بقلم عادل بابكر [email protected] أيّ لحن أُلْهمتَه في غفوتك فأفقت على عجل لتوقعه على أنغام عودك الأثير. ولكن أين العود؟ هل تسلل عبد الوهاب خلسة أثناء غفوتك وأخذه؟ لا بأس! تنحنحتَ وحشدتَ الهواء في صدرك، كعادتك حين تهم بالشدو الجميل.. رُحْتَ تتفرس في وجوه أضياف تراهم لأول مرة، سمعتَ الكثير عن صرامتهم وتجهمهم.. ولكن ما بالهم يتغامزون ويتبادلون الابتسامات؟ هل يعرفونك؟ لا بد أنهم كانوا يختلسون النظر إليك ويسترقون السمع إلى صوتك الرائق العذب ينثال رقراقاً سلسبيلا تحمله النسائم عبر الغابات والصحارى وترقى به إلى سدف الكون.. وهل كان صدحك مما تحجبه الحجب؟ ها أنت الآن في مقامك العلي تفرد صحيفتك الغراء تقربها لضيفك المكرمين.. يتصفحونها أنشودة أنشودة.. لحناً لحناً.. كلمة كلمة.. لازمة لازمة.. كسرة كسرة .. وجدوا بينها: أصلو العمر شوقاً كان وحزناً كان وصبراً كان.. فسيح وفسيح فقالوا: صدقْتَ. وجدوا من بينها: إني أنا السودان أرض السؤدد هذي يدى ملآى بألوان الورود قطفتها من معبدي من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد فأنا بها وأنا لها سأكون أول مفتدي هتفوا في صوت واحد: أحسنت وجدوا من بينها: دي الإرادة ونحن ما بنقدر نجابه المستحيل دي الإرادة والمقدر ما بنجيب ليهو بديل صاحوا: عقّب! سقاك الغمام! وجدوا من بينها أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة. قالوا: صدقت وأيم الحق وجدوا من بينها: ربي يعدل ليك سبيلك كل مناي في الكون عديلك ونهاية الخير مصيرك قالوا: اللهم آمين. ولك مثل ذلك. ولشعبك مثل ذلك. استبد بك الوجد وأنت تنشد: ولمّا تغيب عن الميعاد بفتِّش ليهَا في التاريخ واسأل عنَّها الاجداد واسأل عنّها المستقبل اللسّع سنينو بُعاد بفتِّش ليها في اللوحات مَحَل الخاطر الما عاد وفي أحزان عيون الناس وفي الضُّل الوقَف ما زاد قالوا: لله درك. مضيت منشداً: ادوبي ليهَا ماضيهَا واطنْبِر ليها جاييهَا وارسِّل ليها غنوَة شوق واقيف مرات واْلُوليهَا بنادِيهَا وبناديها وبناديها!! قالوا: حسبك. لا تحزن. بشرناك بالذي كنت به تبشر. قلتَ: ولكن بلادي.. فيها من فيها! قالوا نحن أعلم بمن فيها. إن موعدهم الصبح: أليس الصبح بقريب. فهشت نفسك وامتلأ صدرك بالغناء: أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق وإذا الفجر جناحان يرفان عليك وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي أنشودة ترددها معك الملايين. سلام عليك في الخالدين.