرعي قد يقربهم من يوم ( الحساب!!) .. *ويوم الحساب المشار إليه هذا هو مثل الذي واجهه رموز العسكريتاريا في دول الربيع العربي إلى غاية الآن .. *وما زال هناك من ينتظر دوره - كبشار الأسد - وهو يقاتل من أجل تفادي الإستحقاق ( الدنيوي!!) هذا ....... * ويوم الحساب المذكور هو بخلاف يوم الحساب ( الديني!!) بالطبع .... *ومن مفارقات التعريف اللغوي - إتساقاً مع معاني كلمتنا اليوم - ما قاله ابن منظور في معجمه تعريفاً لمفردة (العسكر) .. *فقد قال أن الليل إذا تراكمت (ظلمته!!) فهو يُوصف بأنه ( عسكر!!) ... *أي يُقال : (عسكر الليل !!!!) . الجريدة