اندهشت رزان بت جواهر، عندما أخبرتها في زمن مضى، إن الفقراء في هوامش الخرطوم يشترون معجون الأسنان بنظام ( قدر ظروفك) وتعني – شختة – معجون في سطح فرشة أسنان بمبلغ 10 قروش – ما يعادل 100 جنيها بالقديم – ولا أدري كيف سيكون حالها لو علمت إن الناس في مدني عاصمة الجزيرة يشترون الآن الصلصة بنظام المعلقة، حيث يدفعون 50 قرشاً لقاء المعلقة الصغيرة (5 سي سي) بعد أن أصبح سعر علبة الصلصة 12 جنيها بالتمام والكمال. وآخرون في العاصمة والريف، أدمنوا سندوتش الطعمية بالشطة عندما كان سعره 50 قرشاً، ولما ازداد إلى (جنيه ونص) بسبب الغلاء حذفت الطعمية مما يسمى بالسندوتش، وصارت الحشوة شطة حمراء بشوية دكوة فقط لا غير. ومسحوقون تجدهم يتسابقون على (كوش الأوساخ) منذ الصباح الباكر للحصول على رغيفة ناشفة أو كسرة أو باقي قزازة عصير كيما يظلون أحياء يرزقون. وعندما كانت الأرزاق بيد الانقاذ فصلت الغالبية من العمل تحت شعار: ( من ليس معنا فهو ضدنا) وشكا زميلنا عبدالله علي الفكي من ألمٍ في ركبته(ربما من الجوع) بعد أن فصلته الانقاذ هو وزوجته، وقال له الدكتور: إنه يعاني من (القاوت) يعني النقرس فضحك أبو عبده ورد عليه: يمكن من المرقة. وتحزّمت زوجة (فلان) العامل بالسكة حديد بعد فصله وامتهنت حرفة بيع اللبن بالرطل (بدون حمار) حتى أنجلت الغُمة وأخريات بعن الكسرة والطعمية والكوارع من أجل إعالة أسرهن في زمن التمكين. عندما أفلست الحكومة قال سادن بائن بالأمس القريب: إن الأرزاق بيد الله وإن على الناس ألا تخشى الجوع، بينما يموت الملايين في أنحاء العالم(ومن ضمنها السودان) بسبب سوء التغذية و المجاعة وغيرها من أمراض الفقر. أحد التنابلة الميسورين قال في برنامج تلفزيوني: ( إن دخل الفرد السوداني يعادل 1800 دولار في السنة – يعني 12مليون وستمائة ألف جنيها قديم - بينما يقول المجلس الأعلى للأجور إن الحد الأدنى للأجر في السودان يعادل 250 جنيها في الشهر ما يساوي 35 دولار أو ما يعادل ستة وربع كيلو لحمة (ضاني). من قبل هؤلاء قال واحد من الساكنين في الأبراج العاجية : ليه الناس تشتكي من الرغيف ما يأكلوا كسرة؟ ونسى إن الكسرة أغلى من الرغيف بسبب سياسات النظام الزراعية. نقترح إنشاء وزارة باسم ( تجارة) الدين المعلّب، وإيراداتها من الفتاوي عند الطلب، إذا عرف السبب بطل العجب، يا صيف يا نار في الخرطوم أو حلب. الميدان