[email protected] بعد ان كسر الشعب السودانى العظيم حواجز الخوف والرهبة وبدأ يدك قلاع الظلم والاستبداد والقهر الذى حثم على صدره على مدى اكثر من عقدين من الزمان وخرجت جموعه هادرة الى الشوارع معبرة عن غضبها وسخطها لنظام فتت البلاد ونشر الفساد وطغى على العباد بدأ الخوف والهلع يدب فى اوصال طغمته فمنهم من لم نسمع منه صوتا (نافع نموذجا ) ومنهم من ملأ الدنيا ضجيجا عبر اجهزة الاعلام الداخلية والخارجية.ففى يوم واحد شاهدت الخبير (بالالف واللام ) ربيع عبد العاطى فى اكثر من قناة فضائية يتحدث ولا يقول شيئا وشاهدت امين حسن عمر على الجزيرة لا يتحدث وبالتالى لا يقول شيئا فأشفقت على ذلك المتغطرس وطافت بذهنى الحلقة التلفزيونية على قناة النيل الازرق حينما كان يوسع عبد الرحمن الغالى ضربا من اعلى الحزام وتحته واصفا له بانه ما زال على الهامش حتى داخل منزل الامام.شاهدنا ايضا قناصل ( جمع قنصل )على القنوات الفضائية وكل يعزف على وتر مهترئ يخبرون والحياء ينفر من وجوههم بأن التظاهر حق مشروع والدولة تعترف بالرأى والرأى الاخر..جزاهم الله خيرا على الرأى الاخر لأن الرأى الاولى مفروغ منها لكن ما اتفق فيه جميعا بما فى ذلك الصحفى ضياء الدين البلال وآخرون ظهروا على شاشات القنوات السودانية جميعهم اعجز فهمنا المتواضع جدا وتركونا فى حيرة من امرنا قائلين بأن 0( المندسين وشرحوا مندسين بالمعارضة هم من استغلوا هذه المظاهرات لاجندة سياسية ) وكأنما هذه المظاهرات فعل رياضى لتنشيط عضلات المتظاهرين أو ثقافى للتعبير عن فنون التظاهر هذه زبدة زبدة ما خرجوا به على الناس وكما انهم لقنوا ذلك ليصرحوا به احتقارا لعقلية من يستمعون اليهم... اسئلة كثيرة تركوها حائرة فى اذهاننا بما قالوه عن ان (المظاهرات حق يكفله الدستور ) نعم وبالفم المليان كلام مظبوط لكن ما ذا تعنى مظاهرة ؟ اليست هى الخروج فى جماعات صغرت ام كبرت للتعبير عن رأى او موقف فى قضية عامة ؟ الاجابة ايضا نعم أذا اتفقنا على ان ما تم كان مظاهرات..السؤال الثانى قالوا بأن المظاهرات كانت تهدف للتعبير عن الرأى والاستنكار للقرارات الاخيرة الخاصة برفع الدعم ولكنها تحولت (بقدرة قادر ) او ( مندس )الى مطاهرات سياسية..ياللعجب !! هل القرارات الاقتصادية الاخيرة (هبطت من السماء ) كما قالت هالة عبد الحليم ؟؟ هل هى كما كرر ائمة المساجد وحتى وزير ( خزانتنا ) (المفلسة ) على حد تعبيره بأنها ابتلاءات وعلينا بالصبر..ونعم بالله فالابتلاء يستوجب اولا الحمد ثم الصبر..سؤالنا التالى هل هذه الابتلاءات كانت مجانية؟؟ اليست (بما كسبت ايديكم) من سؤ ادارة وتضليل وفساد...تأملوا يا أئمة مساجدنا فى هذه القاعدة القرآنية التربوية المبينة فى اكثر من موضع فى القرآن الكريم وارحموا الابتلاءات وسددوا مباشرة فى ( الفيل ) ما الذى قاد الى كل ذلك من افلاس للخزينة العامة ومن ضغط لدرجة السحق للفقراء والمساكين وغير الموالين.اليست هى سياسات هذا النظام المنقلب على سلطة شرعية بهدف ( الانقاذ) لجنيه جاؤوا للدفاع عنه من بلوغ ال 20 جنيهامقابل دولار واحد سؤالنا الثالث حول المعارضة التى اندست بين المتظاهرين !! من هى هذه المعارضة اليست هى من هذا الشعب الذى اكتوى بنيران سياساتكم المهلكة.. وكيف لمعارضة ان ( تندس ) وهى تملاء الصحف ورقية كانت ام اسفيرية بالتعبير عن نفسها وعن افكارها. ولماذا (تندس ) المعارضة عن هذا الفعل المشرف ؟ اليس من حق المعارضة ايضا ان تتظاهر ؟ هذا بافتراض افتراضكم بان المعارضة شاركت فى التظاهر من اجل اجندتها..فهل ما عبر عنه الناس من غضب نتيجة سياساتكم لم يكن من ضمن اجندة المعاضة.. واهم اسئلتنا على الاطلاق هل من خرجوا تعبيرا عن سخطهم هم من الموالين لكم..والسؤال الملح هل التظاهر ضد القرارات الاقتصادية هو فعل غير سياسى..؟؟ وهل تنفصل السياسة عن الاقتصاد؟ العلاقة بين السياسة والاقتصاد هى وبشرح بسييييط : لو لم تكن هنالك علاقة لاصبحت كلية الاقتصاد والعلوم البيطرية وليست السياسية !! دون الدخول فى تفاصيل العلاقة لاننا وبصراحة ارهقنا فوق كل الحدود لنفهمكم ولغتكم انها مظاهرات سياسية من الدرجة الاولى يقودها كل من يعارض السياسات الاخيرة سواء كان منتميا لحزب سياسى ام لا منتمى..ومناهضة القرارات الاقتصادية ايضا فعل سياسى بامتياز لانها نتيجة السياسات العقيمة..فلا داعى لنحت لغات خاصة بكم والصاق معانى لا توجد الا فى قواميسكم..ودفن الرؤس فى الرمال واتركونا من الهرف الذى اثار القرف ( مع كامل التقدير لقرفنا) قولوا حسنا او اصمتوا فلغتكم ( المدغمسة ) (دغمست فهمنا ) والحقائق تفتت اعناقها بعد ( اللويان ) المستمر لها لدرجة انه لم تعد هنالك حقيقة بالسودان .رحمة بها وبنا وبأنفسكم.