قصة قصيرة أمير صالح جبريل [email protected] لوحة الألوان الزيتية لا تخاف المطر ( 1 ) أنا رسام .. سأمسك الآن فرشاة العبث وأرسم لوحة التواجد في مقاييس الأصل .. خلطت ألواني القديمة في صحن النفس الكهوف .. وقد إكتملت في شراييني فكرة الإطار الأزلي .. وللحقيقة لن أنسى أن أعلق إسمي في ركن الحريق .. حتى يعلم الجميع أنها لوحتي وأنني رسام منذ المضغة . ( 2 ) آهات الزمان تخرج من فم الحجارة لأنها تطبخ للعشاء .. وثقب الدم ينسال من اللون الأسود في أعلى الركن .. ذلك حتى أحفظ توازن الحزن .. وورقة نقدية تدخل جيب النار ..وفم البلاهة يضحك بلا أسنان .. لأن لسانه يعرف العلاقة تماماً بين الزمان والحزن والنار . ( 3 ) جرح الناس ينزف الأسفلت .. فينتصب الطريق في الوسط بلا أفق .. وقرب الإطار العلوي تتغامز الجبال همساً لأن الشمس ستشرب قهوة النخيل قبل المغيب .. وتتكئ أعمدة التلفون على بعضها تبكي الماضي فالهواء يمر بين أسلاكها يتحدث لغة الترف الجديد .. وأجر نفساً عميقاً .. ( 4 ) هنا طفل يرضع جذر الهواء .. وأقدام النهود تقبل عينين بلا وجه .. ورأس حيوان ليس خرافي يمضغ شريط الكاسيت الأخير للمطرب الأخير .. وأصبع مجنون يوعد الأذكياء بحل الكلمات المتقاطعة .. وسأجعل في هذا الفراغ دائرة بيضاء لأني لم أعرف كيف أعبر عن رغبتي في التقيؤ .. ومن الأفضل أن يحلق خلفها غراب بني يكتم خبر الأرض عن السفينة الأولى .. لم ينته مخاض الألوان بعد .. ( 5 ) إنشغلت بجغرافيا النحت وكدت أنسى شعاب رئتي .. أرى أبي يمتطي ضباب الأمنيات الرماد .. وعيون أمي الخضراء تستجدي صحراء الكلام .. وأريل تلفزيون فوق بيتنا يبتسم للجلسة اليومية .. وكلبنا الصغير يسرق جوارب الخروج .. لم أجد مكاناً لرسم الأنا لذا يجب أن أبصم إسمي في الركن الأسفل .. ( رسام منذ المضغة ) .. ( 6 ) الآن أحمل لوحتي أعلقها على جدار مدينة الضؤ .. ليقرأها المارة بلا جدال .. وحتماً ستضحك الأحذية في دهشة ..قد يتأملها شرطي النظام بفهم مستحيل .. ولكني لن أحميها من سحاب الرصاص أو لهب الفصول .. فانا أعلم جيداً أن لوحة الألوان الزيتية لا تخاف المطر .