إليكم الطاهر ساتي [email protected] ح نسحب الإعلان و ح نقاطع الجريدة ..!! ** لم يكن يحب أن يقاطع حديثه أحد حتى ولو بالتصويب، وبهذا تميز عمي العزيز..وكنا نداعبه بالمقاطعة في جلسات الأنس، فيغضب و يسب ويلعن ثم يرفض إكمال الحديث (المقطوع).. جاء الي الخرطوم قبل عام ليتزود بوقود وإسبيرات موسمه الزراعي، ثم طلب (فسحة).. ذهبت به الى بعض الحدائق والمعالم و أخيراً الى ( ست شاي بشارع النيل).. طلب قهوته، وشرع يحدثني عن متاعب الزراعة وتكاليفها ..قبل أن يسترسل في سرد المتاعب، قاطعته ست الشاي ( يا حاج، قهوتك بي دواء ولا بدون دواء؟)، فرد سريعا : ( بي دواء يا حاجة)، ثم واصل في سرد المتاعب..ولكن قاطعته تلك مرة أخرى ( يا حاج، بالجنزبيل ولا بالهبهان؟)، فرد باستياء : ( بالجنزبيل يا حاجة، بالجنزبيل)..ثم واصل السرد، ولكن تلقى مقاطعة ثالثة ( بالجبنة وبالكباية؟)، فصمت قليلا واستغفر الله و رد بضيق : ( بالجبنة، بالكباية، بابريق، باى حاجة ياخ )..ثم واصل في سرد المتاعب، وفجأة قاطعته تلك : ( ياحاج سكرك كيف؟)، فنهض وصاح فيها بصوت ملأ فضاء الشارع معلناً المقاطعة : ( ياولية خلاص خليناها، علي الطلاق قهوة نكير دي لو بقت دواء ما اشربها)..!! ** زاويتكم هذه لم تزعج شركة النيل الأبيض بمثل تلك الأسئلة أيها الأفاضل، ولم تقاطع تصريحات سادتها بذات طريقة تلك المرأة..ومع ذلك، قاطعت الشركة الصحيفة وسحبت إعلانات الإفتتاح من إدارة الإعلانات بلسان حال قائل : ( ساتي هاجمنا و ما ح نعلن عندكم الافتتاح)..ولاتزال إدارة الإعلانات غارقة في بحر الدهشة والإستياء، و (كمان زعلانة مني) .. ده كلام شنو؟، حركة ما لذيذة أبداً..وهذا التصرف الصبياني يعكس (ضيق الأفق)، بحيث يسهل وصفهم ب (شذاذ آفاق)..أنا لست بشريك في الشركة التي جاءت بجهاز تشغيل بلا برنامج تشغيل، ولكنهم شركاء.. وكذلك لم أوزع رقاع دعوة الإفتتاح للحكومة وضيوف البلاد قبل تجريب المصنع، ولكنهم وزعوا..ثم إبني لا يملك أسهماً في شركة خاصة أدت بعض المهام بالمصنع، ولكن أنجالهم يملكون.. فلماذا كل هذا الغضب الأشتر الذي إرتقي لمدارج سحب اعلانات الافتتاح، بتبرير ( ساتي هاجمنا)..؟.. ما حدث قبل أشهر هو أن المصنع لم يكن جاهزاً للعمل، ومع ذلك أحرجت إدارته الدنيا والعالمين بخداع لم يكتمل .. نعم، لست صاحب المقترح الذي اقترح بجلب السكر من شركة كنانة وتعبئته في جوالات النيل الأبيض ثم تمريره على السيور أمام الرئيس وضيوف البلاد بمظان (ده سكرنا)، ولزوم التهليل والتكبير على أشلاء الزيف والخداع ..لم انصحهم بمقترح خداع الناس والبلد والحكومة يوم (الإفتتاح الماسورة)..فلماذا يغضبون ويقاطعون ويسحبون إعلاناتهم..؟ ** على كل حال، خير وبركة..وإن كانت هناك ثمة فائدة في هذا الغضب الأشتر فهي : ( إنهم يشعرون)..نعم، كان الظن انهم لايشعرون، ولكنهم يتألمون من النقد ويغضبون، وهذا دليل عافية وبشارة خير..الف مبروك للناس والبلد بداية الإنتاج، وهذا بمثابة (إعلان مجاني).. ولكن، بعد إفتتاح المصنع، يجب أن تفتتح الحكومة ملف لجنة التحقيق التي حققت في قضية ( الإفتتاح الفالصو)، وتفاصيل شركاته وشخوصه.. نعم، لقد تم تشكيل لجنة تحقيق برئاسة البروف ابراهيم أحمد عمر، فأين التقرير؟، ومتى يتم إفتتاح هذا التقرير الضاج بالموبقات ؟..فالمواطن يريد أن يعرف : كم هي التكلفة الحقيقية غير المعلنة؟، وكم هي التكلفة المعلنة؟، وكم الفرق؟ ومن المسؤول عن إرتفاع التكلفة؟..هذا شئ، والشئ الآخر: ما هي الشركات التي شاركت في انجاز المصنع؟، ومن هم أصحابها؟، وكيف نالت العطاء ، وما علاقة بعض ذوي قربى سادة الشركة ببعض الشركات؟.. الإجابات ليست مجهولة، بل شرعنا في التحقيق والتحري و النشر، ولكن السلطات ألزمتنا بقرار حظر النشر لحين إنتهاء التحقيق، فالتزمنا مكرهين..والآن انتهى التحقيق، ومن حق الصحف أن تنشر محتوى تقرير لجنة التحقيق للرأي العام؟.. وعليه، لتكتمل أفراح العامة بالإفتتاح، يجب إفتتاح ( تقرير التحقيق)، وهذا نداء للحكومة لرفع قرار حظر النشر، لننشر قبح أعمالهم .. أما النداء لساده شركة النيل الأبيض فهو تنويه من شاكلة : إن كان نقدنا - أوكشفنا لبعض الحقائق - أزعجكم وأغضبكم، فهذا يسعدنا جداً ويحفزنا لبذل المزيد من جهد ( النقد والكشف )..وأعلموا يا سادة الإبتزاز والترغيب والترهيب : ناهيكم عن قيمة إعلاناتكم، بل كل إنتاج مصنع لن يكفي ثمناً بحيث به تغض أبصارنا وبصائرنا طرفها عن الحقائق، إذ ضمائرنا لاتقتات - كما ضمائركم - من (زبالات الخداع ) ..!!