كامل إدريس يوجه بعودة الجامعات إلى الخرطوم    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. بلقطات رومانسية أمام أنظار المعازيم.. عريس سوداني يخطف الأضواء بتفاعله في الرقص أمام عروسه وساخرون: (نحنا السودانيين الحركات دي أصلو ما جاية فينا)    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على من نزلت الشريعه
نشر في الراكوبة يوم 14 - 08 - 2012


.. وتعليق على الأسلامى الذى أرتد عن الكيان
تاج السر حسين
[email protected]
مدخل لابد منه:
خلال كتابتى فى هذا الموضوع الذى وعدت به القارئ المحترم تحت عنوان (على من نزلت الشريعه)، وجدت موضوعا يتحدث عن (اسلاموى) سابق أقام فى لندن لعدد من السنوات أنشق وخرج أخيرا عن (تيار الأسلام السياسى) كما جاء فى الخبر، والف كتابا ينتقد فيه رفاق الأمس، وأن كنت احمد له صدقه، حيث كنت استغرب وأندهش لجماعات وأفراد تيارات (الأسلام السياسى) الذين يعيشون فى دول (الغرب) وتحت حماية انظمتهم (الكافره) آمنين مطمئنين من بطش الحكام (المسلمين) ومتمتعين بنعمة الديمقراطية والمساواة وحقوق الأنسان والعداله الأجتماعيه، وفى ذات الوقت يدافعون فى استماتة عن فكر أنظمه شموليه وديكتاتوريه وأستبدادىه .. يؤمنون بذلك الفكر (الظلامى) وهم يعلمون بأنه لا يساوى بين الرجل والمرأة بسبب النوع ولا يساوى بين المسلم والمسيحى بسبب الدين، ويتبنى (الشورى) كمنهج للحكم وهى ليست ديمقراطيه ولا ترقى الى مستواها، (فالشورى) تقوم على مبدأ (الوصايه) المطلقه التى تمنح (للحاكم) الذى يظن فيه الرشاد والصلاح والحكمه، يمارسها على شعبه القاصر، وغاية ما يقدمه لهم من مشاركه جماعيه فى السلطه هو أن يؤسس مجلسا من (اهل الحل والعقد) يشاورهم فى بعض الأمور، لكنه لا يلزم نفسه بمشورتهم تلك، اتباعا للآيه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
على كل يحمد لذلك (الأخوانى) صدقه (المنقوص) والمطلوب منه خطوة متقدمه أكثر من ذلك والا يكتفى بمحاكمة (الزعماء) وفسادهم وطغيانهم الناتج عن انفصام الشخصيه وعن عدم قدرتهم لتطبيق فكر يعلمون صعوبة تطبيقه فى العصر الحديث، حيث لا قيمة (للشخوص) والمهم هو (الفكر) الذى يتبعونه ، ولذلك فالواجب الأخلاقى يحتم عليه نقد ذلك الفكر والمنهج الذى كان يتبعه والذى لا يصلح لأنسانية هذا العصر، ولا يمكن أن يقدم نموذجا جيدا لنظام حكم يقوم على فصل (السلطات) التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه وعدم تركيزها فى يد رجل واحد ، ليس هو (نبى) أو رسول يأتيه الوحى ويصححه حينما يخطئ.
ومن ثم انتقل للموضوع الرئيس ولتقديبم نماذج لتصرفات وأفعال بعض (الصحابه) الذين نزلت فيهم (الشريعه)، والذين قال فيهم رب العزة ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) .. ولا أقصد فى هذا المقام المقارنه بينهم وبين أهل هذا الزمان – حتى لو جاز لى ذلك - أو أن نحكم ونحدد من الأفضل، على الرغم من أن الرسول (ص) قال بكل وضوح فى الحديث : ((وآ شوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم أصحابي .. ثم واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي .. ثم قال، للثالثة، واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا: من إخوانك، يا رسول الله؟؟ قال: قوم يجيئون في آخر الزمان، للعامل منهم أجر سبعين منكم!! قالوا: منّا، أم منهم؟ قال: بل منكم!! قالوا: لماذا؟ قال: لأنكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يجدون على الخير أعوانًا)) .. وفى حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة) – يغبطهم الأنبياء والشهداء، لا (الصحابه) بسبب قربهم ومكانتهم من الله – وتؤيد تلك الأحاديث الآيه التى تقول: ((وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)).
ولكن فقط نريد أن نبين (الفرق) بين اؤلئك القوم الذين ورثوا عادات وطبائع غليظه لا تعرف الرحمه من جاهليه مظلمه و(قبلية) متخلفه ومن بيئه صحروايه جافه أو جبليه صلبه، وظروف طبيعيه وثقافه تختلف عن بيئة وظروف وثقافة هذا العصر، وكان لذلك أفضل تشريع يحكمهم ويتناسب معهم هو تلك (الشريعة) بكلما فيها من (عنف) وتفرقة وتمييز والتى نرفضها ويرفضها كل عاقل (ذكى) مبرأ من العقد النفسيه والجراح الذاتيه، ومعلوم أن اعدل رجل فى تاريخ الأسلام – كما يقال - بعد نبيه وهو ثانى الخلفاء الراشدين (عمر بن الخطاب)، ضحك ذات يوم ثم بكى وهو فى المسجد، وحينما سأله الحاضرون عن السبب، قال لهم: " ضحكت حينما تذكرت بأنى قد كنت مسافرا ولما لم يكن معى ما أعبده صنعت الها من التمر (العجوه)، وحينما جعت اكلته، وبكيت لأن زوجتى ولدت لى بنتا، فأسود وجهى وحينما بلغ عمرها بين السنتين والأربع أخذتها للخلاء لوأدها حيه، وخلال دفنها كان الغبار يطير علي ويعلق على لحيتي وكانت تنفضه عن لحيتي وانا ادفنها ".
ثم نقرر بعد ذلك بأن (الشريعه) التى كانت ملبية لحاجات اؤلئك الناس فى ذلك الزمان، وتحرض على قتل الآخرين وعلى اعمال السيف فيهم، وعلى ارغامهم للدخول فى دين لا يرغبون فيه، والا يسلموا ويأمنوا على انفسهم الا بدفع الجزيه عن يد وهم (صاغرون)، هى (شريعة) غير صالحه لأهل هذا الزمان، ومن يدعو لتطبيقها فى هذا العصر الذى تقدم فى كثيرا فى مجال (حقوق الأنسان) وفى بسط الحريات، اما كان (صادقا) رغم (جهله) ونفذ الآيه التى نسخت آيات الدعوة (بألاسماح) والتى تقول : (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم) .. وصنف بذلك الفعل بأنه ارهابي ومتطرف، حتى من بنى جلدته (دعاة) تطبيق الشريعه أنفسهم، الذين يحكمون دولا بأسم الدين والشريعه، أو اصبح (منافقا) وكارها لنفسه ولمن حوله لأنه يشعر فى داخله بأنه يدعو لشئ بلسانه لكنه لا يفعله ولا يستطيع تطبيقه، وبذلك يحق عليه قول الآيه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
وهنا نقدم نماذج وقصص لأؤلئك القوم (الصحابه) الذين فرضت عليهم تلك (الشريعه) وكانت مناسبة لهم وملبية لحاجاتهم، بصوره أكثر مما يستحقون:
قصة المرأة (الصحابيه) الجميله التى كانت تصلى خلف النبى وتصرفات بعض (الصحابه) والرسول بينهم:
"كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ فِي آخِرِ النِّسَاءِ ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَتَقَدَّمُ إِلَى النِّصْفِ الأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَتَأَخَّرُ فِي الصَّفِ الآخَرِ، فَإِذَا رَكَعَ قَالَ هَكَذَا، وَنَظَرَ مِنْ إِبِطِهِ فَنَزَلَتْ فيهم الآيه: "وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ".
يعنى أن امرأة جميلة كانت تصلى خلف النبى (ص) فكان بعض الصحابه يسرعون قبل أن تأت تلك المرأة لكى يصلون أمامها لا خلفها، لكى لا تفتنهم أو لكى لا يشغلوا أنفسهم بها فتضيع عليهم صلاتهم، أما بعض آخر، فقد كان يتعمد التأخير لكى يصلى خلفها ويمتع نظره بجمالها!!!
حتى أمرت النساء بعد ذلك أن يصلين خلف الرجال والا يرفعن روؤسهن حتى يرفع الرجال لأنهم كانوا يرتدون (أزرا) لا تستر عوراتهم، وجاء فى الحديث فى هذا الموضوع :" عن سهل بن سعد لقد رأيت الرجال عاقدي أزهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال قائل : يا معشر النساء ، لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال".
حديث الأفك:
من هم الصحابه الذين روجوا لحديث (الأفك) ومن هو (االصحابى) الذى قاد السيده / عائشه، حينما تخلفت عن ركب الرسول بحثا عن عقدها الضائع فتقدمتها القافله:
الذين روجوا لحديث (الأفك) هم:-
الصحابى حسان بن ثابت ..(شاعر الرسول) .. والصحابيه حمنة بنت جحش أخت زوج (الرسول) زينب بنت جحش .. والصحابى مسطح (اقرب أقارب عائشة) .. وكان أبو بكر يرعاه .. و ينفق عليه.
أما (صفوان بن المعطل) الذى قاد هودج السيده عائشه:
فقد كان صاحب رسول الله، وكما قيل من صالحي أصحابه، وقد أثنى عليه الرسول في حادثة الإفك، فقد قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
"أما بعد: أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي" يعني صفوان بن المعطل.
أما من جانب آخر فقد عرف عن الصحابى (صفوان بن المعطل) بأنه لا يستطيع صبرا على (النساء) – اى فحولته زائده عن حدها – حتى أنه كان يمنع زوجته من الصلاة والصيام – بالطبع النفل والتطوع – وحتى فى الصلاة المكتوبه يمنعها الا تصلى بطوال السور، وربما هذا ما زاد من (خوض) البعض فى حديث الأفك وقد جاء فى (الحديث) عن (صفوان) ما يلى:
((جاءت امرأة إلى النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يارسول اللّه إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطِّرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت، فقال: يارسول اللّه، أمّا قولها يضربني إذا صليت فإِنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال: فقال: لو كانت سورةً واحدةً لكفت الناس. وأما قولها يفطرني؛ فإِنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذٍ: لاتصوم امرأةٌ إلا بإِذن زوجها، وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإِنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: فإِذا استيقظت فصلِّ)).
(الصحابى) صفوان بن المعطل يضرب (الصحابى) حسان بن ثابت (شاعر الرسول) بالسيف على رأسه حتى كاد يقتله:
اعترض صفوان بن المعطل حسان بن ثابت بالسيف حين بلغه ما كان يقول فيه وقد كان حسان قال شعرا يعرض بابن المعطل فيه وبمن أسلم من العرب من مضر. غضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان ضربة بالسيف، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلة فضربه ضربة كشط جلدة رأسه، فوثب ثابت بن قيس بن الشماس على صفوان بن المعطل ، فجمع يديه إلى عنقه بحبل ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة ، فقال: ما هذا؟
قال ثابت بن قيس : ما أعجبك ضرب حسان بالسيف والله ما أراه إلا قد قتله. قال له عبد الله بن رواحة : هل علم رسول الله بشيء مما صنعت ؟ قال ثابت بن قيس : لا والله قال عبد الله بن رواحة : لقد اجترأت ، أطلق الرجل. فأطلقه ثم أتوا رسول الله فذكروا ذلك له، فقال : "أين ابن المعطل؟" فقام إليه فقال : (ها أنا يا رسول الله) فقال : "ما دعاك إلى ما صنعت" فقال صفوان : (يا رسول الله، آذاني وكثر علي، ثم لم يرض حتى عرض في الهجاء، فاحتملني الغضب، وهذا أنا، فما كان علي من حق فخذني به) فقال رسول الله : "ادع لي حسان" فأتي به فقال :
" يا حسان أتشوهت على قوم أن هداهم الله للإسلام؟ أحسن فيما أصابك" فقال حسان : (هي لك يا رسول الله) فأعطاه رسول الله جاريته بضرب صفوان بن المعطل له وهذه الجارية اسمها سيرين بنت شمعون أخت مارية سرية النبي وهي أم عبد الرحمن بن حسان الشاعر، وكان عبد الرحمن يفخر بأنه ابن خالة إبراهيم ابن النبي .
وحديث الأفك كما روته السيدة (عائشه) بنفسها:-
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة رضي الله عنها:
فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا.
حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه.
قالت:
وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلهن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العُلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا.
ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي.
فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطَّل السلمي قد عَرَّسَ من وراء الجيش فأدلجَ فأصبحَ عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء
على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كِبْرَه عبد الله بن أبيّ بن سلول.
فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟
فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجتْ معي أم مسطح قِبَلَ المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا. وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.
فانطلقت أنا وأم مسطح _وهى بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قِبَلَ بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت:"تَعِس مِسْطح .
فقلت لها: بئس ما قلت. أتسبين رجلاً قد شهد بدراً؟!.
قالت: أيْ هنْتاه أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وماذا قال؟
قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي.
فلما رجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال:كيف تيكم؟ قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟
قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فجئت أبوي فقلت لأمي:
يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوّني عليك.
فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثّرنَ عليها.
قالت: قلت: سبحان الله!! وقد تحدث الناس بهذا؟!.
قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم.
ثم أصبحت أبكي.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله ،قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.
فقال يا رسول الله: هم أهلك ولا نعلم إلا خيراً.
وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير. وإن تسأل الجارية تصدقك.
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال:
أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟
قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله.
قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذرمن عبد الله بن أبي ابن سلول
قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي؟!! فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله. إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.
قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه.
فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
فثار الحيان الأوس والخزرج حتى همّوا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي.
فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي.
قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس.
قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني بشيء.
قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه.
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قَلَص دمعي حتى ما أحس منه قطرة
فقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال.
فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن:
إني والله لقد عرفتُ أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة واللهُ يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقونني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي.
قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكنْ والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقرَ في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل فيّ بأمر يُتلى. ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه.
قالت: فلما سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك.
فقالت لي أمي: قومي إليه.
فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي.
قالت: فأنزل الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ).
الذين كفروا على بن ابى طالب من الصحابه قال عنهم قائل:
(علي بن ابي طالب) عليه السلام وليد الكعبة المشرفة ،وابن عم النبى وزوج البتول بضعة النبي وابو الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة، لم ينل احد منزلة كالتي نالها في الاسلام. فهو الذي لم يسجد لصنم قط وهو اول الناس اسلاما كما ذكر ابن هشام في سيرته وهو من اهل الكساء الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو الذي بات في فراش النبي ليلة هجرته وهو الذي أنزله النبي منزلة هارون من موسى وهو الذي أمر النبي بالتمسك به من بعده اذ قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وهو الذي لولا سيفه لم تقم للاسلام قائمة وهو الذي قال النبي فيه علي مع الحق والحق مع علي كما ورد في العديد من كتب الحديث ، وهو الذي قال فيه النبي انا مدينة العلم وعلي بابها كما روى الحاكم في مستدركه. وهو الذي قال فيه الرسول يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق كما روى الامام احمد في مسنده. وهو الذي امر الله بمودته قائلا (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)،فكيف يصبح عليا كافرا في نظر من حاربه وقتله وهم (صحابه)؟
بل كيف يصبح قاتله وهو (صحابى) مؤمنا تقيا تغنى البعض بفعلته الشنعاء و نظموا الشعر مبتهجين بتلك الجريمة وهم 0صحابه)؟ فهاهو عمران بن حطان ينشد مادحا عبدالرحمن ابن ملجم قائلا:
ياضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوما فأحسبه اوفي البرية عند الله ميزانا
ثم يصبح هذا الشاعر الذي يبغضه الله ورسوله احد الرواة الثقاة لاحاديث النبي عند الامام البخاري!اوليس ذلك امر يحير العقول ؟يقتلون اهل البيت ويتغنون بقتلهم ثم يصبحون ثقاة يروون الاحاديث!
حاربوه مذ تولى امرتهم التي كان يستهين بها ويعتبرها لا تعدل خصف نعل الا ان يقيم حقا ويزهق باطلا،جاؤوا اليه متوسلين ليبايعوه وهو قابض يده فلما نهض بالامر مرقت طائفة ونكثت اخرى وقسط اخرون.حاربوه مع علمهم بانه خليفة شرعي له بيعة باعناقهم ،حاربوه مع علمهم بانه مع الحق والحق معه فكان كل من حاربه يقف في جبهة الباطل لان النبي قال علي مع الحق والحق مع علي كما روت ام المؤمنين أم سلمه.فهل معرفة الحق امر عسير ؟الا انهم اثروا ان يتبعوا فلانا او فلانة .
لقد نسوا حديث الرسول فيه يوم الخندق وهو القائل ساعطي الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كما اخرج مسلم في صحيحه. ونسوا حديث الرسول لا يحبك علي الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق.
الصراع السياسى بين الصحابى (على بن ابى طالب) رابع الخلفاء الراشدين والصحابى (معاوية بن ابى سفيان) أول امير بعد الخلفاء الراشدين، وقصة الخديعة التى رفعت فيها (المصاحف):
بعد أن انتهى (على) من حرب الحجازيين، كانت معركة صفين (عام 657 م) بينه وبين معاوية بن أبي سفيان . وكاد علي أن ينتصر لولا خدعة عمرو بن العاص الذي دعا إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، أي جعل القرآن حكماً بين الناس . وقد قبل (عليّ) التحكيم تحت ضغط جنده الأمر الذي أضعف مركزه .
أجتمع الحكمان بدومة الجندل، التي وقع عليها الاختيار لكونها وسطا بين العراق والشام . وقد مثّل الإمام عليًّاً، أبو موسى الأشعري الذي كان شيخاً طاعناً في السن ، أما معاوية فمثّله عمرو بن العاص الملقب بثعلب العرب .
وكان القرار معروفاً لمن عرف الحكمين ، فأبو موسى الأشعري أراد حقن دماء المسلمين ووقف القتال ، لذا رأى انه يجب عزل علي ومعاوية . ويرجع هذا القرار لعمرو بن العاص الذي اقنع أبا موسى الأشعري بذلك ، والذي لجأ إلى هذه الحيلة لإرضاء صاحبه معاوية .
أراد أبو موسى الأشعري تولية عبد الله بن عمر خليفة ، وأراد عمرو بن العاص تولية ابنه عبد الله . وكاد أبو موسى الأشعريّ يوافقه ولذا قررا خلع الاثنين دون الاتفاق على غيرهما .
تقدّم أبو موسى الأشعري وقال " نخلع عليا ومعاوية ونستقبل الأمة بهذا الأمر فيولّوا منهم من أحبّوا عليهم .. وإني قد خلعت علياً ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولّوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلاً ".
وتلاه عمرو فقال: " إن هذا قال ما سمعتم وخلع صاحبه ، وأنا اخلع صاحبه كما خلعه ، واثبِّت صاحبي معاوية فإنّه وليّ عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، والمطالب بدمه أحقّ الناس بمقامه ".
فغضب أبو موسى وصاح به : "ما لك لا وفّقك الله غدرتَ وفجرت؟ إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث".
فابتسم عمرو بن العاص وهو يقول: " إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا ".
وهنا .. انتهت المهزلة ، ورجع الخلاف إلى ما كان عليه في السابق. ووقع الإمام عليّ في كمين، لأنه وافق على التحكيم، الأمر الذي رفع من مكانة معاوية وجعله ندا مساوياً له، وهو خليفة المسلمين ورابع الخلفاء الراشدين .
كما أضعف موقفه أن يمثّله رجل طاعن في السن مثل أبي موسى الأشعري وأن يمثّل معاوية رجل هو داهية العرب وصاحب مشورة رفع المصاحف في صِفّين . ومن الطبيعي أن يبدع رجل كهذا مكراً آخر .
لذلك حينما التقى (على بن ابى طالب) بعمرو بن العاص فى معركة (صفين) وكان عمرو بن العاص يخطط لأخذ (على بن ابى طالب) على غرة، فحمل عليه (على) بسيفه وكاد أن يجهز عليه ، كشف (عمر بن العاص) عن عورته أو كشفت بدون قصد منه – كما جاء فى بعض الروايات - فتركه على بعد أن كاد أن يفتك به.
وقال الشاعر (مظفر النواب) فى تلك الواقعه الشاعر بيته الشهير:
(لازالت عورة ابن العاص تقبح وجه التاريخ).
آخر كلام:-
الديمقراطيه هى الحل، والدوله المدنيه التى اساسها المواطنه المتساويه والتى يسود فيها حكم القانون وتحترم فيها حقوق الأنسان، وتقف من الأديان مسافة واحده، ولا تقحمها فى الساسية .. هى الحل.
واذا كانت تلك بعض النماذج والتصرفات (لصحابه) مع كامل تقديرنا لهم، فى زمن الرسول (ص) وفى وجوده بينهم، فكيف يكون حال العالم كله والمسلمين خاصة مع (صحابة) هذا الزمان، الذين يسرقون ويفسدون ويكذبون ثم يرفعون (المصاحف) ويتنطعون ويهللون ويكبرون؟
والتحية لروح الشهيد الأستاذ (محمود محمد طه) الذى جعل هذا (الفهم) ممكنا، ومتاحا، وجعل الدين الأسلامى مقبولا، لا يخجل معتنقيه من تقديمه للآخرين ، فى وقت ظن فيه (الهوس) الدينى انه قد أخمد فكره وتمكن منه وقتله و(الشهداء احياء عند ربهم يرزقون).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.