[email protected] غلب الوصف بالعنصرية لكل من يتطرق لحقيقة الصراع بين الهامش والمركز، فالموقف من التعدد والتنوع وقبول الآخر يعتبر فتنة وطابوراً خامساً!! تأتى هذه المبالغة فى الوصف من صميم منهجية القمع الأيديولوجى من مركز عروبى ليس لديه محددات للإختيار وتداول السلطة سوى العرق والدين، ومن المضحكات المبكيات أن ذات المركز نفسه يعتبر هامشاً لمركز أكبر منه متمثلاً فى الدول العربية التى بدورها لا تستند إلى شرعية ديمقراطية لحكم شعوبها حيث التيجة ثورات الربيع العربى. العنصرية فى وطننا هى كمرض الأيدز الذى يخشى من تشخيصه رغم أن تشخيصه يكثر من فرص السيطرة عليه، فالعنصرية أو القبلية أو الجهوية التى تربط بالمجتمعات المتخلفة الجاهلة لا تخلو منها حتى المجتمعات المتطورة المتحضرة ، لكن ما نحاول الإشارة إليه عند سؤالنا لماذا لم يحكم السودان شخص غير عربى منذ أكثر من خمسين عاماً؟!! رغم أن هنالك حكاماً لا ينتمون عرقياً للعروبة إلا أن الدور العروبى الذى لعبوه عبر السلطة السياسية فى التكريس للتعريب عبر سياسات مدروسة ومنهجية متعمدة شملت كل أنواع الإقصاء والتهميش ثقافى، إقتصادى وسياسى وتنفيذ هذه السياسات عبر عقود تعتبر من أخطر المهديدات التى ساعدت فى تخلف وعدم نمو الهامش ، فمنذ "إستقلال البلاد" 1956 عندما هيمنة مؤسسة الجلابه على الدولة السودانية، فالقوات المسلحة منذ تلك الفترة تخوض حروباً لصالح هذه المؤسسة ، ختى الإتفاقيات التى كانت يبرمها المركز لتسوية النزاعات بينها والأقاليم الأخرى " الهامش" كانت حلولاً تساعد فى تقويتهم وإستمرار بقائهم فى السيطرة ولذلك سيطرة العقليات الأمنية فى التعامل مع هذا الصراع دون النظر على أنها أزمة وطنية حقيقية وأسئلة كبرى مشروعة لم ولن تمثل الحلول الأمنية والعسكرية إجابات شافية لها. فعندما توظف السلطة الحاكمة فى البلاد نفسها فى شكل جريدة كل همها هو إنفصال جهة معينة علماً أن هذه الجهة تمثل إثنية متواجدة فى كل مناطق الهامش فى الوطن وبما أن وجودها يخلق تناقضاً لا تنسجم معه أطروحات السلطة فى الخرطوم فعملوا على إنفصالها عندما شُبه لهم أن المتبقين منهم سيمثيلون أقلية يمكن أضهادها ديمقراطياً إلا أن السحر إنقلب على الساحر ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله.