د.فاروق عثمان [email protected] والكتمه كما نعرفها ليست كتمة هذا الجيل والتي فيما اظن انها تعني الحفله او شئ من هذا القبيل ,فالكتمه عندنا تعني الحر الخانق مع رطوبه ترفع من وتيرة الانفاس, وهي تكون في ايام الخريف,حين يستبشر الناس بالكتمه الخانقه والتي دائما ما يأتي بعدها مطر مدرارا. هذه الحكومه هي الاسوأ منذ ان نال السودان استقلاله,لا يختلف اثنان في ذلك الا منتفع منها او كاذب حكومه افقرت الشعب وجوعته وقتلته بالالاف,اغتني منسوبيها حد التخمه,ومات الشعب جراء الجوع و المرض والفقر انهارت في عهدها الخدمه المدنيه واصبح الولاء هو سيد التعيين فتمكن اهل الولاء خاليي المعرفه والدرايه ,وجلس عُرابي واساطين الخدمه المدنيه علي هامش الحياه يبكون صرحهم المنهار ويتسألو من اين اتي هؤلاء,فانهارت بذلك ركيزه اساسيه من ركائز الدوله المحترمه انتشر الفساد والمحسوبيه بصوره لم تعهدها حتي التركيه السابقه,وتحولت المؤسسات العسكريه الي ضيعات واكوام من النفعيه والهتيفه يتقسم ولاءهم لبضع افراد يتصارعون من اجل مصالحهم وامتيازاتهم,انهارت المشاريع الكبري في الجزيره والمناقل والتي كانت تدر ملايين الدولارات تذهب مباشره في دعم المواطن من صحه وتعليم ومعيشه,وهي هنا ليس كدولارات بترولهم والتي ناءت بحملها بنوك ماليزيا ودبي ,ولم يري منها المواطن سنتا,فصرفها الله عنهم جزاء لعملهم القبيح. تقلصت عائدات الثروه الحيوانيه,وانهار الصمغ العربي لسوء الادراه والفساد,وجفت مشاريع الزراعه المطريه في القضارف,فبعد ان كانت اغني المناطق اضحي مزارعها وانسانها متسولا انفصل ثلث البلاد ومازال ثلثها الباقي في اتون حرب حركت العالم لماّسيها وفظاعاتها حتي اضحت قيادات الدوله مطلوبي عداله,فسدت الاخلاق واضحي السوداني منبوذا بعد ان كان نموزجا في الخلق والاخلاق. هذا الشعب ليس خانعا ولا منكسرا ولا جبانا, هذا الشعب الذي قاتل باسياف العشر وسد الفرقه في كرري فمات بالالاف واقفاً لم يجبن او يفر,هذا الشعب الذي انجب علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وطلع من رحمه القرشي في اكتوبر الاولي,وصبر حتي خيل للنميري انه سيحكم ابد الدهر فهب عليه في ابريل الثانيه قبل ان يعرف الاخرون وما يسمون بالربيع العربي معني ان يعيش الشعب وينتصر. الملاحظ ان الانقاذ وساساتها يستخفون بهذا الشعب ويحسبون سكاته وصبره خوفا وجبنا,وبالطبع يدركون انه ليس حبا او مولاه حين جاءو بليل قبل عشرين ونيف وعدو هذذا الشعب بالاماني والبشريات,وهاهي السنوات تمضي وللتاريخ ذاكره,فكل ما قالو انهم جاءو لمحاربته زادو فيه ملايين الفراسخ ,وكلما صبر الشعب زادوه تعبا فوق معاناه,بل ووصلت بهم الجرأه ان جزمو بانه لن يخرج لشارع اضناه التعب وضربته الذله. الان هي تمور الوضع الاقتصادي الخانق والضائقه المعيشيه لم تجعل هؤلاء يتعظو من اسلافهم ومن الذين من حولهم,فالمؤكد ان الوضع في مصر وتونس وليبيا واليمن حين قامت بثوراتها افضل الاف المرات من وضع المواطن في السودان معيشة وصحة وتعليما وأمنا ,والراجح عندي ان الشعب السوداني متفرد حتي في ثوراته لذا لم يشا ان يكون مقلدا للاخرين وانما سيختار ثورته الاصيله بطريقته المتفرده دائما في مباغتة الطغاه. خروج البترول ونضوب معين الدوله المالي الغلاء الطاحن المحنه الاقتصاديه للحكومه والتي وقف حمار تدبيرهم في عقبتها الكؤود توحد المعارضه الداخليه علي اسقاط النظام رغم استخفاف نافع واعوانه بها,ومن مأمنه يؤتئ الحذِر توحد المعارضه المسلحه والتفاف قوي الهامش حولها, ووعي قياداتها بابطال حجج عنصريتها المثاره من قبل النظام المواطن الذي بلغت روحه حلقومه كل هذه هي سحب وركام كتمتنا الماثله والتي اوشكت قطرات انفراجها علي الهطول