[email protected] عشية المظاهرات العارمة التى انطلقت بمدن وقرى وارياف السودان المختلفة مطالبة باسقاط النظام وتغييره ومندده بسياساته التى اوصلت البلاد الى الدرك الاسفل من التردى الاقتصادى والسياسي والاجتماعى لم يحاول النظام التراجع عن سياساته بل عمد الى تحدى الشعب بمزيد من الاعتقالات والمحاكمات فى صورة تعبر عن صلف وعنجهية النظام , حيث اعتقلت رئيس هيئة محامى دارفور الاستاذ محمد عبد الله الدومة وثلاثة من اعضاء الهيئة وهم الأساتذة رحاب الفاضل شريف- رشيدة الأنصاري وجبريل حامد حسابو وذلك لدى مشاركتهم فى حملة المناصرة التى نظمها نشطاء حقوق الانسان بمناسبة اطلاق سراح الناشط فى مجال حقوق الانسان الدكتور بشرى قمر , وكذلك اعتقال عضو هيئة محامى دارفور والناشط فى مجال حقوق الانسان الاستاذ طارق ابراهيم الشيخ , بالاضافة الى مئات من الناشطين والطلاب والمواطنين الذين شاركوا فى المظاهرات . هذه الاعتقالات الهمجية توضح ان النظام ليس لديه حل يقدمه لحل الازمة الماثلة بل يستخدم اسلوب القمع ومصادرة الحريات لارهاب المتظاهرين المطالبين باسقاط وتغيير النظام , لكن بالرغم من الاعتقالات واساليب القهر والتشفى والقمع فان الشعب مصمم على المضى قدماً نحو طريق الحرية والكرامة والانعتاق من الشمولية وطرح البديل الديمقراطي الذى يستطيع ان يتعامل مع كل الازمات التى سببها نظام المؤتمر الوطني . ان الوضع الذى يمر به السودان يحتاج الى نظام جديد لديه رؤي وافكار جديدة تتناسب مع متغيرات وتحديات العصر فاذا كان عالم اليوم يذهب نحو التكامل الاقتصادى والوحدة نحو تحقيق اهداف شعوبها وتطلعاتهم نحو التنمية المستدامة وخلق فرص العمل وتحقيق الرفاهية والقضاء على كل الامراض التى تؤدى الى تدمير المجتمعات فان حزب المؤتمر الوطني الذى قسم البلاد واشعل الحروب فى كل الجبهات بتبنى سياسات حربية وعنصرية ادت الى المزيد من التشرذم والتمزق وإفقار البلاد فالوقت قد حان لتغييره , والثورة التى انتظمت البلاد تؤكد ان الشعب قد ادرك ان الاحوال لن تعود الى طبيعتها ولن تتححق الوحدة الوطنية والتمنية واستعادة الديمقراطية والحريات العامة ووقف نزيف الدماء الا بزواله .