ماهي الحكمة الإلاهية من طاغية يقتل شعبه؟؟ الفضل فضل الله [email protected] إن مايحدث في سوريا لهو محزن بكل المقايس ... كل يوم نسمع أن حصيلة القتلي مابين 88 الي 120 قتيلا .. ونسمع عن مذابح الأطفال ونشاهد الجثث ملقاة في الشوارع والطرقات والدماء متتبعثر هنا وهناك والعالم بكل وسائل الإعلام ينقل الصورة حية ... وأصبحنا نشاهد هذه الصور المخزية والشعب السوري ينزف دما من شبابه وأطفاله ونسائه وشيوخه ونحن لا نحرك ساكنين ... لأخفي عليكم أصبحت أكره مشاهدة الأخبار بسبب مأراه كل يوم .. لاخير في دول ولا أفراد ولا أمم حتي يوقفوا مايحدث للشعب السوري الشقيق .. وأصبح سلاح المؤمن في هذا الزمن هو الدعاء .. (اللهم إستجب دعائنا في رمضان وأرحم إخوتنا المستضعفين في سوريا ) .... حتي أنني أخذت أفكر تفكيرا عميقا في الحكمة التي يريد الله أن يوصلها إلي عباده ... من هذا الحدث العظيم الذي يدور حولنا ونحن غافلون ..... مامعني أن يقتل شخص مستبد وطاغية شعبه بكل هذه الوحشية .. وهو حتي هذه اللحظة أمن في سربه .... أعلم أن الله قادر أن يهلكه بين لحظة وثانيتها .... لكن ماهي الحكمة وماهو المراد من كل هذا؟؟ (فنحن مقصودون أيضا بمايدور حولنا) ... دار هذا السؤال بخاطري حاولت أن أجد له إجابة ... وضاعت أفكاري وخواطري ... لكنني في لحظة وبينما كنت أقراء القرآن الكريم مررت بأيات نحتاج أن نسقطها علي الواقع الذي نعيشه مع سوريا لعلنا نجد الحكمة .. قال تعالي في سورة آل عمران : (( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137 ) هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ( 138 ) ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 ) وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141 ) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (142 ) ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (143 ) )) . تعلمون أن هذه الأيات نزلت تسلية عما أصاب المسلمين يوم أحد من الهزيمة .. وفي تفسير هذه الأيات يظهر أن الله يخاطب المؤمنبن فعادة الحروب أنه يمكن للعدو أن ينتصر وهذا حدث في أمم كثيرة قبلكم لكن في نهاية الأمر النصر للمؤمنين والعاقبة لي الكافرين بالهزيمة (وهو مانشاهده من إنتصار لهذا الطاغية علي شعبه الأعزل من ظاهر الأحداث) ... إنظر الي هذا الإعجاز في الاية عندما يذكر تعالي أن في هذا بيان للإمور وإخبار للناس وهدى لقلوبكم و موعظة لكم ولمن بعدكم من المتقين!! ... ثم يخاطب المؤمنين لا تضعفوا بسبب ما جرى فالعاقبة والنصرة لكم أيها المؤمنون في نهاية الامر ... ويذكرتعالي إن كنتم قد أصابتكم جراح وقتل منكم طائفة ، فقد أصاب أعداءكم قريب من ذلك من قتل وجراح (وهذا مايدور من معارك بين الطرفين ) ... وتظهر الحكمة عندما يذكرالله في مثل هذا لنرى من يصبر على مجابهة الأعداء ويكون منكم من كسب الشهادة قي سبيل الله ...(والله لايحب الظالمين) وهنا تأكيد أن الله يكره الظلم وأهله ... لذل سوف ينصر المظلوم ولو بعد حين .... وبذالك يكفر للمؤمنين عن ذنوبهم إن كان لهم ذنوب ويرفع لهم درجاتهم بحسب ماأصيبوا به... ويكون هذا سبب هلاك ودمارالظامين والكافرين ببغيهم وظلمهم .... ثم يذكر تعالي للمؤمنين أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد ، فلا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مجابهة الأعداء... ها قد كنتم - أيها المؤمنون - قبل هذا اليوم تتمنون لقاء العدو وتتحرقون عليهم ، وتودون مناجزتهم ومصابرتهم ، فها قد حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه ، فدونكم فقاتلوا وصابروا. هذا التفسير المبسط لوأسقطناه علي مايحدث للمسلمين والمؤمنين من أهل سوريا فربط تعالي بين المكذبين والكافرين والظالمين وأظهر أن في هذا بيان للناس كافة ... سوف نجد أن الحكمة الإلاهية فيها خير كثير لأهل سوريا فإن الله يريد أن يصطفي منهم شهداء وأن الله يمتحنهم في هذا البلاء وندعوا لهم بالثبات وأن لهم الجنة ولكي يرينا أية من أياته في الظالمين في نهاية الأمر لكي نتعظ وتكون رسالة لنا أن لانسكت عن هذا الظلم في أي مكان وزمان وبذالك نكون قد أصبنا جانبا من الحكمة الله في خلقه. وحتي لايسكت شباب السودان ويقولون أن في هذه الثورات التي طالبت بالحق والعدل قد مات شباب وأشخاص هأنتم عرفتم مصيرهم فنحن محاسبون علي سكوتنا علي هذا الظلم في بلادنا. والله أعلم. د/الفضل فضل الله