"مرارة" خال الرئيس و"كنافة" مجلس الأمن أسامة أحمد خالد [email protected] رجل من أهل الدامر قدم الدعوة لبعض أصدقائه لزيارته فقام بإكرام وفادتهم بذبح خروف حنيذ ولكنه في غمرة الانشغال بإكرام الضيوف نسي وأهل بيته تقديم المرارة للضيوف مع الوجبة الرئيسية وبعد أن فرغ الضيوف من تناول "الحلو" وقد كان طبقاً من الكنافة المشربة بالسكر (المدعوم) جاء المضيف مسرعاً وهو يصيح (يا ناس ما نسينا المرارة) وأصر عليهم أن يتناولوها بعد الحلو فداعبه ظريفهم قائلاً: يا دامري دع الجلافة ***أمرارة بعد الكنافة وكمكلي آخر لكن من عندنا – والكملكي عند البرامكة هو الشخص الذي لا يحسن أوتوكيت شراب الشاي وهو عكس الفنجري- أخطأ في حق عمه فلامه الناس وطلبوا منه الاعتذار إليه فألتفت إلى عمه قائلاً ( يا عمي والله أنا متلوم لكن لومي ما وقع واطا). كتب الطيب مصطفى عموداً يشبه أعمدته التحريضية المعروفة وختمه قائلاً: اسمحوا لي أن أتوقف عن الكتابة فأنا لا أحتمل أن تنفقع مرارتي في هذا الشهر الفضيل سيما وأن أخبار الغد ستحمل لكم ما يحمله عرمان من أخبار وشروط بعد أن عاد إلى حياتنا من جديد رغم أنه رسمياً يُعتبر خارجاً على القانون وتُعتبر حركتُه غير شرعية!! يبدو أن مجلس الأمن قد تلوم في غمرة انشغاله بإيجاد حل للمشكلة السودانية (ولكن حقاً لومه ما وقع واطا) فقد نسى (مرارة) خال الرئيس فقد كان لا بد له - من منطلقات إنسانية بحتة - مراعاة هذه المرارة أم سبعة وسبعين روح والتي كلما شُبه لأهل السودان إنها قد انفقعت إلى غير رجعة إذا بها تنتفض كالعنقاء من تحت رماد منبر السلام العادل حتى ظن أهل الفن منهم أن أغنية الرائع إبراهيم خوجلي (المفقوعة زي لون الرماد في طلوعها) قد نظمها شاعر المنبر إبراهيم الرشيد تغزلاً في مرارة الخال ورداً على شاعرة أهزوجة (يا خال الرئيس ما كان العشم*** يوم الانفصال ما كنت محترم) والتي يقال أن حسناء مجهولة من نواحي حوش بانقا كانت معجبة بالخال ألفتها بعد أن هالها منظر الكركشندي وهو يفقع مرارة توره في يوم الانفصال ولسان حاله يقول لمرارته (فديناك بذبح عظيم). ولعل من لطف الله على عباده أهل السودان الذين ما فتئوا يشكون إليه ضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على نظام الرئيس أن مرارة خاله قد خلقت مطاطية غير قابلة للانفقاع - ولله في خلقه شئون – فلعل في عدم انفقاعها رحمة بالخلق فلو قدر لها أن تنفقع لوسعت مرارتها السودان بحدوده القديمة التي أضاعها الرئيس وخاله ولقلبت ماء النيل الأزرق من عذب فرات إلى ملح أجاج بعد أن أصبح الأبيض المنبت بلا طعم ولا لون. الرئيس المحرض من قبل الخال والذي صعد المنبر في جمعة عودته من الصين وبعد أن حمد الله وأثنى عليه وقال إني أرى اتفاقية سودانية خالصة قد أينعت وحان قطافها وإني لمفسدها ثم أرغى وزبد ووصف الحلو وعقار بالخونة المارقين المنفذين لأجندة الغرب لعله ثاب إلى رشده وأقتنع بأن طعام الذين أوتوا الكتاب حل لهم وأنهم إن لم يأكلوا الطعام طوعاً سوف يضطروا إلى ابتلاع الطعم كرهاً فها هو ورفقائه قد جلسوا إلى (الحلو) بعد ازدراد الطعام فإذا بالخال جاء من أقصى الدار يسعى وهو يصيح ياقوم (ما تنسوا المرارة) فهل سيتظارف الرئيس – خادم مجلس الأمن المجبور على الظرافة – ويقول لخاله: يا خالي صه ودع الجلافة *** أمرارة بعد الكنافة ربما يقولها لكن مكره لا بطل. كنت سأطلب من العلماء والباحثين السيكولوجيين دراسة الحالة النفسية الفريدة للخال الرئاسي ولكنني عدلت عن ذلك وسأطلب من علماء التشريح اكتشاف سر مرارة الطيب مصطفي غير القابلة للانفقاع فلعلها هي بيت الداء الذي تنطلق منه كل السموم التي يبثها من خلال منبره وصحيفته.