الدولة الثنائية في بلاد السودان ! نكات من بلاد السودان ؟ أضحك ولكنه ضحك كالبكاء ! مسرح كافكا العبثي في سودان الجن ! ثروت قاسم [email protected] 1 – خمس نكات ؟ نقص ، أدناه ، خمس نكات من مسرح كافكا العبثي ، في بلاد السودان : 1 -1 النكتة الأولي ؟ قال الرئيس البشير ، وهو يلوح بأصبعه السبابة ، ودون أن يطرف له جفن ! أقسم بالله العظيم ثلاثا ! وعلي بالطلاق ثلاثا ! وأقسم كذلك بمواقع النجوم ، بأنني لن أكون مرشح حزب المؤتمر الوطني لرئاسة الحزب في المؤتمر العام للحزب في أغسطس 2013 ! وبالتالي لن أكون مرشح الحزب للإنتخابات الرئاسية في أبريل 2015 ! سوف أترك الأمانة لشباب الحزب من أمثال أسامة عبدالله ! تساءلت عنقالية من نواحي البرقيق : بالله ؟ عليك الله ؟ ما معقول ؟ ما بصدقك ؟ ما تقول لي ؟ وأمر القبض ؟ أصبح أمر قبض الرئيس البشير اليوم في الخرطوم بيضة القبان ، حيثما تَمِل بيضة فاتو ، تَمِل معها السياسة السودانية قاطبة ! في هذا السياق ، فقد إستقال مدّعي عام جرائم دارفور ( أحمد عبد المطلب ) من منصبه كمدعٍ عام ( يوم الأثنين 11 يونيو 2012 ) ؛ وهو ثالث مدعي عام يستقيل أو يقال من منصبه ، دون إجراء محاكمة في أية قضية ذات صلة بالفظائع المرتكبة في دارفور! في يوم الخميس 29 أكتوبر 2009 ، أقر الأتحاد الأفريقي أن العقبات الرئيسية في طريق العدالة والمصالحة في دارفور ( تتمثل في غياب الإرادة السياسية ؛ وإنكار ما حدث وما زال يحدث في دارفور؛ فضلاً عن حجب الحقائق والمعلومات ! ) ! ومن ثم لا يوجد بديل وطني لأحلال مكان محكمة الجنايات الدولية لأحقاق العدالة ! أذن أمر القبض ؟ أمر له ما بعده بشهادة الاتحاد الأفريقي ! 1 - 2 النكتة الثانية ؟ كتب الدكتور لوكا بيونج ، القيادي في حكومة الجنوب ، وعضو وفد مفاوضات أديس أبابا ، مقالتين مكربتين ، شرح فيهما موقف حكومة الجنوب من المسائل العالقة ، الأمر الذي لم يفعله أي مفاوض من حكومة الشمال ، ولم يفعله عبدالرسول النور ، على الأقل ليرد على تصريحات الدكتور لوكا بخصوصه ! بشر الدكتور لوكا الجميع بأن كل شيء تمام التمام ، وماهي إلا أيام وينفض مولد أديس ابابا ، إذا تكرم وفد الشمال بقبول أمور هامشية عالقة ( أمور سبق الإتفاق المبدئي عليها من قبل في اجتماعات سابقة بين طرفي التفاوض ) ! بحسب مفهوم الدكتور لوكا وحكومة الجنوب ، يمكن اختزال هذه الأمور الهامشية العالقة ، في أربع نقاط كما يلي : أولا : يصر الجنوب على موافقة الشمال على قبول خرطة ترسيم الحدود التي قدمها وفد الجنوب ، والتي تضم المناطق العشرة المختلف عليها ، ومنها أبيي ، وهجليج ، وجودة ، وحفرة النحاس ، وكافي كينجي ، وكاكا ، وجبل المقينص ، وقلي ، وقطاع هويتلي مونرو ! أو يوافق الشمال على احالة المناطق العشر المتنازع عليها إلى محاكم التحكيم الدولية ، سواء في محكمة بريطانية لها سجل تاريخي في النظر في مثل هذه القضايا ، أو المحكمة الدائمة للتحكيم في هولندا ! كرر الرئيس سلفاكير توكيد هذا الموقف أمام البرلمان في جوبا يوم الأثنين 11 يونيو 2012 ! يرفض الرئيس سلفاكير التفاوض الأخوي مع الشمال حول هذه المناطق العشرة في اطار اللجنة السياسية والأمنية ، المقرر أن تعقد اجتماعها الثاني في أديس ابابا يوم الثلاثاء الموافق 19 يونيو 2012 ، بعد استراحة محارب لمدة أسبوعين ! بالنسبة لأبيي ، أكد الدكتور لوكا : ( ... ومن الضروري عدم خلط المصالح المرتبطة بالأرض ، بالحقوق المتعلقة بالأرض ... ) ! شرح الدكتور لوكا كلمتي المصالح والحقوق المفتاحيتين ، بأن قال أن الحقوق تعني أن أرض أبيي هي ملك للدينكا حصريا ، ويحق لهم المشاركة في أي استفتاء مستقبلي بشأنها ، دون مشاركة السكان الرحل ( الرعاة ) ... كلمة الدلع لعبدالرسول النور وأهله ! كما حدد الدكتور لوكا المصالح المرتبطة بالأرض بما يضمن وصول السكان الرحل للماء والكلأ ، كضيوف عابرين ، ( وليسوا أصحاب حق في الأرض ) ، ودون تقديم أي ضمانات بأنهم سوف يستمرون في رحلة الشتاء والصيف ، كما فعلوا منذ نزول النبي آدم من الجنة ! ثانيا : أكد الدكتور لوكا على حتمية أن يقبل الشمال ب 67 سنت أو بدولار واحد ( بدلا عن 36 دولار ) كحد أقصى لترحيل ومعالجة برميل البترول ! ولن تقبل حكومة الجنوب بدفع أكثر من هذا المبلغ ! ثالثا : قال الدكتور لوكا ، لا فض فوه: وافقت دولة جنوب السودان على دفع صدقة بمبلغ 2,4 بليون دولار أمريكي ، لمساعدة دولة شمال السودان في تسديد ديونها البالغة 40 بليون دولار أمريكي ، وهذه الصدقة تمثل أساساً قوياً ( من الكاتب : كلمة الدلع لرشوة ) للوصول إلى اتفاق حول البترول والمسائل الأخرى العالقة ! وكأن الدين أعلاه قد استفاد منه الشمال حصريا، ولم يستفد منه الجنوب ، عندما كان جزءا من السودان ؟ رابعا : دولة جنوب السودان غير معنية بتحالف كاودا الثوري ، وترفض زجها في هذا الموضوع الذي لا يعنيها في قليل أو أقل ، فهو موضوع شمالي – شمالي ! انتهى كلام الدكتور لوكا ( حكومة دولة الجنوب ) الذي يرسم خطوطا حمراء على الرمال ، مرددا : المديدة حرقتني ! وأخيرا ... مواقف الجنوب التعنتية الرافضة لأي توافق حبي مع الشمال ، في اطار خريطة طريق مجلس الأمن ومفاوضات أديس أبابا ، تستدعي سؤالا مهما : + هل الجنوب يعول على روافع ومعينات غائبة عنا ؟ + أم أنه يرفع سقوفه التفاوضية ، قبليا ، في قلبة هوبة تكتيكية ، وهو العارف لمسطرة مبيكي التوافقية ( اجمع واقسم علي 2 ) ؟ الإجابة على هذا السؤال تبقى في رحم الغيب ! 1 – 3 النكتة الثالثة ؟ نظمت دائرة العلاقات الدولية بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالخرطوم ( الأربعاء 16مايو 2012 ) منتدى لمناقشة مستقبل النظام السوري ( نعم ...مستقبل النظام السوري وليس النظام السوداني ) ! النيران تحرق في بلاد السودان وأهلها من رياح الدنيا الأربعة ، وبعض ( مثقفي ؟ ) بلاد السودان يتجادلون في مستقبل ودجاجة وبيضة سوريا ! خمج ما بعده خمج ؟ 1 - 4 النكتة الرابعة : نظام الدولة الثنائية معمول به في بلاد السودان منذ صباح الجمعة 30 يونيو 1989 ، وباستمرار حتى تاريخه ! للدولة الثنائية ، كما المنافق ، وجهان : الوجه الأول معلن ومرئي يظهر للعيان في مؤسسات الدولة ، التنفيذية والتشريعية ، والقضائية ، والإعلامية ، والقوات النظامية ، وباقي المؤسسات ! الوجه الثاني خفي غير معلن ، ولكنه متواجد في جميع مؤسسات الدولة المذكورة أعلاه ، ويتولى تحريك الأطراف المعنية في مؤسسات الدولة الرسمية المعلنة ، ولكن من وراء حجاب لتنفيذ المخططات الإنقاذية المرسومة ، وبواسطة نكرات من الصف الخامس ومن الكيان الخاص ! ولكن أي نكرة منهم يمكن أن يطيح برئيسه التنفيذي الأعلى بتقرير سري مباشر لمتخذ القرار السياسي ! والمصيبة أن الرئيس التنفيذي الأعلى في المؤسسة المعنية يعرف هذا الأمر ، ويخاف من النكرة خوف الأجرب من السليم ! حكومة بمقدافين ، ولكن أحدهما مخفي ؟ بدأ انقلاب الإنقاذ بكذبة كبيرة ، انطلت حتى على ملوك الإفك والتدليس من أولاد بمبة ، إذ قال سفيرهم في الخرطوم ، واصفا قادة الإنقلاب : دول ولادنا ... دول بتوعنا ! وبدأ الرئيس الهالك مبارك يتلفن شرقا وغربا ، طالبا دعم أولاده ضد عودة ديمقراطية السيد الإمام التي يكجنها ! وذلك قبل أن ينفضح المستور ، وينقلب السحر على الساحر، ويخطط الأولاد لإغتيال أباهم في أديس أبابا في عملية فاشلة ! ثم توالت الأكاذيب حتى أصبحت مرجعية ثابتة للإنقاذ ! طلب الشيخ المتوضئ من زميله الإنقلابي أن يمضي للقصر رئيسا ، وسوف يذهب هو للسجن حبيسا ، لكي يتسقط الأخبار من المناضلين الشرفاء الذين اعتقلتهم ذئاب الإنقاذ ... في ثاني أكبر كذبة انقاذية ! كان الشيخ المتوضئ يؤم المناضلين الشرفاء في الصلاة في كوبر ، ولا غرو فالدين عند الإنقاذيين شعائر لا أخلاق ! ينفذ سادة الإنقاذ نظرية هوبز ( لا أخلاق في السياسة ) ، ونظرية مكيافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، في ذئبية نادرة! في الأبعاد الزمنية ، تنقسم دولة الإنقاذ الثنائية الى نسختين : النسخة الأولى من يونيو 1989 الى رمضان 1999 ! النسخة الثانية من رمضان 1999 الى تاريخه ! مثلت النسخة الأولى دولة الفرعونية ، وفي نسختها الثانية دولة الفرعون ! قبل المفاصلة كان الشيخ المتوضئ الفرعون المخفي ، وكان الإنقلابي الكضاب الفرعون الظاهر ! وبعد المفاصلة ، دالت دولة الفرعون المخفي ، وأصبح الإنقلابي الكضاب الفرعون الظاهر الوحيد على الساحة ، فصارت الدولة دولة الفرعون ! لتقريب الصورة للدولة الإنقاذية الثنائية في نسختها الأولى نحكي قصة ، رواها زميل للمرحوم علي سحلول ، أول وزير خارجية في نظام الإنقاذ ! أخطر سفير تونس في الخرطوم وزير الخارجية سحلول ( عام 1992 ) بأن الباسبورت الدبلوماسي السوداني الذي يحمله الشيخ راشد الغنوشي ، سوف يصل وزارة الخارجية في الخرطوم للتجديد ! ويطلب الرئيس زين العابدين بن علي من الحكومة السودانية التكرم بعدم تجديد الباسبورت ، لضمان استدامة العلاقات الأخوية بين حكومتي تونس والسودان! وعد الوزير صديقه السفير خيرا ! أخذ الوزير موافقة الرئيس البشير الشخصية على عدم تجديد ، بل حجز جواز سفر الشيخ الغنوشي ، وعدم ارجاعه له ! وأصدر أمرا إداريا لإدارة المراسم في وزارته ، وقعه بنفسه ، لحجز جواز الشيخ الغنوشي وعدم تجديده ! ثم استدعى الوزير مدير إدارة المراسم ، الى مكتبه، وسلمه الأمر الإداري باليد ، لتأكيد أهمية الموضوع ! بعد حوالي أسبوعين ، رجع سفير تونس ، واشتكى للوزير سحلول مر الشكوى من عدم ايفاء الوزير بوعده ، إذ عرف الرئيس زين العابدين بن علي من المخابرات الفرنسية أن جواز السفر الدبلوماسي السوداني للشيخ الغنوشي قد تم تجديده ، ويسافر به الشيخ الغنوشي في رياح الدنيا الأربعة ! لم يصدق الوزير سحلول كلام السفير التونسي ، واحتد معه في الكلام ، بل طلب منه مغادرة مكتبه ، لأنه كان يعرف ما فعله ! استدعى الوزير سحلول الى مكتبه مدير المراسم للإستفسار ! أكد مدير المراسم بأنهم لم يستلموا جواز الشيخ الغنوشي بعد ، ولكنه وعد بمراجعة طاقم مكتبه ! بعدها ... اكتشف الوزير سحلول أن جواز السفر الدبلوماسي السوداني للشيخ الغنوشي قد وصل فعلا الى إدارة المراسم ، وقام أحد ( أولاد ) الشيخ الترابي بتجديده ، وارجاعه للشيخ الغنوشي في باريس ! ولم يجرؤ الوزير سحلول ، ولا مدير إدارة المراسم أن يقولا ( بغم حلوم ) لود شيخ الترابي ... وإلا فقدا موقعيهما ! بعد المفاصلة ، وزوال دولة الفرعونية ، وقيام دولة الفرعون ، استمرت الدولة الثنائية ، ولكن بأهداف جديدة ، وأساليب جديدة ، وشخوص جديدة ! مثال من الحاضر الماثل ، من بين مئات لتوضيح الصورة ! أسرّ الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية لبعض خواصه ، بأنه لا يكتب ولا يحرر البيانات الرسمية التي يصرح بها للأجهزة الإعلامية المختلفة ! يستلم الصوارمي هذه البيانات جاهزة للقراءة ، والتصريح بها ، ولا يعرف مصدرها ولا من حررها أو أرسلها ! ولا يتجرأ الصوارمي أن يسأل ،عملا بقاعدة ( إن تبدو لكم تسؤكم ) ؟ سكتم بكتم ! وتستمر نكتة الدولة الثنائية على مسرح كافكا العبثي ! نواصل ...