[email protected] تستخدم أعلام الدول لعدة أغراض تتجاوز كونها مجرد رايات ترفرف في الهواء .. فالشعوب تهتم بتصميم أعلامها لان الأعلام هي وسيلة الدول لإعطاء تصور عن نفسها لبقية العالم .. ويمكن للعلم أن يعكس تصورا عن ماضي البلد وتاريخه، مثل علم استقلال السودان .. علم استقلالنا الأول والمكون من الألوان الأزرق والأصفر والأخضر جاء معبرا عن استقلال السودان الذي لم يبذل فيه الشعب السوداني من الدماء ليناله مثلما فعلت شعوب أخرى في سبيل نيل استقلالها .. لذلك جاء ذلك العلم خاليا من اللون الأحمر، لون الحرية الممهورة بدماء الشهداء .. ولكن، بعد الاستعمار الأجنبي، بذل الشعب السوداني من الدماء في مقاومة ظلم الحكومات الوطنية ما يجعله حقيق باستقلال جديد له علمه الذي يعبر عن تضحياته .. لذلك تمت إضافة اللون الأحمر في شكل رأس سهم، إشارة إلى إنطلاق الحرية في السودان الجديد .. ووفاء لسودان ما بعد الاستقلال الأول تم الابقاء على اللألوان الأزرق والأصفر والأخضر حسب دلالاتها، تعبيرا عن أن السودان الجديد ما هو إلا امتداد لسودان ما بعد الاستقلال .. يمكن للأعلام أن توحد البلاد، وهناك العديد من الشواهد التاريخية على ذلك .. فالشعوب التي ترفع أعلامها عالية ترفرف في فضاءاتها في أوقات الشدة، إنما هي الشعوب التي تسير قدما .. والأفراد الذين لا تجمعهم سابق معرفة، يمكنهم تبادل الشعور بالوحدة والانتماء لبعضهم البعض لمجرد إدراك أنهم جزء من وطن مشترك برفعهم العلم نفسه .. ففي بلد كبير مثل السودان، وجود علم موحد من شأنه أن يعزز وحدة البلاد .. مثل هذا العلم المقترح يعبر عن وفاء أفراد الشعب السوداني للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إستقلالهم الثاني، وبالتالي يشعرون بأنهم جزء من مجموعة واحدة. العلم ليس مجرد رمز، وإنما هو وسيلة للدولة لوصف نفسها لبقية العالم .. ومن ثم يصير العلم هوية مجسدة تعبر عن الوطن، كما هوحال أعلام البلاد التي نراها على شارات ذات دبابيس تثبتها على الثياب، ونراها على الملصقات أومطبوعة على القبعات وعلى غيرها من الأشياء التي يتخذها الناس للتعبير عن فخرهم بوطنهم ..