عوض الكريم عبدالله ابراهيم [email protected] عندما جاء الاخوان المسلمين فى السودان بما يسمى ثورة الانقاذ الوطنى بانقلاب عسكرى فى :30/يونيو/1989م بدعوى تناهض الاحزاب السياسيه والطائفية والجهوية رافعة شعار تطبيق الشريعة الاسلاميه بما يسمى المشروع الحضارى الاسلامى وناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ، فهيمنت على مقاليد السلطة ومفاصل الدولة الاقتصاديه والماليه واعلنت الجهاد فى جنوب السودان فاصبحت الحرب جهادية ، وعندما ننظر لما حققته الانقاذ منذ ان جاءت واستولت على مقاليد السلطة نلحظ انها ومنذ اول مجيئها قد كتبت لنفسها الهلاك وهلاك امة بكاملها فلم نلحظ اية تقدم او تتطور منذ ان جاءت وفى سنين عمرها الاولى بل كل تصرفاتها ونهجها كان اقصائى لغرض تمكين مناسيبهم سواء كانوا قبليين او حبهحية وليس الغرض هو تمكين الدين الاسلامى بالحكمة والموعظة الحسنه بل كانوا ملهوفين وكل واحد فيهم كان على نهم ان يلتقط مغنم يخرجه من دائرة فقره وقحطه دون مبالين بالمصالح العليا للدولة وسيادتها ، فما نتيجة ذلك ؟ ان انصرافهم عن جادة الحق لتحقيق مكاسبهم الشخصية ومصالحهم الذاتيه هو السبب فى اتجاههم نحو القبلية والجهوية ومن ثم كان الفساد المالى والادارى والاحتقان السياسى الذى ادى فى نهاية المطاف لانفصال الجنوب واشعل نار الحرب فى دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ، ثم ظهر للعيان بجلاء الانهيار الاقتصادى التام فاختل ميزان المدفوعات بسبب الفساد الاقتصادى فزادت الواردات وقلت الصادرات وقد كبت التدخم منذ اوائل مجئى الانقاذ حتى لا يظهر والاّن قد ظهر بجلاء حقيقة الكبت بعد ان وجدت الانقاذ انه لامخرج الا بزيادة الاسعار ،ولكن زيادة الاسعار هل تحل المشكلة ؟ بالطبع لا . لان الاقتصاد قد انهار تماما ولا تعود العافيه اليه الا بعد ان تجلب كل الاموال التى فى البنوك الخارجيه والتى بالمليارات سواء كانت فى انجلترا او فى ماليزيا او فى دول الخليج وقطر وكذلك كل سبائك الذهب المخزنه فى انجلترا وخلافها , ومن ثم محاسبة المفسدين وتطبيق الحديث النبوى الشريف : من اين لك هذا؟ حينها سوف يسترد الاقتصاد السودانى عافيته بنسبة :30% فقط .حقيقة ان الانقاذ جاءت بمفهوم ولكن اصتدمت بالواقع فبدلا من ان تنقذ شعبا وامة دمرت شعبا وامة ..ونسال الله ان يخرجتا من هذه الظلمة .