[email protected] كل الظروف العالمية والإقليمية تبدو ملائمة لتغيير الأوضاع الداخلية فى البلاد عبر الإنتفاضة ، فالحصار التى تواجهه حكومة الخرطوم على الرغم من إستخفافها وسخريتها من المطالبين بتغيير نظامها الشمولى وسياساتها الضارة بالشعب السودانى ، حكومة عاجزة عن تحديد المصالح الوطنية ، دائماً تلجأ إلى العنف لحل القضايا ، تستفز شعبها بعبارات مثل شذاذ آفاق ولحس الكوع ...... فالمأمول أن يحسن السودانيون قراءة دلالات الواقع الجديد وإعادة ترتيب أولوياتهم السياسية والإقتصادية لمعالجة هذه القضايا الشائكة خاصة على مستوى التفاعلات الإقليمية وأن يخرجو بدستور تكون مرجعيته العهود والمواثيق الدولية وحكومة تعبر عن تطلعاتهم ومواقفهم. فأى قيادة سياسية بديلة إذا لم تكن منحازة إنحيازاً كاملاً إلى جانب الشعب وتحظى بقاعدة عريضة من التأييد حيث تشرك جميع القوى الوطنية لإعادة الحياة الديمقراطية ومعالجة جميع أسباب الحروبات الوطنية التى أدت إلى تقسيم البلاد مع إعادة صياغة الجيش وضمان إستقلاليته ، إذ أن عملية البناء الوطنى لا تكتمل إلا إذا أحس الناس جميعهم على إختلاف أحزابهم ، إثنياتهم ، عقائدهم وطبقاتهم أنهم يمتلكون عملية البناء وأن يلتزموا بالعمل على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية. فالمعارضة السودانية المنضوية تحت قوى الإجماع الوطنى فى العاصمة السودانية الخرطوم بإتفاقها على حكومة إنتقالية تهدف إلى تغيير نظام الإنقاذ الذى أوصل البلاد إلى هذه المرحلة هنالك أسئلة محددة يجب أن تجيب عليها أولاً: الأسباب التى أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟ ما هى أسباب إنفصال الجنوب؟ ماهى أسباب حمل السلاح فى مناطق الهامش جبال النوبه ، دارفور والنيل الأزرق؟ لماذا يأخذ الفقر طابعاً إثنياً فى السودان؟ لماذا هذه المناطق هى التى تحمل السلاح؟ لماذا لم يحكم السودان شخص غير عربى منذ أكثر من خمسين عاماً؟ ماهو دور المرأة فى السلطة؟ رغم دورها الريادى فى المطالبة بالتغيير فالمعلوم أن جلوس هذه القوى وإتفاقها كان نتيجة لخروج المرأة إلى الشارع " مظاهرات طالبات جامعة الخرطوم ". كما أن هذه القوى وإمعاناً فى خلفياتها السياسية و منطلقاتها العقائدية هل هى قادرة على جمع السودان كله فى وطن واحد عربه وزنوجه مسلميه ومسيحيه؟ هل هى قادرة على تحقيق أهداف الإنتفاضة التى تطالب بالتغيير فى نظام الحياة السياسية والإجتماعية التى إنتهجتها الحكومة؟ أين قوى الهامش التى أصبحت رقماً دولياً لاتستطيع أن تتجاوزه حتى الأممالمتحدة متمثلة فى مجلس الأمن والإتحاد الأوربى الذى حرر بياناً يظهر فيه إعترافه ودعمه للجبهة الثورية والحفاوة التى قوبلوا بها من قبل الحكومة الفرنسية فضلاً عن الدعم التى ستحظى به من رفاقها فى الإقليم. ما تقوم به ما تسمى قوى الإجماع الوطنى هو ما قامت به كل الحكومات التى تعاقبت على السودان ، والذى لن يقود إلى تغيير حقيقى فى النظام السياسى والإجتماعى فإن أدى فربما تغييراً فى الوجوه مع إستمرار أزمة الهامش والمهمشيين