ليالى الوطن... ومحاولات فرض الرقيص على ركام الفاجعة جمال عمر مصطفى [email protected] إن هذا الحب سيبقى فى كل زمان و فى كل مكان ولكنه يشتد كثافة كلما أقترب الموت !!! غابريال ماركيز فى روايته الحب فى زمن الكوليرا وأظنه قصد دلالة حب الأوطان فى زمن الفواجع . إخبار ثورة الجياع ... وحفظ ما تبقى من كرامة ... تعم القرى والحضر وركام الهشيم الذي خلفه الإنقاذيين في هذا الوطن الذى فاق حد الخيال .. والوصف ... وتعجز اللغة الإحاطة به وصفا دقيقا أو اختصارا ويحاصر بغباره الكثيف وعتمه رؤاه كل تطلعات أبناء الوطن في حلم بحياة أفضل .. وحين خرجت قطاعات الشباب والطلاب والمواطنين تهتف ملء الحناجر المغصوصة بالمرارات والأسى وضياع الوطن قيمة ومقدرات اقتصادية واجتماعية ونسيج تهتف لن تحكمنا حكومة الجوع ... الشعب يريد اسقاط النظام وتتوالى الاحتجاجات وتتسع بعد أن استحكمت الضائقة الاقتصادية وضاق الناس من حكام الوعود الزائفة ونبوءات ( بلة الغائب ) كانت أيضا هناك وزراه أسمها الثقافة والإعلام ومن خلفها بعض من يسمون أنفسهم الاستراتجيين في التفكير والخطط لإشغال الشعب في نفسه وإغراق الشباب في بعض من لحظات الغياب عن هموم الوطن العاجلة والصادقة والجديرة بالتفكير والمتابعة ، ظنت هذه الوزارة ومن خلفها .. أن شيئا كهذا .. نجح فى تفتيت وإشغال بعض الشباب عن انتفاضتهم ضد هذا النظام فى يناير 2011 في ما يسمى بليالي أمدرمان وحفلات الترقيص المجاني بحشد لفيف من الفنانين .. وبعض من المتشاعرين وحاكمات الحروب ومرتزقة المآسي وهاهي تعيد هذه الوزارة ذات الفكرة .. وذات النهج في ما يسمى بليالي السودان الآن ، ليس إيمانا بالفن ورسالته إنما ضرب من ضروب صرف الناس عن هول الكارثة .. وفداحة الواقع الجاثم وماثل فى تفاصيل حياة المعدمين من غالبية قطاعات الشعب الصابر !! عن أي ليالي للسودان .. تغنون أيها المغيبون.. وليل الجوع والفاقة يحصد بآلته الشريرة التى عمدتها الأيادي الغارقة في الفساد واستحلال المال العام تقطع أنياط البطون الخاوية والخالية ... في بلد يعز فيها الدواء للمريض ... نهارا .. فكيف حال مرضى الليالي الطوال .. من مرضى الكلى .. والسرطانات والعمى الليلي .. ومن فى هذا الوطن الآن فيه فسحة ومزاج لسماع إبداعات فى وطن بفضل سياساتكم وساستكم أصبح لا ينبت إلا شوك الأسى... وليالي الحزن السديمة .. الغارقة في الوجع والآنيين ... إن كنتم تشعرون ... !!!! جف الضرع سادتي.. ويبس الزرع ... ودونكم جزيرة الخير ومشاريع الوطن المروية .. التي أيضا وزارة ثقافتها تبنت ليالي قالت للشعر والإبداع ... ولو نظر القائمين على الأمر من باب شباك وزارتهم ... لعرفوا ان القحط واليباس الذي توشحته أرض الجزيرة لن يجعل من نفس سوية لشاعر ... او فنان صادق يعكس مرآة الواقع او تكون فيه ذرة شهوة للتغني .. او التشعر في زمن البلهارسيا والعمى الليلي والفاقة والعدم !!!! الحال المائل .. لن يسنده كتف ألغنا الميل ولو ظن الواهمون .. ولن تستر عوراته .. آهات الغائبين عن هموم الوطن .. الملحة والحقيقة في ضرورة ذهاب هذه الطغمة الحاكمة وحفظ ما تبقى من وطن ... ووقف عجلة الدمار الشامل الذي وزعته هذه الأيادي الشريرة على امتداد مقدرات الوطن وخرطته وكفى كفى .. المآلات والنتائج ... لا ينكرها إلا من به سقم من أزمة اقتصادية طاحنة .. وانسداد لكل أفق التفكير إمام الحاكمين حد اليأس الذي يستبين من الربكة والرجفة التي تلازمهم الآن قرارات وسلوك ولم يبقى أمامهم إلا الاعتراف بكل وضوح بالفشل الذريع وبالأخطاء الكارثية في حق هذه الأمة وتحمل تبعات سنين حكمهم والاعتراف ببنوة هذه المشوه المعلق فى رقبتهم . الحب في الوطن وللوطن غناء وفكرة.. سيبقى دون أن تؤطره أو توظفه آلة إعلامية ليمتد به ليل الظلم السد يم ولأن يكون خصما على تطلعات الأمة في سعيها نحو العدالة والكرامة .. لحياة كنفها مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وتطلعاته المشروعة فى حياة تليق بإنسانيته بل سيكون سندا وملاذا للثوار في سكة نضالهم المشروعة نحو وطن الحلم والأمل .. ولهم أرث مشروع في كل ثورات الوطن ضد ليالي الظلم والطغيان بل على امتداد تاريخ الأمة ضد المستعمر والدخيل ولو شاء القائمين على ثقافة الوطن فى هذا الزمن الأغبر غير ذلك ، ولن تجدى محاولات تجيير حب الوطن لفئة همهما أن تبقى حاكمة ... على تلة رماد الوطن المحترق .. دون ضمير أو حتى أحساس بهول الفاجعة .. وحصاد الهشيم الذي يتقلب فيه أبناء الوطن الآن لثورة قيل يوما جاءت لربط قيم السماء بالأرض .. ,إعادة صياغة الإنسان السوداني بل سميت ( ثورة الإنقاذ الوطني ) !!!! ليبقى السؤال قائما إمامهم إلى يوم الدين هل مازلوا مصرين على هذا المسمى بعد هذه 24 عاما من الضجيج وجعجعة طواحين الإنقاذ خطط وإستراتجيات وعناقر كاذبة تضخمت لذاتها وأكسبت الشعب الفقر والعوز على مدار رحى هذه السنين الضعاف المشؤومة !!!! وفى كل يبقى فجر الوطن الصادق أسير لتماسك المفجعون فيه..وانفعالهم بقضاياه الملحة .. حتى حين ... فما عادت الخيارات بين بين بل بالوضوح كله أن يذهب هؤلاء الحاكمين اليوم قبل غدا حتى يستشرف الوطن ضحى مبين .. من بين ليالي الإنقاذيين المدلهمة بالخطايا الوطنية والخطوب ,. جمال عمر مصطفى