البرهان بين الطيب صالح (ولا تصالح)..!!    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    مساعد البرهان يتحدث عن زخم لعمليات عسكرية    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذين فى القاع، لا يستطيعون السقوط . دكتور خالد المبارك 1 .
نشر في الراكوبة يوم 29 - 06 - 2012

الذين فى القاع، لا يستطيعون السقوط . دكتور خالد المبارك 1
شوقى بدرى
[email protected]
قبل ايام ظهر الدكتور خالد المبارك فى القنوات الفضائيه ودافع بشراسه عن نظام الانقاذ الكريه . ولقد صدم حتى من يناصر الانقاذ . الدكتور كان شيوعياً اغلب حياته ، والآن فى نهاية عمره قد صار يدافع عن اسوأ نظام مر على السودان . قبل بضع سنوات عندما استلم منصبه فى سفاره لندن اراد ان يحلل المال والجاه والمنصب . وان يعطى الانقاذ شيئاً مقابل مركزه الجديد ، او لكى يثبت ولائه .
ولسبب لا اعرفه قام بتقديم شكوى لصحيفه حريات . والقصد من الموضوع الذى كتبته قبل سنين عديده كان الاشاده بخيلانه الزعيم الشيوعى الوسيله . والاستاذ مكاوى سليمان اكرد اول مدير لمديرية كردفان واول ضابط لبلدية امدرمان واحد المفكرين السودانيين ، وينسب الى الاشتراكيين . ولقد رددت عليه بثلاثه مواضيع وضحت فيها اللبس الذى حصل . ولكى ابدى استغرابى لشراسة الهجوم وانقلاب الشيوعى الآبق الدكتور خالد المبارك .
.........................................................
بقلم: وجدي الكردي
(1)
في حكايات الاثنين المنصرم، كتب شوقي بدري في مساحته المقروءة مايلي:
.. ( مكاوي سليمان أكرت هو الاب الروحي للإثنين علي المك وعبدالرحمن الوسيلة ، ومكاوي هو أول مدير لمديرية كردفان وأول ضابط لمجلس بلدي ام درمان ودفعة خليفة محجوب في مدرسة الادارة، هؤلاء هم الجيل الذين استلموا ادارة السودان بعد السودنة.
مكاوي هو خال الوسيلة، عرف بحبه للإطلاع وقراءة الأدب الإنجليزي وهو الذي شجع الوسيلة وعلي المك لدراسة شكسبير ولورد بايرون وكان هنالك بار باسمه يؤمه المثقفون في الخرطوم. والوسيلة بدوره هو خال الدكتور خالد المبارك مصطفى ).
(2)
إنتهت رواية شوقي بدري بين القوسين أعلاه، لكن الدكتور خالد المبارك جاء بتوضيح خطي يقول:
أورد الاستاذ شوقي بدري في (حكايات ) 26 فبراير معلومات غير دقيقة عن أسرتنا. مكاوي سليمان أكرت إبن خالة عبدالرحمن الوسيلة وليس خاله. وقد ولدا ونشئا في بيت واحد بحي الركابية بأم درمان. وصحيح ان مكاوي سليمان هو الذي غرس حب شكسبير ولغته في وجدان الوسيلة والاسرة، لكن لا علم لنا ب (بار) ينسب لأحدهما ولم يشتهرا بذلك.
وعُرف عن مكاوي سليمان انه كان يلعب البولو والتنس في أوقات فراغه، وهو من مؤسسي جماعة (ابو روف) ومعهد القرش، يشغل نفسه بأسرته والمجلات والصحف التي يشترك فيها مثل الصنداي تايمز والنيو ستيتمان ومطبوعات جمعية الفابيان.
(3)
بعد إستلامنا لتصحيح الدكتور خالد المبارك، إتصلتنا هاتفياً بالأستاذ شوقي بدري في مقر إقامته بالسويد مستوضحين عن الخلط والربط الذي حدث بين مكاوي سليمان أكرت والبار الذي أشار إليه شوقي في مقاله محل التوضيح.
شوقي طلب إٍستدعاء الفقرة مثار الخلط كما هي:
(مكاوي هو خال الوسيلة، عرف بحبه للإطلاع وقراءة الأدب الإنجليزي وهو الذي شجع الوسيلة وعلي المك لدراسة شكسبير ولورد بايرون وكان هنالك بار باسمه).
هنا سيتضح للقارئ ان الأصوب هو:
(ولورد بايرون (الذي) كان هنالك بار باسمه).
أن ضمير الملكية ل (البار) في (بإسمه) يعود ل لورد بايرون وليس للراحل مكاوي سليمان أكرت، حيّا قبره الغمام.
و ورفداً لما ورد من نص أورده أخانا الأستاذ شوقي بدري نورد هنا النص كاملاً كما سطره صاحبه في سفر ( مذكرات أغبش ) ص 118 الآتي :
طردوني من بار اللورد بايرون
ومررت على مقهى كل الجالسين عليه كانوا خواجات أو أفندية يضعون على رؤوسهم الطرابيش ولاحظت أن المقهى كانت لافتته بالإنجليزية وحدها . بما معناه ( بار اللورد بايرون ) ( اللورد بايرون هو الشاعر الإنجليزي الشاب ، عاشق شقيقته ، الذي حارب مع اليونانيين حرب استقلالهم ضد الأتراك العثمانيين )
وقفت تحت إحدى شجيرات المقهى الذي كان يسميه الشعب ( الحلواني ) فجاء أحد الجرسونات وطردني وهذا الجرسون نفسه صار يخدمني لما أقمت بالخرطوم عام 1947 وما بعدها وصارت الفلهمة مقبولة من مثلي .
انتهى النص
عبد الله الشقليني
_________________________________________________________________________
لماذا يصعد الدكتور خالد الأمر هل لأن معركته مع الشيوعيين لم تنتهي ؟ أنا لست عضوا في الحزب الشيوعي . هل هذا استمرار لسياسة الركل في كل الاتجاهات أم بقي بعض السهام المسمومة بعد الهجوم علي الأستاذ نقد والحزب الشيوعي السوداني فتكرم بها علي شوقي بدري ؟
لماذا يرفع شيوعي سابق قضية تعويض علي سكرتير الحزب الشيوعي السوداني؟ مجتمعنا بالرغم من كل السوء الذي أدخلته الإنقاذ لا يقبل برفع الدعوي من أجل الفائدة المادية . ولقد صدم الشعب السوداني عندما رفع القاضي قطران ( الباكستانى ) في الخمسينيات دعوي علي بلدية العاصمة عندما سقط في أحد المجاري وكسر رجله ( عشره الف جنيه ) . لماذا يحسب الدكتور أنني أسأت إلي أسرته ؟ بينما أشيد أنا هنا وفي كثير من مواضيعي بالأستاذ مكاوي سليمان أكرت الذي كان صديقا لأبي إبراهيم بدري ويشاركه في الأفكار الاشتراكية ولا يمكن أن يخطر ببال أي إنسان أنني يمكن أن أتقاعس عن الدفاع عن المناضل الوسيلة ناهيك عن الإساءة إليه . لماذا يسيء الدكتور خالد لذكري خاله ؟ هل سيكون الأستاذ مكاوي سليمان أكرت أو المناضل الوسيلة سعيدا إذا عرف بأن ابن أخته صار مراسلة للإنقاذ؟ .
إن السودان اليوم مقسوم إلي معسكرين ، معسكر الوطنيين والشرفاء الذين يدعون إلي مجتمع العدل والمساواة ، ويحملون أفكار الوسيلة ومكاوي سليمان أكرت ، والمجرمين الذين يسرقون ويفرضون الأتاوات ويجثمون علي صدر الشعب .
إن الاشتراكية التي دعي لها أكرت والوسيلة كانت تطالب بإعطاء فرصة للجميع لأن يحكموا البلد وأن يصير ابن العامل البسيط وزيرا أو أن يصير ابن مكوجي الحي قاضي مديرية أو سياسيا عالميا يشار إليه بالبنان ، وأن يصير أحفاده حملة دكتوراة . هذا ما لا يريد رجال الإنقاذ توفيره للشعب السوداني .
لماذا وقف الدكتور خالد غاضبا في سنة 1967 قبل يوم من انعقاد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني محذرا من هضم حق خاله الوسيلة في أن ينتخب كعضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، محذرا الجميع من تناسي نضال الوسيلة وإنجازاته كثان رجل في الحزب الشيوعي السوداني . وأن مرض الوسيلة يجب أن لا يؤثر في انتخابه . ولقد أنتخب الوسيلة في ذلك المؤتمر عضوا في اللجنة المركزية. لماذا يبصق الدكتور خالد الآن علي كل هذا ؟ هل سيكون الوسيلة سعيدا الآن إذا عرف أن ابن أخته قد صار في معسكر الكيزان ؟ .
لماذا تجاهل الدكتور خالد أنني في المقالة كنت أشيد بشقيقه مصطفي وأقول أنه خير من يكتب القصة القصيرة في السودان . وأشيد بكتابه "الدرس الأخير للبصيرة أم حمد" . وعندما وصفني المرحوم عصمت زلفو أمام مجموعة من السودانيين في شارع عدلي في القاهرة بأنني شلخوف السودان وخير من يكتب القصة القصيرة ، كان ردي أن مصطفي مبارك هو خير من يكتب القصة القصيرة . وكنت أردد ولا أزال أردد أنني لست بكاتب أو شاعر لأنه لا يمكن أن أقارن نفسي ببشري الفاضل أو الرائع يحي فضل الله الذي هو قاص وكاتب وأديب وشاعر ومسرحي وكاتب سيناريو إلخ .
لمعلومية الدكتور خالد أنا لا أتقاضي مالآ لما تنشره الرأي العام ولا أبحث أبدا عن الشهرة عن طريق الكتابة . وإذا كان يحسب أنني أتطفل علي عالم الكتابة السحري الذي يمثله هو فهو خاطئ .
لقد لوي الإبن وجدي الكردي ذراعي للكتابة في الرأي العام أولآ لإعجابي بأسلوبه المتميز وأسلوب الابن أمير الشعراني وآخرين . هذا أسلوب يختلف عن أسلوب كثير من الصحفيين الذي هو أسلوب الباش كتبة الذين يجلسون في المكاتب .
ولقد اتصلت بالابن وجدي الكردي وطلبت منه عدم نشر أي من المواضيع التي نقلها من (سودانيز أون لاين و سودانيات ) . وأعجبني رفضه واصراره . وأفهمته بأنني لا أريد أن أتعامل مع الرأي العام لأنها تمثل نظام الإنقاذ وأن الرأي العام قد هاجمت الأستاذ محجوب عثمان الذي ليس هو أحد رموزنا فقط بل هو الرمز ، فطلب مني أن أكتب موضوعا مدافعا عن محجوب عثمان وسينشره في الرأي العام وقبلت التحدي ولقد نشر الموضوع بضبانته فأعطيته الحق في أن ينقل أي شيء يخصني وبأي تصرف يريده واقتنعت بكلامه أن ارأي العام لا تضم فقط الذين يتفقون مع النظام.
في سنة 1998 عند ما قررنا في القاهرة إعادة نشر رواية الحنق التي وصفها البعض بأنها أول رواية سياسية في السودان وتخصيص دخلها للحزب الشيوعي السوداني طلبت من الأستاذ الشيخ عووضة (الشركة العالمية للنشر ) أن يكتب حقوق النشر غير محفوظة للمؤلف فانتهرني الأستاذ محجوب عثمان قائلآ بأن هذه سابقة غير جيدة ، فرضخت . ولقد كتبت الحنق وأنا في الثامنة عشر عندما رأيت أصدقائي من الأصول الجنوبية يتعرضون للإساءة ولمست الشذوذ الجنسي الذي كان ولا يزال يضحن مجتمعنا وكرهت تسلط السادة الذين استلموا السلطة بعد الإنجليز وتسلطهم واستخفافهم بالمسحوقين والبسطاء وهذا ما تطرقت إليه الرواية ، لم أبحث عن الشهرة إنما أردت أن أتطرق للمسكوت عنه .
وإذا وقعت في يدك المجموعة القصصية المشبك والتي قدم لها الزعيم التجاني الطيب بابكر ، ستجد أنه مكتوب في الغلاف الأخير (أننا نكتسب الأفكار من الآخرين ونحن لا يمكن أن نمتلك الأفكار ولأي إنسان الحق أن يتصرف في هذه المجموعة بأي شكل يراه ، حتى أن ينسبها إلي نفسه ). ولقد تأخر إصدار هذه المجموعة عدة سنين لأن السلطة لم توافق علي الإهداء والإهداء إ لي أعظم الشهداء . وأظن الدكتور يذكرهم ، جوزيف قرنق ، الشفيع وعبد الخالق.
وكما طالبت بان لا يذكر اسم الكاتب واكتشفت أن هذا ممنوع . نحن لا نقشر بالكتابة ولا نريد أن نخلق اسما ولم يحدث أن فكرت في نفسي ككاتب أو قاص ولم أسع لإتحاد الكتاب الذي بسببه شن الدكتور خالد حربا علي الشيوعيين .
الأستاذ حسن نجيلة كتب كتابه ملامح المجتمع السوداني قائلا : وأشعل غليونه وقال لي الشيخ... . والكتاب يتطرق لفترة لم يكن حسن نجيلة مولودا فيها أو كان يا فعا والذي روي الكتاب هو إبراهيم بدري ولكنه رفض أن يذكر اسمه لأن الرجال قديما كانت تكره الجخ والفخر.
أظن أنني نشرت من المقالات ما يزيد علي الأربع أرقام فقط لقضايا أؤمن بها وشاهدت هذه المقالات بدون ذكر اسمي ولا أهتم المهم أن تصل الفكرة وشاهدت جزء من قصائد منشورة ولا نهتم لأننا نفكر كاشتراكيين ولهذا نحترم الشيوعيين لأنهم أحد المدارس الاشتراكية المهمة .
في الصيف الماضي حضر الأخ صلاح عبد الجليل من أجازة في السودان . وبعد شراء كمية ضخمة من الكتب من مكتبة عزة سأله الأستاذ نور الهدي عن هويته . وعندما عرف أنه من كوبنهاجن سأله عن شوقي بدري لأنه يريد إعادة نشر كتاب حكاوي أمدرمان لأن الكثيرين يسألون عنه . ويريد إذنا فقال صلاح مباشرة : شوقي البعرفو ده ما محتاج لي إذن تطبع طوالي وما حا يسألك .
بعد اصرار من الكثيرين وافقت الأستاذ الأديب أحمد عبد المكرم في القاهرة أن ننشر ثلاثة كتب واقترحت كتاب للإبن أرثر قبريال الذي لم ألتقيه إلي اليوم وكتاب لأحمد عبد المكرم وحكاوي أمدرمان لكي نستفيد من دخلهم لطبع كتب لكتاب آخرين ولكن لم تدر العجلة لأن أحمد عبد المكرم ترك القاهرة .
لماذا نسيت يا دكتور خالد أفكار خالك أستاذنا مكاوي سليمان أكرت ؟ وكما ذكرت أنت فإنه كان من الإشتراكيين الفابيين وأوضح للآخرين وليس طبعا لك أنت يا دكتور الاشتراكيون الفابيون ينسبون إلي فابيان القائد الروماني الذي كان يتجنب المعارك والمواجهات المباشرة ويعتمد علي مناوشات وإنهاك العدو . من أول هؤلاء الاشتراكيين إبراهيم بدري ومكي عباس الذي صار أول محافظ لمشروع الجزيرة . والجيل الثاني كان مكاوي سليمان أكرت والأستاذ بشير محمد سعيد وأبو سن الذي كان وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة الأولي . ولقد قال الأستاذ بشير محمد سعيد في منزلنا في لندن سنة 1981 بحضور العم أبوسن وزوجتي النرويجية وآخرين وبالإنجليزية : نحن تلاميذ إبراهيم بدري . ولهذا أهدي منصور خالد كتابه إلي إبراهيم بدري قائلا ما معناه أن إبراهيم بدري قال بخصوص مشكلة الجنوب (قال لأهله خذوا ما لكم وأعطوا ما عليكم حتى لا يفسد تدبيركم) . لماذا نسي دكتور خالد كتابات الأستاذ بشير محمد سعيد الذي قال : لكي يتطور السودان لا بد أن تتوفر له القيادة الصادقة الملهمة المؤمنة بأن الشعب - لا الطوائف - هي مصدر السلطات . كما قال كذلك : كما علمنا من التأريخ أن التخلي عن الطهر واجتناب العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الناس ، لهو أقصر الطرق إلي الهوان والموت . فالحكم ليس وسيلة لإثراء جماعة دون الأخرى ، أو استغلال السلطة لخدمة الأنصار والمحاسيب. لماذا قبلت يا دكتور خالد أن تصير أحد الأنصار والمحاسيب . ولماذا ترفع قضية تطالب بالتعويض المالي ضد أعظم المناضلين السودانيين الأستاذ نقد ؟
إذا كنت تظن أنني أوردت معلومات غير دقيقة عن أسرتك لأني ذكرت أن الأستاذ مكاوي سليمان أكرت هو خال الوسيلة والحقيقة أنه ابن خالته فإنك قد أسأت لتأريخ هذه الأسرة . وفي إمكانك أن تصلح هذه الغلطة . كم تبقي من العمر لجيلنا يا دكتور خالد لكي نبيعه للإنقاذ ؟ إنها سنوات .
أنا الذي أناشدك ، تعرضت للاعتقال والطرد من تشيكوسلفاكيا والاتهام بأنني عميل للمخابرات الأمريكية بواسطة الشيوعيين في براغ . ولكن من هو شوقي بدري الفرد لكي يحاول أن يلوث سمعة الحزب الشيوعي السوداني ، والتي هي أعظم صفحات النضال في العالم . وليذهب شوقي بدري والآخرين إلي الجحيم وسيبقي تأريخ الحزب الشيوعي السوداني ونضاله .
ويكفي الشيوعيين فخرا أنهم أول من ناضل لحل مشكلة الجنوب ولو استمع الناس إلي ما قاله الشيوعيون والاشتراكيون أمثال إبراهيم بدري عن مشكلة الجنوب لكان كافيا لتجنب البلاد هذه الويلات . ففي تقرير لجنة التحقيق الإداري في حوادث الجنوب في صفحة 82 و 83 يتحدث الحزب الشيوعي عن الظلم ويذكرون أن العمال الجنوبيين في مشروع الزاندي معرضين للإستغلال وأنه من غير المعقول أن يبيع المزارع في مشروع الزاندي القطن بمبلغ قرش ونصف للرطل وبعد نسجه دمورية بأنزارا تباع الياردة ب ثلاثة عشر قرشا .
كما يقولون أن ضريبة الدقنية لا خير منها أنهم يعاملون كالكلاب . أن علي الحكومة أن توزع آلات الحفر لكل الزعماء حتى يتمكن الأهلي من تجهيز أراضيهم لزراعة القطن. وحتى إذا مدت الحكومة كل رجال المصالح بالكثير من عربات الكومر كما تفعل الان فإن ذلك لا يعود علينا بالفائدة إننا نريد آلات .سنة 1954 قبل حوادث الجنوب بسنة .
عزيزي دكتور خالد المبارك إن حكومة الإنقاذ ترتكب نفس الغلطة فبدلا عن شراء معدات الإنتاج تشتري العربات والصحفيين والكتاب.
وفي نفس الصفحة نجد وكانت بعض نشرات الجبهة المعادية للاستعمار تهاجم الشماليين في بعض الأحيان مثل ذلك ( يجب أن تكون ملكال و واو و جوبا مقاطعات لكل منها برلمانها الخاص . كما يجب أن يكون البرلمان المركزي للجنوب في جوبا . ويجب أن نبعث بمندوبين من برلمان جوبا المركزي ليمثلونا في برلمان الخرطوم المركزي . فبهذه الطريقة سيكون لنا مديرونا ومفتشونا ) . لماذا نسي دكتور خالد كل هذه الروعة ولماذا تناسي دكتور خالد تحقيق الحزب الشيوعي السوداني ممثلا في الأستاذ جوزيف قرنق لاتفاقية السلام في الجنوب التي خطط لها الشيوعيون واكتفي النميري بتنفيذها فقط ولماذا يختزل الدكتور خالد المبارك كل نضال الشيوعيين في سرقة ماكينات الطباعة وسنعود لهذا .
نواصل ...
التحيه
ع.س شوقى بدرى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.