مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected] انه من غير المنصف ان نقول ان فشل الانظمة المتعاقبة على السودان في ادارة شئون البلد والخروج به من هذا النفق المظلم والذي ظل ملازما لبلدنا منذ اكثر من نصف قرن هو شراكة مطلقة بين الحكومات المتعاقبة والصحافة السودانية دون ان نتتبع دور صحافتنا السياسية التي من المتفرض ان تعكس راي الشارع السوداني ووجهة نظره في كيفية ادارة شئون بلده وكذا صحافتنا الاجتماعيةو الاقتصادية التي تعكس ايضا حالة الحياة اليومية للمواطن السوداني البسيط وايصال مايدور في الشارع للمسئولين وكذلك صحافتنا الرياضية والتي لا يختلف اي شخص معي في ادمانها للفشل والدليل على ذلك مستوى الرياضة في بلدنا في كل ضروبها ولك ان تتخيل عدد الصحف الرياضية والتي تكاد تصل الي عدد اندية الممتاز في بلدنا. فهل ادت صحافتنا دورها كاملا بتخصصاتها المختلفة ان كانت لدينا صحافة متخصصة حقيقية؟وهل استجاب اي مسئول يوما واحدا لاي طرح صحفي يتعلق بحياة الشعب اليومية؟ نشأت الصحافة السودانية على حسب معلوماتي البسيطة على ايدي اجانب وليس سودانين وكان هدف المستعمر ان يستخدم الصحافة كوسيلة لاحكام سيطرته على الشعب وبتزايد عدد المتعلمين اصبح للصحافة ارتباط بالقضايا الوطنية ومناصرة حق الشعب في الحرية حتى كان له مااراد بخروج المستعمر. وبعد الاستقلال كان للحكومات العسكرية نصيب الاسد في ادارة شئون البلد وانحصر دور الصحافة في تجميل وجه الانظمة العسكرية ليس الا ولم يكن لها اي دور ايجابي لعكس اوجه القصور في البلد وما اكثرها الي يومنا هذا ولم نسمع طوال تلك الحقب العسكرية عن صحفي مصادم قدم طرحا صحفيا في قضية تتعلق بهموم المواطن وتابع قضيته الي ان وصل فيها الي نتيجة معلنة للجميع. وفي اعتقادي الشخصي ان صحافة اليوم اسوأ مما كانت عليه بالامس فعندما تقرأ لمعظم كتابنا تحس ان هذا الشخص انما يكتب لنفسه او يكتب ليقولوا ان فلان صحفيا فالموضوع عندنا اصبح وجاهة اجتماعية ليس الا وعندي الكثير من الامثلة لكتاب يكتبون لنا عن اسفارهم وعن اشياء حدثت لهم في بلاد العم سام فمالنا نحن وماحدث لك هناك ومالنا نحن من ان فلان صاحبك او صديقك وماذا يستفيد الشعب السوداني مما تكتبون؟ كما ان بعضهم يكتب لنا عن خدم المنازل ومالنا نحن وخدم المنازل هذه قضية تخص 1% من الشعب السوداني واحدهم يكتب لنا عن صفوف البنزين وانعدام البصل والسكر في جوبا ولم يكتب لنا عن حالة الغلاء في بلدنا وارتفاع اسعار السكر واللحوم مالنا وجوبا وقد اصبحت عاصمة لبلد مستقل ونوابنا يعترضون على حفلة الفنانة شيرين وكأن مشاكل السودان تنتهي اذا لم تحضر شيرين كما يناقش مجلس الشعب المصري قضية بعيدة كل البعد عن حالة الشعب والبلد اليوم في مصر مالهم اصحاب هذا التوجه يناقشون القشور ويتركون لب القضايا الحقيقية والصحافة نائمة الي درجة تجعلك تتهمها بالتواطأ مع النظام .في دول الخليج مثلا تجد ان عدد الصحف لا يساوي اصابع اليد الواحدة وفي مقدور هذه الدول بل حتى في مقدور اي مواطن عادي ان ينشأ صحيفة اذا الامر يتعلق بالناحية المادية ومع محدودية عدد الصحف الا انه وبكل امانة لها رسالة واضحة ولها تأثير قوي فيما تكتب حتى في الامور البسيطة .فمثلا طبيعي جدا ان تجد تعليقا من صحفي مرفق بصورة لاي خلل في اي جهة( وجود حفرة في طريق جانبي في حي شعبي في اي منطقة) تجد في العدد التالي مباشرة وعلى نفس الصفحة تعقيب من بلدية كذا نشكركم على حرصكم على سلامة وخدمة المواطنين ونفيدكم انه تم اجراء اللازم وتكون ممهورة بامانة الاعلام والعلاقات الخارجية بامانة بلدية كذا) واذا لم تستجب الجهة المسئولة يتم تكرار التنبيه حتى تتم الاستجابة فهل يحدث هذا عندنا؟ وهل سمعتم يوما باي صحفي كتب في وجود اكياس قمامة واوساخ في ميدان جاكسون وعقبت محلية الخرطوم على ماكتب وتم اجراء اللازم او ان هذا الصحفي كرر ما كتب حتى تمت الاستجابة له؟ اذا الصحافة عندنا شريك اصيل في ازمات البلد لا تطرح القضايا المهمة المتعلقة بمعيشة المواطن وحتى ان حدث لا تجد المتابعة وينتهي الموضوع بصدور عدد جديد من الصحفية كما ان المسئولين لدينا على كثرة عدد مساعديهم في مكاتبهم ووجود امانة اعلام حتى في البقالات لم نسمع يوما واحدا عن مسئول عقب ولو عن طريق سكرتير مكتبه على اي قضية طرحت في الصحافة كما ان الصحفية لم تتابع الموضوع وترفعه الي اي جهة عليا فالمهم في الموضوع ان فلان يحمل حقيبتة وبطاقته ومتوجه لحضور مؤتمر صحفي للمسئول الفلاني يجلس فيه متفرجا او يمدح ويعدد انجازات الوزير او يتوجه بأسئلة برتوكولية استهلكت وفقدت بريقها.عفوا لكل صحفي بلادي ولكنها الحقيقة ليس للصحافة في بلدنا اي دور ايجابي او حنى سلبي فالفشل هو صنو لكليكما الحكومات المتعاقبة والصحافة السودانية والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان