[email protected] استيقظ أيها المارد ، انتفضوا يا طالبي الحرية والكرامة ، فالحرية غالية الثمن ، نظموا أنفسكم ، استعينوا بالله ثم بكل الوسائل المكننة لإزاحة هذا الكابوس ، الذي جثم علي القلوب وعلى الجماجم ثلاثاً وعشرين سنة ويريد المزيد ، ياسبحان الله ! يتكلم نافق على نافق عن الشريعة، وهو الذي ابتكر هذه الفرية قبل ثلاث وعشرين سنة ، هل كل هذه المدة كانت بروفة يانافق ؟كم تريد يانافق من السنين ؟ مسكين أنت ياشعبي ! مسكين أنت ياشعبي ! انظروا حولكم ممن انتزعوا حريتهم كم دفعوا ثمناً لهذه الحرية ؟ في تونس وفي مصر وفي اليمن وفي سوريا ، لابد من التضحيات ، إن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ، مسكين انت ياشعبي ! لن تأتي الحرية بالتمني ، انظرواإلى الشعب السوري البطل الذي يواجه الموت صبح مساء ، لماذا الخوف ؟ هل حياتنا أغلى من حياتهم ؟ والله كل هذه الشعوب التي انتفضت كانت أحولهم أفضل من أحوالنا ألاف المرات ، نحن لم تمر بنا حكومة منذ الإستقلال ، ستون سنة ياشعبي ضاعت ما بين عسكر لاأخلاق لهم ، وتجار دين ساموا الخلق سوء العذاب ،وطائفية عفا عليها الزمن . لابد من تغيير حقيقي ، لابد من ثورة على كل الظلم والطغيان ، لايغرنكم تشدق بعض العواجيز بالوقوف في المعارضة ، ومنهم كبيرهم الذي علمهم السحر ، وكل الذين يريدون أن يعيشوا أعمارهم مرتين أوثلاث على حساب وطن جريح مكلوم لم ير من أبنائه إلا الضيم. نحن أيها الشعب الثائر، مهمتنا وثورتناعادلة وعاجلة بإذن الله ، لأن الذي يحكمنا هو الشطيان وكل شيء يصلح أن يكون بديلاً للشيطان ،فلا تخيفكم هذه الجعجعة ، فوالله إن دولتهم أوهن من بيت العكبوت ،والشواهد القربية خير دليل على ذلك ، فأطفال خليل دخلوا أمدرمان في وضح النهار ، وأبو ريالة يُكرم! باقان يفصل أكثر من ثلث السودان ، وعلى الشيطان بطل السلام! وفضيحة هجليج ليس من العالم ببعيد! وكل يعلم أن السودان الآن مقسم إلى دويلات ، في جنوب كردفان ،وفي النيل الأزق ، ودارفور ، لايجرؤ أحد من عصابة الخرطوم أن يحوم حولها، حتى أن منظمات الإغاثة العالمية لاتخبرهم عند دخول تلك المناطق . ثم إن هذه العصابة ليس لها صليح في العالم، وجميع أفرادها مطلوبين كمجرمين ، فسوف ينهار نمر الكرتون مع إزدياد الضغط الداخلي . العصابة لا تسيطر إلا على الخرطوم وبعض أجزاء الوسط المغلوبين على أمرهم . كم أنت مظلوم يا وطني ! لا يغرنكم هروبهم إلى الصوفية ، فهذه سنة من كان قبلهم من العسكر ، وتلك لحظات الغرغره، فذاكرة التاريخ لاتنسى ، ولكنهم لايفقهون ، فالهروب إلى الصوفية هو آخر مشاهد المسرحية ، أطول مسرحية إجرامية في التاريخ . فصبراً صبراً أنت ياوطني .