[email protected] الثورة، بمختلف أنواعها سياسية – ثقافية وفكرية، لها طعم خاص، عند صناعها حيث النتاج الذي يعجز عنه الآخرين، ممن هم حولهم، فالتغيير نحو الأفضل والأمثل في كل المناحي، هو من الواجبات التي أُختص بها الانسان الحُر في الأرض وفي البيئة المحيطة. وعندما ننظر الى حال السودان، هذه البلاد الطيبة التي تذخر بإنسان جُبل على قيم المروءة والشجاعة وكريم الاخلاق والحرية في كل مناحي الحياة، عندما ننظر الى الحالة الراهنة نُصاب بالدهشة لهذا الصبر الذي إمتد لأكثر من ثلاث وعشرون سنة، في ظل نظام يؤسس للفوضى الأخلاقية والسياسية، حيث رسخ لكل أنواع الفساد المالي والاداري، وأفسد النسيج الاجتماعي للدولة، وأنهك موارد البلاد البشرية والطبيعية لمصلحة منسوبيه، وعمد الى إذلال جُل قطاعات الشعب، غير آبهاً لأثر ذلك، مستغلاً الدعاية المسمومة والاتجار بالدين، وقد نجح، حتى أغلق رب العباد أمامه كل المخارج والمنافذ فأنزل الله عليهم أزمة إقتصادية يصعُب معالجاتها بطول اللسان، وسلط عليهم من عباده من يزيدوا في إحكام الخناق، فضاقت الأرض عليهم، وإنتفض الشعب الحليم، ليرسم النهاية لمسلسل من المعاناة والكبت والإذلال والظلم والقهر والفقر والتسطيح والمرض. ان علم شباب هذه البلاد الطيبة، متعة الانتفاض سيخرجون على الظلم أينما كان، يبتغون التغيير نحو الأفضل في الحياة الآدمية، والأمثل في العدل والمساواة، ويتذوقون حلاوة التعايش في ظل أجمل تنوع في النوع البشري، وفوق ذلك كله ،سيرسمون الفرحة على جبين أجيال الحاضر والمستقبل، وسيسجل لهم التاريخ إنجازاً يحفظ للسودان حدوده وموارده وتنوعه. الكر والفر، هي بالأساس لعبة شبابية يمكن ممارستها هذه الأيام بالسودان، في ظل نظام لا يملك من الشجاعة والشرعية قتل ولو متظاهر واحد، فهو مكبل وكل أنظار العالم تعُد عليه أنفاسه، وتدرسها، حتى صار نظاماً لا أفق ولا مستقبل له، ولو كان يملك شجاعة لحسم التظاهرات، حتى ولو بالقتل لفعلها، ولكنه لا يجروء...