فى ذكرى30 يونيو المشئوم هل عرف الإنقاذيين .. أخيرا الحياء جمال عمر مصطفى [email protected] في يوم أغم قال أحدهم وغناها آخر ( هبت ثورة الإنقاذ لما الجيش للشعب أنحاز ) وقبلها كان بيان إنقاذي أول يحدث المواطنين الشرفاء عن ارتفاع الأسعار والتضخم وخراب المؤسسات العامة وانشغال المسئولين بجمع المال الحرام والفساد كسبب لثورة الإنقاذ والتغير : (( لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية فازدادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم أما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها مما جعل كثيراً من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد أدى هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج وبعد إن كنا نطمح إن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وأنشغل المسئولون بجمع المال الحرام حني عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام )) لوقف هذا جاءت الإنقاذ كما يقولون !!!! وتوالت كذبات العهد والفجر الكاذب من متأسلمين وحكام غلفه وجوقة المنتفعين والانتهازيين ودارت ساقية سياسات الإنقاذيين على رحى 23 عاما من الزمان في وطن واحد كان أسمه السودان وخطر فات إعادة صياغة الإنسان السوداني ومحاولات التدجين عبر وزارات ومسئولين ووزارة للتخطيط الاجتماعي وخطط مرة خمسيه وعشرية وشطط الحلم في الديمومة وحديث عن خطط مئوية ووعود بدولة عظمى صدقها بعض البسطاء ليجنى الوطن من كل ذلك التشرذم والتآقزم والحروب وحصاد الهشيم الماثل الآن أمام كل ذو بصيرة وحتما يتمنى اليوم صادقا وآسفا على هذا اليوم المشئوم في تاريخ الوطن المأزوم يردد حاسرا ( لمثل هذا اليوم كنتم لنا منقذين ) . كان الكذب والعزف على أحلام البسطاء بدولة الرفاهية وتحقيق عدالة السماء وربط قيمها بالأرض وطمأنة الناس بان أمور دنياهم في أيدي الأقوياء الأمنيين على دولتهم ومقدراتها وتوزيع صكوك التخوين والعمالة والكفر لكل من يشكك في مسيرة الإنقاذ وسفيتها القاصدة كما يقولون وتتوالى سياسات احتكار الحياة في كافة أنشطتها وتدوس عجلة التمكين كل قيم ومورثات الحياة السياسية والاجتماعية ليفرغ جوف الوطن من أبناءه المخلصين في كافة مضارب وأنشطة الحياة ويبقى حق العمل وكثير من حقوق الحياة مرتبطة بالولاء وصكوك الطاعة والتزكية بالتقوى من بعض من ظنوا أنهم هم وحدهم الأتقياء الأطهار وخلفاء لله في الأرض والأوصياء على هذا الشعب وتحديد خياراته وتطلعاته وفق ما يفتهمون ويظنون !!! وهناك آلة إعلامية وبعض من إعلاميين وهيئات للعلماء وثلة مثقفين أيضا يبررون ويلونون الباطل ويجملون القبيح طوال هذه السنين !!! لقد أفرغت الإنقاذ ومفكريها وسدنتها كل ما في جعبتهم من حيل وتلونت سياسة وسلوك في مسيرتها بصورة حيرت علماء الفيزياء قبل السياسة لم تمنعها مبادئ أو قيم أو ثوابت أو أخلاق عن محظور كله ثمنا للبقاء للحاكمين لم ترمش للقائمين عليها عين وهم يرون الوطن الواحد ينبتر وتضيع ثلث مساحته ، لم يحدثهم ضمير عن تهتك النسيج الإجتماعى للوطن وارتداده ارتدادا بشعا عن مسيرة تطوره نحو امة واحدة دون قبلية أو جهوية أو تأفف اثني كاذب بل وظفت كل تناقضات التنوع الثقافي والإجتماعى والقبلي عشما في ولاء أجوف وتبعية تطيل ليلها الظالم دون وعى بكوارث النتائج التي جناها الوطن من ذلك . وفى هذا العام مر 30 من يونيو دون ضجيج حكومي .. ومهرجانات الإنجاز الكاذبة التي كانت تسوقها الآلة الإعلامية الإنقاذية في هكذا أيام ، ولا أدرى هل أخيرا تملك الحياء الإنقاذيين أم أن صوت الواقع أصبح هو الطاغي وهتافات الثوار تضج على امتداد مساحات وبوادي الوطن الصابر ( لن تحكمنا حكومة الجوع ) رسالة من جوف البطون الجائعة والصدور التي تغلي من سياسات الظلم والطغيان والمتطلعة للحياة الكريمة وعشق الحرية ، فهل عرف أخيرا الإنقاذيين الحياء وقرروا عدم استفزاز هذا الشعب وحتى تذكيره بهذا اليوم المشئوم أم إن فضيلة الاعتراف بالخطأ في حق هذا الشعب والنتائج الكارثية القاتلة التي سببتها إنقاذهم للوطن جعلتهم يلزمون الصمت وينتظرون حكم الشعب فيهم آملا في الرأفة والاسترحام .