خلوها مستورة ضعف مسلسل عمر مقارنة طارق عبد الهادي [email protected] في العاشر من نوفمبر عام 2005 م فجر تنظيم القاعدة بعمان الأردنية إحدى تفجيراته الإرهابية والعبثية في المسلمين و ليس الغزاة، فاسكتوا المخرج السوري العظيم مصطفى العقاد إلى الأبد، صحيح انه لم يكن مستهدفا شخصيا ولكن تصادف وجوده في الفندق، الذين لم يفهموا روح ومعنى (الرسالة) الدعوة، اسكتوا صاحب (الرسالة) الفلم. يومها اذكر لفني حزن عظيم وبكيت والله بدمعي صاحب الرسالة إذ لم يهزني فلم من قبل، مثل ما فعل ولا زال، فلم الرسالة 1976م لمخرجه الكبير مصطفى العقاد، وبعده فلمه الآخر أسد الصحراء عمر المختار 1981م، ولكن ماذا نقول عن الفكر المتطرف للقاعدة. كان الأجدر بهم في تلفزيون قطر وقناة ام بي سي منتجي مسلسل عمر، إنتاج فلم سينمائي بمستوى فلم الرسالة بدل هذا المط والتطويل الممل والحشو مما افقد العمل متعة التذوق والتشوق لمتابعته، فِلم يبث في رمضان عدة مرات و يترجم الى لغات عالمية، الممثل السوري الشاب ثامر إسماعيل في دور عمر كان أداؤه كارثة، صغر سنه لم يسعفه إضافة إلى ضعف حضوره وشخصيته الباهتة، وأنت تشاهد العمل صورة هذا (الزلمي) لا تفارقك أبدا ولم ينتقل بك إلى رحاب شخصية عمر المعروفة، صوته لم يكن قويا وجهوريا كما وصف العقاد الآخر (عباس محمود العقاد) عمر في كتابه (عبقرية عمر)، فالأحداث معروفة نتيجة للجهد الإنساني الضخم الذي بذل في الكتابة عن تلك الفترة كما يقول العقاد في عبقريته، إذن التاريخ معروف وأحداثه مشهورة لذلك كانت الناس تنتظر التشويق في الأداء كما في فلم الرسالة، عندما تقارن هذا الممثل السوري الشاب بعبد الله غيث (توفى في 1993م) في دور حمزة بن عبد المطلب بفلم الرسالة يبدو لك الفرق بينا، شقيقه الأكبر حمدي غيث (توفى في 2006م) في دور ابي سفيان بذات الفلم كان رائعا، كان الاثنان مقنعين إلى حد بعيد في فلم الرسالة بنسخته العربية، ولا تنس الدور المميز للممثل الليبي الأسمر علي أحمد سالم في دور بلال بن رباح، تلك ادوار رسخت في الذاكرة لأنها قريبة من شخصياتها الحقيقية، وبلغ الاهتمام بالعمل أن أسندت بطولة النسخة الانجليزية لانطوني كوين و كانت تكلفة إنتاج الفيلم بالنسختين العربية والأجنبية اقل من هذا المسلسل الحالي بكثير، وحققت النسخة الأجنبية أرباحاً هائلة ووجدت رواجا لا يقل عن العربية. فقد ترجم الفيلم إلى 12 لغة عالمية. إن أسندت بطولة مسلسل عمر بعد تحويل الفكرة الى فلم على قرار الرسالة، إلى الممثل المصري القدير محمود يس في دور عمر بن الخطاب، لكان بحكم عامل السن والوقار والكاريزما والخبرة، قد كسر الدنيا كما يقول المصريون، بهذا الدور ولبقي في الذاكرة لأربعين عاما قادمة كما عبد الله غيث في فلم الرسالة ، كان هو الأقرب الى شخصية عمر بلغته السليمة وصوته الجهوري، أضاف تأثيرا هائلا بآخر فلم الرسالة وعند جزئية وفاة النبي عليه الصلاة والسلام يقول (اضطرب المسلمون في المدينة، لم يصدقوا ان من صلى الله وملائكته عليه يمكن ان يضمه قبر في هذه الأرض) ذاك هو محمود يس أما هذا الزلمي فسوف ينساه الناس بعد أسابيع قلائل او شهور على الأكثر.