درجت الطريقة القادرية الخيرية بمسيد العارف بالله الشيخ محمد خير إبراهيم الكائن ب (الفتيحاب) على الاحتفال بمناسبة (الإسراء والمعراج) ما يُعرف (الرجبية)... وقد درجت كذلك على تشجيع الشباب ومساعدتهم على الزواج حيث تم عقد قران خمسين زيجة بالمسيد وتم تسليمهم (شنط) ومبلغا من (المال) أسوة بالحديث النبوي الشريف (تزوجوا فقراء يغنكمْ الله)، هذا وقد شرف الإحتفال عدد كبير من رموز المجتمع يتقدمهم وكيل وزارة الإعلام عبد الدافع الخطيب الذي أكد أن الصوفية في السودان بأشكالها وطرقها العدة هي نقاء وصفاء روحي، وكذلك حضر لفيف من الإعلاميين والرياضيين من بينهم هيثم مصطفى (سيدا) وقد اندمج الجميع في ليلة ذكر صوفية وشدو بالمدائح النبوية بعد عقد قران الزيجات (السراي السراي... الجافو النوم وعقدوا الراي). من كل مكان: من البراهين القوية على قوة الصوفية ومريديها هو توافد المئات من الأسر على مسيد الشيخ بعد أن قطعوا مئات (الكيلومترات) قاصدين (المسيد) قادمين من مختلف الولاياتكسلا وبورتسودان والقضارف، الأسر في حديثهم ل (السوداني) أبدوا سعادتهم وهم يشهدون الرجبية الخالة فتحية تقول أنها آتية من القضارف للمسيد وأضافت أن الشيخ (محمد خير) مربٍّ فاضل درج كل عام على مساعدة الشباب على الزواج راجية أن يجعله الله في ميزان حسناته، وما يلفت الانظار في تلك الليلة هو الحضور الكبير للاطفال والذين تفاعلوا كثيراً مع (النوبة) وشكلوا حضوراً داخل (حلقات الذكر). جامعة كبرى: شيخ المسيد الشيخ محمد خير إبراهيم في حديثه ل(السوداني) قال إن المؤسسات التربوية القديمة على ما كانت تعانيه من مصاعب كانت جادة في تعليم القرآن الكريم وعلوم السنة النبوية وتخريج علماء أكفاء في هذه الميادين، فالخلاوي والكتاتيب والحجرات ودور الحكمة ومجالس العلماء وحوانيت الوراقين – كما كانوا يسمونها – ونحوها قامت بدور بارز في خدمة القرآن الكريم وعلومه وإثراء علوم الشريعة الإسلامية، وأضاف أن مكانة المسيد في المجتمع السوداني تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة ومدرسة للعلم وندوة للأدب، وهو- أيضا- بوتقة تنصهر فيها النفوس وتتجرد من علائق الدنيا وفوارق الرتب والمناصب وحواجز الكبر والأنانية وسكرة الشهوات والأهواء ثم تتلاقى في ساحة العبودية الصادقة لله عز وجل. الخير في حديثه أضاف قائلاً: (المسيد) من أول المؤسسات التي انطلق منها شعاع العلم والمعرفة ويحمل خاصية أساسية بالنسبة للمجتمع وهو مصدر الانطلاقة الأولى ل (التصوف)، فعلى سمائه ترتفع الدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح، وعلى منبره يعلّم الإيمان والعمل الصالح، وعلى أرضه الطاهرة يؤدى العمل الصالح، وهو المرتكز الذي تدور حوله قاعدة الإيمانيات والمحور الذي تلتف حوله الأفكار والعواطف. عصية على النسيان: (السوداني) رصدت وجود النجم هيثم مصطفى لاعب فريق المريخ والشهير ب(سيدا) فاقتربت منه وسألته عن حضوره، فقال: (حباب المسيد... وحباب شيخو) مبينا أنه إبن الشيخ الخير وأحد مريديه وأنه يعتز ويعتد به كثيراً ومداوماً على وصله طالباً من البركة والدعوات الصالحات، وقال متابعا إن السعادة تغمره وهو مقبل على الإحتفال بالرجبية ليغوص في عالم سمته التأمل والروحانيات، خلوة وذكر ولوح ودواية وقرآن ومساعدة شباب على الزواج، وكل ذلك في مكان واحد (المسيد)، وأضاف سيدا: في هذا المكان تحديداً أوقن تماماً أنني أتنفس النفس (الصوفي). وفي ختام حديثه يقول: إن هذه الليلة (عصية على النسيان). السوداني