د.فاروق عثمان [email protected] كثرت في الفتره الاخيره تصريحات كثيره تدعو للحرب او الاستعداد لها بشكل سافر او مستتر,وانعكس هذا الشئ والفعل التجيشي علي وسائل الاعلام بصوره واضحه.ولكن من يري الاشياء وفق منظور المنطق والتحليل,يقفز الي نتيجه حتميه واحده وهي ان ليس هناك حرب فالمؤتمر الوطني يمر بمرحلة ضعف وانهاك فكري وتنظيمي,فكري لسقوط المشروع الاسلاموي الذي تبناه,فقد انكشف لجموع الشعب السوداني انا المشروع الاسلامي للمؤتمر الوطني انهار تماما,وبرز المشروع الدنيوي بشكل سافر وسقطت كل الشعارات التي كان تمثل تروس دفع لذلك المشروع هي لله,وامريكا دنا عذابها,وما لدنيا قد عملنا,انهارت تماما وازال ورقة توتها الاخيره مفكر النظام وصانعه حسن الترابي بكشفه للكذب الواضح لمتبني المنهج الاسلامي سياسةً. الشئ الاخر النظام محاصر من المجتمع الدولي ومجلس الامن بفعل ازمة دارفور الانسانيه وتبعاتها من قرارات المحكمه الدوليه والتي شلت راس النظام وحدت من حركته كثيره واصبح النظام يقاتل في سبيل رفع تلك القرارات وبديهيا تحول الي خانة الدفاع المستميت.كذلك الجيش السوداني منهك من الحروب الطويله في الجنوب وبعدها دارفور وربما لو قامت حرب فستفتح جبهتي جبال النوبه والنيل الازرق والنظام يعي هذا الشئ جدا,مع العلم ان معظم افراد الجيش السوداني من تلك المناطق والتي تمثلها دارفور وجبال النوبه والنيل الازرق,اذا النظام يدرك هذه الاشياء ويعيها,ولاستحالة اعاده انتاج تجربة المجاهيدين ولواءات الدفاع الشعبي,فقد فهم الجميع اللعبه وليس هناك من هو في استعداد للحرب بالوكاله. اما علي مستوي الحركه الشعبيه فهي تعلم ان اي دوله ناشئه لو بدت وجودها بحرب حتي لو خرجت منتصره,فان ذلك مكلف وباهظ الثمن وسيرجعها خمسين عام للوراء,واعتقد ان قياديي الحركه بما لهم من ذكاء سياسي وبصيره معرفيه لن يجازفو بخوض هكذا حرب سيكتوي بها قومهم المهمشين والمظلومين لاكثر من خمسين عام. اذا فليست هناك حرب وعلي تجار الحروب ومشعليهاان يكفو اذاهم عنا فقد مللنا تلك الحرب اللعينه,ولينعم اخوتنا في الجنوب بمواطنتهم الكامله ودولتهم الفتيه,ولنترك سؤال الهويه من الظرفيه للمستقبل عسي ان تاتي اجيال تدرك معني التعايش واحترام الاخر غض النظر عن لونه او عرقه اودينه,عندها ربما اعدنا تاسيس الدوله السودانيه وفق اسس جديده.