[email protected] المشهد: شباب يهتفون في شارع الجامعة الريقة أم المكتبة الأنيقة في جامعة الحقيقة أم نخيل، والمطلب مطلب أمة والعشم كبير في أولاد الحلال إلا أنهم لم يكونوا من أولاد الحلال الذين إقتاتوا من مال آبائهم الحال، بل منعوا أفسهم من الشيء الحلال الوحيد الذي يمكن أن يشاركونا فيه وهو شراب ماء النيل الحلال الزلال فاختاروا المياه المعدنية الباردة عوضا عن مياه النيل التي لوثتها أياديهم بدماء الحروب ودنس المصانع ومجاري الصرف الصحي لفللهم الفارهة، لذلك انقطع عشم أولاد الحلال في الجامعة الحلال من كل هؤلاء واستمرت مسيرتهم في السير حتى بلوغ السدرة ولكن هيهات فقد إنهل زبانية النظام وسدنته من عسكرتاريته بالعصي والهراوات الثخان جلدا وتهشيما للعظام وتكميما للأفواه وإغراقا في موج الغاز المسيل للدموع. ذات المشهد تكرر في الغرب من النيل حيث تحرك أولاد الحلال الذين يعرفهم الأستاذ أزهري محمد علي ليس أولاد شريعة قوش، هؤلاء الأولاد "البعرفوا القومة" أقاموا أول شرارة للثورة في مدينة أم درمان خرجت من رائدة التعليم الأهلي في السودان أم درمان ذات الزبانية هرعت مدرعاتهم لشارع أمبدة حمد النيل جوار المقابر ليلوثوا الأجواء بغازاتهم المسمة ولكن صمد الشباب لأنهم "بعرفوا القومة" وانطلقوا صوب الحارات والأزقة يرددون الهتافات الداوية التي شقت عنان سماء الخرطوم هذه الأيام ورددتها أصداءها بصدق بعض القنوات الحرة التي لم يكبلها نظام البطش والإستبداد في بلادي، ما أن بلغت الثورة ذروتها حتى خرجت آلاف الجموع في كثير من المناطق والأحياء والمدن والأرياف شرقا غربا جنوبا شمالا ووسطا، في نفس اليوم فاستبسل الشباب في كل منطقة وانطلقوا من الحواري وأغلقوا الشوارع الرئيسية حرقا لإطارات السيارات في تظاهرة لم تمس البلاد والعباد بسوء، إلا الذين ظلموا منهم خاصة نالوا جزاءهم حرقا. هذه المشاهد توجها مشهد أهالي شرق النيل بالعيلفون الذين وضعوا لبنات جديدة وثابتة في طريق الخلاص لا يكتمل بنيان الثورة بدونها وأهالي أم ضوا بان والحاج يوسف، كل هذه القصة هي همس لنا بأن طريق الطغاة واحد ومشربهم واحد وإن شاء الله المورد سيكون واحدا فالذي تمنع من سماع أنات وآلام أهل الديم في فجيعتهم الكبرى في عوضية عجبنا ها هو يسمعها في شوارع الديم زنقة زنقة، مما اضطره للشتيمة والسباب وقد خسر وخاب. لم يتردد قط أحفاد أهالي ود نوباوي من السير في ذات الطريق فصمدوا صمودا جعل من "الرباطة" عظة لم لا يتعظ وعبرة لمن لا يعتبر كيف لا وقد سار بنهجم أهالي المسالمة وابو روف ود إرو والعباسية ومكي وسنادة وعابدن وبيت المال والفتيحاب والطريق مدرج بالدماء والإصابات وقاتمة رؤيته جراء الغازات السامة التي يطلقها إخواننا في صدورنا وأنوفنا أقول إخواننا لأن الشرطي منهم يضربنا هنا وله زميل آخر شرطي مثله يضرب أهل ذلك الشرطي في قريته النائية لذلك تجد البعض من الأحرار يقول للشرطي إضرب لجوال أسرتك واطمئن ألا يضربها زميلك ومن ثم اضربنا وأفرغ علينا عبواتك السامة المسيلة للدموع. اضطر بعض الشباب لحرق الأليات القمعية وبعض البصات الأخرى وأقول الشباب الذي رأيناهم يمهدون للمارة الطريق ويسمحون للأحرار بالعبور ويؤمنون الأحياء من "الرباطة" وإن صغرت أعمارهم فهم قد قدموا درسا فدائيا لم يعه للأسف شاذ الأفق رئيس البلاد وزبانيته من الشذذ. المشهد شارف على الانتهاء: صراع دموي بين زبانية النظام خبر خفي تتهامس به مجالس مدينتي والمستشفى مليء بالمصابين في هذا الصراع ومنهم من قضى نحبه ضربا بالرصاص، وتهمس المدينة بإقالة مدير سلاح استراتيجي في القوة العسكرية للبلاد وتشيع العصافير أن ابن الإمام (جابر) يريد أن يصنع إنقلابا على هذا النظام و آخر الفتاوى التي أفتى بها أمير الراقصين في بلادي أن الذين خرجوا شذاذ آفاق ومحرشين، ليكونوا كذلك ولكن المشهد شارف على الانتهاء واللعبة كادت أن تنتهي ولكن خسائرها قادمة بما لا يتمناه أحد، اللهم إلا إذا ارعوى شذاذ الأفاق من الحكومة إلى سبيل الحق والرشاد وعقدوا مؤتمرا دستوريا أعلنوا فيه إنهاء دولة الحزب وبناء دولة الوطن واعترفوا فيه بأخطائهم وتقبلوا الحكم العادل لما جنوه من سوء الأفعال وقبيح الأقوال، ما لم يقدم الشاذون في بلادي على هذه الخطة فسيظل الشذوذ سمة ملازمة لهذا النظام الذي لم يراع في عباد الله إلا ولا زمة. إغلاق الستارة: سيكون الإغلاق بعد أن نصلى جمعة لحس الكوع لأبي العفين والإحتفال بآخر نحس من أناحيس الإنقاذ التي أطلت في 30يونيو الأغبر، لذلك الستائر ستكون مفتوحة في ساعات الظهيرة من ظهر الجمعة بمسجد الهجرة بود نوباوي وبمساجد أخرى في العاصمة وسيستمر الستار مفتوحا حتى السبت الموافق نحس الأنحاس عيد الأنجاس، لأن أحاجي ود أم بعلو في بلادي لم تعدتخيف الأطفال في بلادي لأنهم تعودوا على استنشاق رائحة الغازات ومكافحتها بالخل والبيبسي وغيرها من طرق المكافحة للغاز، ود أم بعلو لم يعد ود أم بعلو فقد أصبح شاذا. هذا مما رأيته في بلادي.