[email protected] ما بين الربيع العربي والصيف السوداني تعددت أوصاف الزعماء وإن شئت وهو الأصح قل : الطغاة لشعوبهم ، وأولهم كان زين العابدين (الذي كان أسوأ الحاكمين المفترض أن يكون لأمثاله عبرة عندما فهم متأخراً ( أنا فهمتكم ) ) من فهرب ( بن علي هرب )...... اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية).. و لم يرحب به أحد من الجيران حتى مبارك ؛ إن مثل مبارك في شعبه كمثل زين العابدين إذ قال له شعبه أصلح فأبى أن يكون من المصلحين ألا بعداً لمبارك وبعداً لزين العابدين . فمبارك لم يفهم معنى (ارحل )بالعربي كما فهمها بن علي بالفرنسي ،فقال العقلاء من شعبه ( بالعربي ما بفهمشي فهِّموه بالعبري ار حل يعني امشي ) فما كان منه إلا أن وصفهم بقوله ( شوية عيال )و لكن بعد حين وجد نفسه في قبضة رجال ثمّ انتظر العالم تُرُّهات أمير المؤمنين وعميد الحكام العرب و ملك ملوك افريقيا . فجاء بما هو متوقع منه ، ووصف أبناء عمر المختار(بالجرذان)و تمادى في غبائه سائلاً : من أنتم ؟ و غاب عنه الوعي حتى أفاق على الاجابة الصاعقة ( نحن التُّوَّااااااااار) و ما وفّروا أميراً ولا عميداً ولا ملكاَ .. وبينما كان القذافي يحتضر برز علي عبد الله صالح ليصف شعبه ( بالمندسين والإرهابيين ) وبدلاً من أن ينتسب إليهم نسبهم للقاعدة و نسي أن أيادي المنسوب إليهم التي طالت البرجين لن يعصمه منها حصنه الحصين فخضع لعمليات التجميل وليته علم الخبر اليقين و قبل أن تكمل ثورات الربيع العربي العزف على الوتر الخامس أبى بشار إلا أن تكون له وصفته الخاصة فنعت شعبه ( بالمرتزقة والإرهابيين ) و بدأ الرقص على أشلاء ستة عشر ألف شهيد إلى اليوم والثورة مستمرة ... و لما كان السودان حبة من حبات ذلكم العقد فلابد أن تتطابق مفردات قاموس قائده وتتفق قريحته مع السابقين ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) لقد تنافسوا في عدد السنين و الاستبداد ويتنافسون كذلك في التوصيف و ليس غريباً أن يكون آخر المحدثين الذي يصف شعباً هو معلِّم الشعوب فن الثورات ( أكتوبر الممهور بالدّم صباح الخير أهلاً صباح النور ) و ( جدّدناك يا أكتوبر في أبريل بعزم أكيد وعهد جديد تلاحم جيش وشعب أصيل ) عجباً لقائدٍ يصف شعبه بقوله ( شوية شُذّاذ آفاق و ناس محرّشين ) ربما كان القائد يعلم أن شُذّاذ الآفاق هم الغرباء الذين لا وطن لهم لظنِّه أنه احتوى السودانيين جميعاً وسلبهم وطنيّتهم ولم تعد مصلحة الوطن تعنيهم من قريب أو بعيد . ولكن الذي لا يعلمه هو أن شُذّاذ الآفاق هؤلاء انطلقوا من قلب السودان النابض من جامعة الخرطوم و قد علت صيحاتهم [ ثوري ثوري لن يحكمنا لصوص كافوري ] ثم ردّدوا أيقونة الثورة [ الشعب يريد إسقاط النظام ] نغمة جميلة فلينم الجميع الليلة ليستيقظ صباح جمعة [ لحس الكوع ]و شذّاذ الآفاق يردِّدون ... ما رقص السودان من عدلٍ حكمت به **و لكنه ثار من ظلمكم غضب