«الرجبية»، وهي ذكرى الإسراء والمعراج التي تتقدمها الطرق الصوفية من خلال إقامة ليالي للذكر والمديح، وإلقاء الدروس الدينية التي تتناول قصة الإسراء والمعراج، كما تمثل المناسبة موسماً للزواج في السودان. وتصاحب احتفالات الرجبية العديد من البرامج الاجتماعية، خاصة الزيجات الجماعية وختان الأبناء، وتؤم الاحتفالات العديد من الأسر والمريدين بدور الطرق الصوفية ، حيثما قطن الناس. ويقطع بعض المريدين من المتصوفة، من الجنسين، مسافات طويلة في سبيل حضور الاحتفالات مع الطرق التي ينتمون إليها،.ويهاجر المريدون إلى الشكينيبة وطيبة الشيخ عبدالباقي بالجزيرة، وأم ضواً بان- شرقي الخرطوم، وكدباس- بنهر النيل، والزريبة بشمال كردفان، حيث تعيش تلك المناطق أعياداً كبيرة خلال ليلة الرجبية الصاخبة بالذكر والدفوف والطبول و«النوبة». شارك القيادي في المؤتمر الوطني، فتح الرحمن شيلا، والنائب البرلماني عن دائرة أبوسعد احتفالات أبناء دائرته بالرجبية في مسجد الشيخ محمد خير بحي «الفتيحاب» الأمدرماني. وقال شيلا للشروق، إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اعتادوا الاحتفال بذكرى إسراء النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" من مكة إلى بيت المقدس وعروجه إلى السماوات. وأشار إلى أن مسجد الشيخ محمد خير اعتاد بدوره على إقامة الاحتفال تأكيداً لحب المريدين للنبي «صلى الله عليه وسلم» في مناسبة «مثلت حادثاً فارقاً في تاريخ الدعوة الإسلامية». من جانبه، قال الشيخ محمد خير إبراهيم، من مشايخ الطرق الصوفية، إن ليلة السادس والعشرين من شهر رجب تعد من الليالي التي تتميز باختلاط أفراح السماء بالأرض، حسب تعبيره. وبجانب حلقات الذكر والمدائح والدروس، تعم الزيجات أرجاء البلاد في الرجبية التي ترجى فيها البركة. وشهد مسجد محمد خير بالفتيحاب «150» زيجة جماعية في هذه المناسبة التي تحظى باحتفاء الناس في السودان.