[email protected] هل يدخل وطننا في هذه السنين سن اليأس الجماعي ؟ اليوم نقف جميعاً على بركان الوطن الذي يتفجر دماً وقيحاً . الوطن – السودان – اصبح لا يخجل أن يكشف كل عوراته وان يبدو أمامنا في وضع غير لائق . بين الإستقلال والزمن الحاضر تغيرت النفوس وتغيرت الإتجاهات وتغير الوطن ولم يتغير الحكام والسلاطين إلا في اسمائهم . هؤلاء الحكام يكتفون بتبادل التهم ويتجاوز الجراح بالكذب ونحن نكتفي بزيارة المقابر وتلقي العزاء في المأتم . كل البلد مأتم ، كل البلد منفى . السودان بلاد الذهب – اصفر وابيض واحمر واسود – لم يجد من هذا الذهب غير إسمه . هؤلاء الجنرالات من العسكر والمدنيين ( في الظاهر ) يهمهم إحصاء الخسائر وعدد القتلى في معاركهم ضد الوطن أما نحن فنحصي عدد الاحياء الذين ماتوا في المعركة من الجانبين لانه ليس هنالك ثمة عداوة بين الموتى . لقد اصبح العدد واحداً ... وهو الموت . لا يمكن لهؤلاء الجنرالات الإستمرار بخداعنا بحرب جديدة . هذا العقل الانقاذي حصر مهمته كلها في استثمار الألفاظ والالتفاف حول مداولاتها . في هذا الزمن السوداني الردئ يصعب الحديث عن الامل لان ذلك سيبدو كتجاهل للتاريخ المأزوم والحاضر المهزوم ، كاننا نرى المستقبل منفصلاً عما حدث في الماضي وما يحدث الآن . بالرغم عن كل شئ وحتى أن لم يكن هنالك ثمة أمل فالواجب – من التاريخ والحاضر – علينا ابتكار هذا الامل والسعي لانتشاره وهكذا يفعل كل الثوار من اجل اوطانهم ومن أجل ابنائهم ، بل ومن أجل ندخل الي العالم من جديد وبثوب جديد ينضح بالحياة ولا يخجل فيها الوطن من ابنائه . من اجمل الأشياء أن الأمل سهل المنال وهو متوفر لمن يطلبه في كل الاوقات وكل الاحوال ، يكفي لإجتذاب الامل كوب ماء بارد أو قهوة ساخنة او التجول في قنوات الإذاعة والتلفزيون والفيس بوك ايضاً الامل في عيون أطفالنا وساحاتنا الخضراء والصحراء والنيل والقمر . وامل ثوار السودان في تأمل ما تتناقله وكالات الأنباء عن حكام استبدوا على شعوبهم وعلى انفسهم زين العابدين بن على هارب من شعبة ومن جيشه " الان عرفت " معمر القذافي الجرذان تقتل زعيمها"خلاص اللي يموت يموت واللي يحيا يحيا " حسني مبارك ميت يمشي " الآن توقف عن المشي " علي صالح التفجير يجعل الرؤساء يفهمون بشار الاسد نمر مجروح ينتظر عمر البشير فأت الآوان ... مسألة وقت وغداً القاك وآ لهف فؤادي من غدٍ ... هكذا كان يردد شاعرنا الهادي ادم وتغرد كوكب الشرق ام كلثوم . اليأس لا يصمد امام الامل ، هكذا ما علمتنا له الحياة .